يبدو أن التكنولوجيا الحديثة عازمة على ابتكار المزيد من التقنيات والوسائل الحديثة، التي تعمل من أجل الإنسان وتوفير كل متطلباته الحياتية، وأيضًا توفير البيئة الآمنة للشركات، حتى تحقق أهدافها بكل سهولة ويُسر، ولعل أبرز المفاهيم التكنولوجية التي ظهرت حديثًا «الأتمتة الذكية»، والتي أصبحت مفهومًا وأسلوبًا واقعيًا أحدث تغييرًا كبيرًا في جميع أساليب العمل داخل الشركات أو المؤسسات التجارية.
وتحتاج عملية تفعيل الأتمتة الذكية في بيئة العمل إلى استراتيجيات وخطط أكثر كفاءة وفاعلية، فمثلًا لو نظرنا إلى الروبوت داخل الشركات، فسنلاحظ أنه يعمل وفق ما يتم برمجته، لذا فقبل تفعيل الأتمتة الذكية ينبغي أولًا معرفة ما يُمكن أتمتته، ومن ثم نصمِّم ونطوِّر البوت، حتى يحقق الهدف المطلوب.
ما هي الأتمتة الذكية؟
جاء الظهور الأول لمصطلح الأتمتة في مطلع ثلاثينيات القرن العشرين؛ حيث تشمل جميع الآلات التي استطاع الإنسان تسخيرها للقيام ببعض المهام وإنجازها بدلاً عنه، ومع مرور الوقت تطور بشكل كبير مصطلح الأتمتة في ظل التطور المتسارع الذي تشهده التكنولوجيا الحديثة وابتكار تقنيات حديثة ، وتكمن الأتمتة في الانتشار الكبير للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة والآلات والمعدات داخل بيئة العمل، بالقدر الذي يمكنه إلغاء دور الإنسان بشكل جزئي، خاصة في المهام التي قد يعجز عنها أو قد تتطلب منه جهدًا كبيرًا؛ وتعمل الأتمتة الذكية في الوقت الحالي في معظم المجالات سواء الصناعية أو الزراعية أو الأعمال المنزلية أو الإدارية.
في الآونة الأخيرة، ظهرت الكثير من المخاوف داخل الشركات وخاصة بين الموظفين، الذين يعملون في الشركات التي تعتمد في الأساس على العامل التكنولوجي، نظرًا للانتشار السريع للأتمتة الذكية، لأنهم يعتقدون أن هذه الأتمتة ربما تكون سببًا رئيسيًا في إقصائهم من العمل، وفي هذا الصدد أكد الكثير من الخبراء في التكنولوجيا الحديثة أن الأتمتة الذكية لا يُمكن في أي حال أن تُقصي أحدًا من عمله مهما تنوعت الأنشطة الصناعية، فهي تحتاج إلى أنظمة واستراتيجيات وتوجيها تختلف على حسب نوعية أو نشاط العمل؛ إذن فلا يُمكن الاستغناء بأي شكل عن دور الإنسان في بيئة العمل خاصة في الشركات أو المصانع، التي تعتمد في الأساس على عنصر الابتكار والتكنولوجيا الحديثة فكلاهما يكملان بعضهما البعض.
الأتمتة الذكية وتطوير بيئة العمل
في ظل التغيرات الحالصة في سوق العمل، والمنافسة الشديدة العالمية، ينبغي على رواد الأعمال وأصحاب الشركات أو المؤسسات التجارية مواكبة كل التغيرات الحديثة، التي تشهدها السوق، ويُمكن القول بأن الأتمتة الذكية من أبرز التغيرات التي شهدتها السوق مؤخرًا، فهي تُسهم بشكل كبير في إنجاز المهام بأعلى جودة وكفاءة، فهناك الكثير من الشركات والمصانع العالمية تعتمد بشكل كبير على الأتمتة الذكية، في مراقبة طريقة العمل وإنجاز المهام، فمن خلالها تستطيع الوقوف على مناطق الخلل ومعرفة المشكلات، إذن فهي تقوم بعمل محاكاة لكيفية تحسين وتطوير الطرق والوسائل الإنتاجية في بيئة العمل.
ولعل شركات ومصانع السيارات من أبرز الأنشطة التجارية، التي طبقت الأتمتة الذكية؛ حيث مكنت هذه المصانع من التقليل في الجهد البشري والاستعانة بآلات ومعدات ذكية، تتم قيادتها بواسطة أجهزة كمبيوتر متقدمة ومزودة بعدد من عناصر التحسس المختلفة؛ للتأكد من صحة العمل المطلوب ودقته، على أن تتم برمجة حركة تلك «الروبوتات» لتتحرك تلقائيًا وتقوم بوظيفتها بشكل دوريّ.