لم يكن إراسموس؛ الفيلسوف الهولندي الشهير وأحد رواد حركة النهضة بلا منازع، أول من يمم وجهه صوب الإغريق وليس الأخير بدون شك؛ فكثيرون هم أولئك الذين حطوا رحالهم على الحضارة والآداب الإغريقية، خذ على ذلك مثلًا فريدريك نيتشه؛ الذي كان بمثابة صدع حقيقي في تاريخ الفلسفة وكيفية التفلسف.
ولعل هذا الارتحال صوب الإغريق ناجم عن قدرة هذه الحضارة على إدراك الكُنه والجوهر، وتمكنها من تجاوز الثنائيات الصلبة التي لا تعدو كونها مجرد ألعاب عقلية (فينومينولوجية بالأحرى)، بيد أن غاية ما نبغي قوله هنا: إن إراسموس وجد في حضارة الإغريق ضالته، فصنعت هي تميزه.
وكان دوره في حركة النهضة واضحًا ومؤثرًا، إلى درجة أن ثورة مارتن لوثر لم يكن يُكتب لها النجاح لو لم يمهد الفيلسوف الهولندي الطريق.
ويرصد «رواد الأعمال» أهم ملامح حياة الفيلسوف إراسموس _والذي تحل اليوم (12 يوليو) ذكرى وفاته_ وذلك على النحو التالي:
-
وُلد “إراسموس” في هولندا عام 1466م.
-
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة مشهورة بمدينة “ديفنتر”.
-
في عام 1484م تم قبوله في جامعة “رودولف أجريكولا” للدراسات الإنسانية، وحصل على جائزة لقصيدة شعر ألفها.
-
درس المؤلفات اللاتينية، وكان منبهرًا بكتابات “لورنزو فاللا” ومعاصريه، التي ينتقدون فيها حياة الزهد والتمسك بالتعاليم الدينية الصارمة. ومن أوائل الذين تنبهوا لكنوز الحكمة المدفونة في الكتابات القديمة للإغريق والرومان.
-
خلال هذه الفترة بدأ في وضع المخططات الأولية لكتابه “مديح الحماقة”.
-
في عام 1495م، التحق بجامعة باريس للدراسة.
-
بعد زيارة قصيرة لإنجلترا، عاد إلى باريس وبدأ في تجميع أقوال حكماء الإغريق والرومان في كتاب “أيدجيا”، والذي يحتوي على 4151 مثلًا وقولًا مأثورًا للقدماء. وتمت إعادة طبع الكتاب في حياته 60 مرة، وفي القرن التالي أكثر من 75 مرة. ولا يزال يُطبع حتى اليوم.
-
كان شغوفًا بأعمال “هومير”، “هيزيود”، “أرسطو”، “أرسطوفان”، “هيرودوت”، “بلوتارخ”، “أفلاطون”، “بوسانيوس”.. وآخرين.
-
ترك “إراسموس” باريس عام 1501م، وعاد إلى هولندا؛ لكي يمكث بها ثلاث سنوات. وعُرضت عليه وظيفة للتدريس بجامعة “لوفين”، لكنه رفضها.
-
بينما كان في هولندا، كرّس كل وقته لتأليف كتاب بعنوان “دليل الفارس المسيحي”. وهو أول تعريف، من وجهة نظره، للحياة الدينية الحقة.
-
في عام 1511م، تم تعيينه مدرسًا للغة اليونانية وآدابها في جامعة كامبردج. بعد ذلك، قبل وظيفة أستاذ كرسي بالجامعة. ومنحه أسقف كانتربيري راتبًا سنويًا مدى الحياة ومزايا أخرى عديدة.
-
ترك إنجلترا في عام 1514م، وجعلته مؤلفاته ملكًا متوجًا على عرش الشهرة والمجد، وكان يعتبر من رواد الأدب الإنساني في القارة الأوروبية.
-
توفي إيراسموس في صيف عام 1536 في منزل الرسام “فوربن” في بازل بسويسرا.
اقرأ أيضًا:
أهم المعلومات عن “جيمس ميرليس” عالم الاقتصاد الحائز على “نوبل”
هيريت ستو والقدرة على وصف الواقع
بول كلي.. الفنان العابر للحدود