إذا كانت العبرة بالنتائج فإن المهم هو استغلال الوقت وليس بذل المجهود، فما جدوى المجهود إن لم يؤدِ بنا إلى النتائج المرجوة؟! هناك الكثير من المزايا التي تدفعنا إلى العمل بأقل مجهود، وسنتطرق إليها في ثنايا هذا الموضوع، لكن ما يتوجب الإشارة بدءًا هو أن بذل المجهود الكبير في العمل دون فعل شيء حقيقي هو عَرض لمشكلات أخرى أكبر، إحداها الاستسلام للإلهاءات الكثيرة المحيطة بنا.
ناهيك عن ذاك الوهم الشائع الذي يقول: كلما كنتُ مشغولًا كان ذلك دليلًا على أنني مجتهد. هذا محض خطأ، فليس المهم كونك مشغولًا، ولا كم ساعة تعمل، وإنما المهم هو النتيجة.
ويحاول «رواد الأعمال» الإشارة إلى بعض الطرق التي يمكن من خلالها استغلال الوقت وتحقيق أكبر قدر من النتائج وبأقل مجهود أيضًا، ومن هذه الطرق ما يلي:
اقرأ أيضًا: ادخار الوقت في العمل.. كيف تنجز مهامك بذكاء؟
قائمة مهام قصيرة
ليست كل المهام الملقاة على عاتقك كل يوم على القدر نفسه من الأهمية؛ لذلك ضع الأهم منها أولًا فالمهم، عليك، إذًا، أن تجعل قائمة مهامك قصيرة، وأن تركز على ثلاث إلى خمس منها مهمة وصعبة في اليوم الواحد، وهي أهم مهامك على الإطلاق، والتي بمجرد الانتهاء منها ستجعلك تشعر بالإنتاجية العالية.
الوجه الآخر لقائمة المهام القصيرة تلك هو التركيز والتصنيف، فأنت تختار ما ستركز عليك من جهة، وقبل ذلك تقوم بتصنيف مهامك وفقًا للمعطيات المتعلقة بواقع عملك الفعلي.
الاستجابات السريعة
هذه طريقة مهمة لتفريغ ما هو مهم، فكل شيء يمكنك التخلص منه، وكل مهمة يمكنك إنجازها في أقل من دقيقتين _كأن ترد على بريد أُرسل إليك_ افعل ذلك على الفور. من شأن هذه الطريقة أن تحررك من الضغط الذي لا جدوى منه، ولا داعي له أصلًا، كما أنها ستبقيك، دائمًا، على المسار الصحيح.
اقرأ أيضًا: تقليل ساعات العمل وزيادة الإنتاجية
قياس النتائج
عليك أن تقوم بقياس ما أنجزته من نتائج خلال اليوم، وليس مقدار الساعات التي قضيتها في العمل، فالمهم هو المنتج النهائي وليس مقدار ما بذلته من جهد، فقد تكون تبذل جهدك في المكان الخطأ أو بالطريقة الخطأ، وفي هذه الحالة فالذنب ذنبك وليس ذنب أحد آخر.
يتيح لك قياس النتائج ذاك معرفة إنجازاتك ونجاحاتك اليومية، ما قد يدفعك إلى المضي قُدمًا، وتحفيزك بشكل دائم، وقد يساعدك في تدارك أخطائك أيضًا.
الاستراحات الواجبة
أظهرت الأبحاث أن عقلك يكون أفضل قدرة على التركيز لمدة 90 دقيقة في المرة الواحدة؛ لذلك ضع في اعتبارك أن تأخذ المزيد من فترات الراحة، وتقسيم يومك إلى أجزاء ما بين 90 دقيقة أو ساعتين؛ فمن شأن هذا أن يساعدك في زيادة قدرة عقلك الطبيعية على التركيز وتحسين إنتاجيتك الإجمالية.
تأكد أيضًا من التزامك بجدول استراحتك، واستمر في التركيز على عملك خلال فترات العمل التي تبلغ 90 دقيقة. من الجيد إغلاق بريدك الإلكتروني، ووضع هاتفك في الوضع الصامت في هذه الأوقات؛ حتى يتمكن عقلك من استعادة نشاطه من جديد.
اقرأ أيضًا: 6 نصائح لإنجاح العمل عن بُعد
مهمة واحدة في كل مرة
عندما تنتقل من مهمة إلى أخرى، فإنك، في الواقع، تضيع الوقت بسبب الوقت الذي يستغرقه عقلك لتبديل المهام وتغيير تركيزها.
عليك إذًا، أن تقاوم الدافع للقيام بمهام متعددة، فذاك ليس أكثر من وهم شائع، وركز، بدلًا من ذلك، كل انتباهك على مهمة واحدة حتى تكتمل أو تكون مستعدًا للمضي قدمًا في ذلك الوقت.
مواعيد نهائية قصيرة
ينص قانون باركنسون على أن الوقت يتمدد ليكون كافيًا للقيام بالعمل المطلوب، لكن يجب عليك دائمًا تحديد مواعيد نهائية معقولة لعملك، ضع في اعتبارك تعيين فترات زمنية أقصر لإكمال المهام. سيؤدي هذا التكتيك غالبًا إلى زيادة الكفاءة التي يمكنك من خلالها تحقيقها.
الروتين الختامي
يجب أن يكون لديك روتين لنهاية يومك؛ إذ سيساعدك ذلك في بداية ناجحة بالصباح. ابدأ بوضع قائمة بأهم ثلاثة أشياء تريد القيام بها في اليوم التالي. عندما تنتهي، رتب مكتبك وضع الأشياء في مكانها الصحيح. العبرة هنا أن تبدأ يومك مبكرًا، وأن تخطط له قبل أن يبدأ.
تلك هي بعض الطرق التي تساعدك في العمل بذكاء وتحقيق نتائج عالية، ومع ذلك بأقل مجهود، كما أنها ستعزز من ثقتك بذاتك واحترامك إياها، وستجعلك مطلبًا للكثير من الشركات، فالناس يركزون على النتائج وليس على الجهد المبذول.
اقرأ أيضًا:
هل يمكنك تنظيم وقتك في 60 ثانية فقط؟