في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ظهر مفهوم استراتيجية المحتويات، وبات استخدامها يتوسع شيئًا فشيئًا؛ إذ لم يعد قاصرًا على مجال بعينه، بل عملت الكثير من المجالات على استخدام هذه الاستراتيجية لما لها من فعالية وأثر قوي.
وتعني استراتيجية المحتويات _ وربما هذا هو ما يميزها عن التسويق بالمحتوى_ تلك المحاولة الجادة والدؤوبة لإمداد العميل بأكبر قدر من المعلومات، التي من شأنها تعزيز مكانة المؤسسة، وتدعيمها بين منافسيها.
أي معلومات تمنحها للعميل؟
أول ما يتعين عليك أخذه في الاعتبار، إن قررت استخدام هذه الاستراتيجية، أن تعلم تمامًا أن المعلومات هي الفيصل هنا، وبقدر ما تكون المعلومات التي تمنحها لعملائك دقيقة وموثوق بها كلما زادت ثقة هؤلاء العملاء بك، والعكس كذلك صحيح.
وثمة أمر آخر؛ حيث إن المعلومات غير المفيدة، والمضيعة للوقت، أو التي تنطوي على معلومات خاطئة أو غير صحيحة ستكون عامل هدم، وستعمل على إبعاد العملاء عنك، وعن استهلاك منتجاتك.
ومن نافل القول، إنه لكي تتمكن من معرفة ما يريده العملاء حقًا أو جمهورك المستهدف على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فسيكون لزامًا عليك أن تُفهم هؤلاء العمل عن قرب، وأن تعرف ماذا يريدون، وعن ماذا يبحثون؟
ثم، تأتي الخطوة التالية، وهي تلك المتعلقة بتزويدهم بمعلومات ليست الصحيحة فحسب، بل والمناسبة لهم كذلك، والتي تعمل على تلبية احتياجاتهم على النحو الأمثل. وبطبيعة الحال سيتم، وبشكل فوري، تجاهل أي محتوى غير هادف، أو غير مناسب، سواءً كان ذلك على فيس بوك، تويتر أو منصة أخرى من منصات التواصل الاجتماعي.
التواصل الخارجي:
ثمة نوعان من التواصل، أحدهما ذاك المتعلق بالتواصل الداخلي بين أعضاء هذه المؤسسة أو تلك الشركة، أما الآخر فهو التواصل الخارجي، وفيه تقوم الشركة بالتواصل مع عملائها، منافسيها، ومجتمعها المحيط بشكل عام.
وهذه الاستراتيجية المسماة باستراتيجية المحتويات تُعنى بالتواصل الخارجي؛ إذ تعمل على استخدام الكثير من الأدوات والآليات المختلفة _ بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي_ للتواصل مع عملائها الحاليين أو المستهدفين.
ومن هنا تنبع أهمية هذه الاستراتيجية؛ فهي طريقة مثالية وفعالة من أجل التواصل مع الجمهور؛ خاصة وأن الجمهور في هذا الزمن لم يعد لديهم وقت ليضيعوه مع محتوى لا يناسبهم، ومن ثم تأتي أهمية هذه الاستراتيجية، والتي يمكن من خلالها جذب أكبر عدد من الجمهور، والتأثير في قراراتهم، ودفعهم صوب اتخاذ القرارات التي تناسبك وتناسب شركتك.
المحتوى ذو القيمة:
وتأسيسًا على كل ما فات واختصارًا له، يمكن القول: إن المحتوى الذي يحمل قيمة ما، والذي ينطوي على معلومة ذات جدوى بالنسبة للعميل هو وحده القادر على جذب العميل، فقبل التفكير في جذب هذا العميل أو ذاك، فكّر في القيمة التي تود تقديمها له، وفي المحتوى الذي ستقدمه على منصاتك المختلفة.
اقرأ أيضًا:
الالتزام تجاه العملاء.. فرصة لالتقاط الأنفاس