لا نبالغ إذا أكدنا أن إدارة الموارد البشرية الخضراء هي المسؤولية الاجتماعية للقائمين على هذا القسم في الشركة. وسوف نبسط ذلك في حينه، لكن ما نبتغي قوله الآن أن هذه الإدارة ذات صلة وثيقة بالمسؤولية الاجتماعية.
ومن جهة أخرى هي وشيجة الصلة بالتنمية المستدامة، والهدف من إدارة الموارد البشرية الخضراء هو الحفاظ على البيئة؛ من خلال تعزيز الممارسات البيئية الجيدة لدى الموظفين.
وتأسيسًا على هذا فإن أولئك الذين يعملون في أقسام الموارد البشرية والمسؤولين عن إدارة القوى العاملة للشركات والمساعدة في إنشاء ثقافة إيجابية لديهم دور مهم يلعبونه في تطوير استراتيجيات الاستدامة لحماية كوكب الأرض.
ما هي إدارة الموارد البشرية الخضراء؟
ونوضح في «رواد الأعمال» ماهية إدارة الموارد البشرية الخضراء، وذلك على النحو التالي..
يمكن تعريف إدارة الموارد البشرية الخضراء (GHRM) بأنها مجموعة من السياسات والممارسات والأنظمة التي تحفز السلوك الأخضر لموظفي الشركة؛ من أجل إنشاء منظمة حساسة بيئيًا وذات كفاءة في استخدام الموارد ومسؤولة اجتماعيًا.
لكن ذلك لا يعني أن هذا النمط في إدارة الموظفين لا يعود بالنفع على الشركة؛ فالدور المتزايد للتنمية المستدامة في تطوير الميزة التنافسية الحديثة للشركة يؤدي إلى تعميم دمج الممارسات البيئية في مجال سياسة الموارد البشرية، والتي يشار إليها غالبًا باسم “إدارة الموارد البشرية الخضراء”.
ومعروف أيضًا أن هذه الإدارة استراتيجية مناوئة للتغيرات المناخية الجمة التي تجتاح الكوكب وتهدد وجوده؛ إذ تنمو استراتيجيات الاستدامة بسرعة في آلاف الشركات خلال الوقت الحاضر كحل لمواجهة التحديات والكوارث التي جلبها تغير المناخ، وهي تهدد بشكل متزايد عالمنا ووجودنا.
والقطاع الخاص ليس بعيدًا عن هذه القضية؛ إذ يؤدي دورًا أساسيًا في الكفاح من أجل وقف تغير المناخ. ولكي تنجح الشركات فعليها المضي قدمًا في رحلة الاستدامة.
اقرأ أيضًا: قائمة بأهم الوظائف في المستقبل
الاستدامة والتوظيف
إذا أرادت الشركة تفعيل مبادئ وأسس إدارة الموارد البشرية الخضراء فعليها أن تبدأ ذلك حتى قبل تعيين موظفين جدد؛ إذ لا بد أن تعد وصفًا وظيفيًا يسلط الضوء على المهام المتعلقة بالاستدامة، والتي ستوكلها للموظفين الذين سيتم تعيينهم. ولعل الهدف من هذه الطريقة لفت أنظار المرشحين الجدد إلى اهتمامات الشركة بالمجالات ذات الصلة بالبيئة، وتحفيزهم لانتهاج ممارسات صحيحة بيئيًا.
وبعد فحص عروض السيرة الذاتية على الموارد البشرية التأكد من أن الخطوات التالية في عملية الاختيار ستقيّم قدرة المرشحين على امتلاك سلوكيات صديقة للبيئة. السؤال العادي حول تغير المناخ أثناء مقابلة وظيفية قد يعد طريقة سهلة لفهم درجة الوعي البيئي لدى شخص ما.
في النهاية يمكن أيضًا منح درجة خضراء لكل مرشح وإضافتها إلى جدول النتائج العام، والذي سيتم الاحتكام إليه لاختيار أفضل المرشحين.
اقرأ أيضًا: أنواع الموظفين.. 8 أنماط أساسية
التقنية وعمليات الموارد البشرية
تسمح التكنولوجيا للشركات بأن تصبح بلا أوراق، وبالنسبة للموارد البشرية يمكن أن يبدأ ذلك مع الوافدين الجدد؛ حيث يتم استخدام الوثائق عبر الإنترنت لأرشفة وثائق الموظفين مثل: خطابات العرض أو أوراق الاعتماد أو السير الذاتية أو خطابات التوصية.
ناهيك عن إرسال السير الذاتية الآن عبر الإنترنت دون الحاجة إلى طباعتها. كذلك يتم استخدام تلك التقنية مع التأمين الصحي للموظفين الحاليين أو عقود السيارات أو الراتب؛ أو المعلومات المتعلقة بالمزايا الأخرى.
علاوة على ذلك عند وصول الوافدين الجدد إلى المكتب لأول مرة يجب تصميم المبادرات التعريفية بطريقة تسهل تكاملهم مع الثقافة والقيم الخضراء للشركة. وتسلط هذه المبادرات الضوء على الاهتمامات البيئية للشركات والإجراءات الخضراء التي تم أو يجري تطويرها.
إدارة الأداء والمسؤولية البيئية
إدارة الأداء (PM) هي العملية التي يتم من خلالها مطالبة الموظفين بتعزيز مهاراتهم المهنية التي تساعد في تحقيق الأهداف والغايات التنظيمية بطريقة أفضل.
كيف يمكن تحسين أداء الموظف عندما يتعلق الأمر بالاستدامة؟ لا توجد مقاييس محددة لهدف كهذا، ولكن يجب أن يتحمل الموظفون مسؤوليات ومقاييس لأدوارهم التي تشمل أهداف الاستدامة.
في الختام الهدف الأساسي لإدارة الأداء -إذا نظرنا إليه من زاوية إدارة الموارد البشرية الخضراء- هو الحصول على نتيجة قابلة للقياس بشأن قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها وغاياتها البيئية.
اقرأ أيضًا:
أسرار العثور على وظيفة الأحلام
التعاطف وعالم الأعمال.. ما العلاقة؟
التعامل الصحيح مع الموظفين.. 7 نصائح أساسية
أهمية الحفاظ على الموارد البشرية وجدواها
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: