تسعى عملية إدارة رأس المال البشري أو Human Capital Management (HCM) إلى تحويل الوظائف الإدارية التقليدية لأقسام الموارد البشرية؛ والتي تتمثّل في التوظيف، التدريب، الرواتب، والتعويض، إضافة إلى إدارة الأداء.
وتوفّر هذه الإدارة فرص تحفيز المشاركة والإنتاجية وقيمة الأعمال، علمًا بأنها تتناول قوة العمل كأحد الأصول الأساسية التي تقوم عليها الأعمال التجارية؛ حيث يمكن زيادة قيمتها إلى أقصى حد؛ من خلال الاستثمار والإدارة الاستراتيجيين.
تاريخ مصطلح رأس المال البشري
عندما بدأت الحوسبة في تسريع الأتمتة التي ظهرت في العصر الصناعي خلال فترة الخمسينيات والستينيات، تم استخدام مصطلح “رأس المال البشري” بكثرة؛ إذ تعامل رجال الأعمال مع موظفيهم على أنهم أصحاب معرفة ومهارات، ومواهب محددة، من شأنها أن تعزز نمو الأعمال المختلفة، كما تخلّوا عن فكرة التعاون الروتيني معهم.
من جهتها، ساعدت التقنيات الجديدة في ظهور المصطلح ثانية، خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، إلى أن أحدثت الإنترنت ثورات مهمة، جذبت المواهب التي بحثت عن تحقيق تحوٌلات جذرية.
أما في يومنا هذا؛ فإن رأس المال البشري يعيش عصره الذهبي؛ حيث وفّرت التكنولوجيا تجربة أكثر جاذبية للموظفين على نطاق واسع، وذلك بعدما أضافت أتمتة البيانات، والذكاء الاصطناعي، مع وجود الابتكارات الجديدة لفهم طبيعة العمل، علمًا بأنها نشرت قيمة مميّزة بالاستعانة بالتوظيف الذكي لمواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها.
إدارة رأس المال البشري
يشير مصطلح إدارة رأس المال البشري إلى آلية الأعمال والتطبيقات التقنية، ويضم هذا المصطلح مجموعة من وظائف إدارة الموظفين التقليدية، بداية من التوظيف، وإدارة الوظائف والمناصب، مرورًا بامتثال الموارد البشرية العام، وإعداد التقارير، إضافة إلى مكافآت قوة العمل وإدارة المواهب وقوة العمل.
وبشكلٍ ما، فإن فكرة “رأس المال البشري” تشبه مفهوم كارل ماركس للقوى العاملة، والتي تأتي عبر التفكير في العمال الرأسماليين الذين باعوا قوتهم العاملة من أجل الحصول على الدخل سواء الأجور أو الرواتب؛ لكن العامل الحر لا يستطيع أن يبيع رأس ماله البشري دفعة واحدة. فهي بعيدة كل البعد عن أن تكون أصولاً سائلة.
إن العامل الحر لا يبيع مهاراته، بل يتعاقد على الاستفادة من هذه المهارات، بنفس الطريقة التي يبيع بها الصناع منتجاتهم وليس آلاتهم.
النمو الاقتصادي
يرتبط رأس المال البشري بعملية النمو الاقتصادي؛ إذ يمتلك تأثيرًا قويًا في الأخير؛ وذلك من خلال تطوير الاقتصاد، وتطبيق المعرفة والمهارات بشكل صحيح.
وعند الحديث عن رأس المال البشري، يجب إدراك أن مستوى المهارة أو المعرفة يختلف بين شخص وآخر، علمًا بأنه من الممكن تحسين جودة العمل من خلال الاستثمار في تعليم الناس.
ويمكن قياس العلاقة بين ذلك النوع من رأس المال، والنمو الاقتصادي، عن طريق الاطلاع على نسبة الاستثمار في تعليم الناس، فيما يعتمد النمو الاقتصادي على زيادة القدرة على إنتاج السلع والخدمات مقارنة بالفترات الماضية، كما يمكن قياسه عن طريق نسبة الناتج المحلي الإجمالي، فعملية الارتفاع تمثل تحقيق نمو ملحوظ، والعكس صحيح.
اقرأ أيضًا:
لبيئة عمل صحية.. خذ استراحة واخرج من مكتبك