ستة أعوام من التحديات والإنجازات استطاعت خلالها وزارة الطاقة السعودية تحقيق نتائج أعمال متميزة، لم تكن لتتحقق لولا العمل على أسس ونهج علمى وعملى متكامل ووفق خطط واستراتيجيات محددة التوقيتات؛ حيث يستمر دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لقطاع الطاقة، لكونه يلعب دورًا رئيسيًا في المنافسة العالمية وضمان التنمية المستدامة؛ لذلك في التقرير التالي يرصد موقع «رواد الأعمال» أهم إنجازات وزارة الطاقة السعودية.
تمتلك المملكة العربية السعودية أكبر احتياطيات نفطية ورابع أكبر احتياطي غاز في العالم، ولديها موارد طاقة متجددة من الرياح والطاقة الشمسية؛ حيث تحتل المركز العشرين في إنتاج واستهلاك الكهرباء في العالم، ويتم إنتاج جميع الكهرباء تقريبًا من احتراق الوقود الأحفوري، وعلى الرغم من محاولات تنويع الاقتصاد، لا تزال صناعة النفط والغاز تمثل نحو 75% من إيرادات الميزانية، و45% من الناتج المحلي الإجمالي، و90% من عائدات التصدير.
اقرأ أيضًا: صناعة التمور في المملكة.. الثانية على مستوى العالم
إنجازات وزارة الطاقة السعودية
يتم استخدام الطاقة كمدخل في معظم عمليات الإنتاج؛ حيث يزداد استهلاك الطاقة بالتوازي مع النمو الاقتصادي والتنمية، وهو ما يوجب تلبية الحاجة إلى الطاقة بشكل كافٍ، وفي السنوات الخمس الماضية حدثت تطورات مهمة مثل: ارتفاع مستويات المعيشة وأصبح الناس يعيشون حياة أطول وأكثر صحة، وتُساهم موارد الطاقة بشكل خاص في هذه التطورات، وهذا هو السبب في أن حكومة المملكة تدرك أن موارد الطاقة لها أهمية كبيرة؛ من حيث التنمية المستدامة وإدارة الاقتصاد ورفاهية المجتمع، وبالتالي حرصت على تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا القطاع المتنامي.
وتحرص وزارة الطاقة على الاستغلال الأمثل للموارد الهيدروكربونية بما يُحقق التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني للمملكة، ولا يؤثر سلبًا في الاقتصاد العالمي، خاصة اقتصادات الدول النامية، بالإضافة إلى تمثيل المملكة في المنظمات الدولية ذات العلاقة، كما لم تدخر الوزارة جهدها في الدفاع عن مصالح المملكة في مجالات النفط، وتوضيح سياستها البترولية أمام كل المحافل الدولية وفي الاجتماعات والعلاقات الثنائية الدولية أيضًا.
أهم إنجازات وزارة الطاقة السعودية
شهد قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية العديد من الإنجازات؛ حيث سعت وزارة الطاقة على حل الكثير من المشكلات والأزمات التي كانت تواجهها خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب العديد من الملفات المعقدة في الوزارة التي نجحت في إدارتها بكفاءة ومهنية، ويبدو أن السنوات الست الماضية كانت مليئة بالأحداث والتحديات التاريخية التي قد لا نراها مرة أخرى في مجال صناعة النفط، واستطاعت الوزارة تجاوزها باحتراف وحكمة ودبلوماسية، وبالتالي تحولت تلك التحديات إلى إنجازات، وهي كالتالي:
تحويل هجمات أرامكو إلى إنجازات
في نهاية الربع الثالث من عام 2020 تعرضت شركة أرامكو السعودية، التي تُعد أكبر منشأة نفطية في العالم، إلى هجمات هي الأشد والأكثر تدميرًا في تاريخ صناعة النفط، تسببت في تعليق مؤقت قدره 5.7 مليون برميل يوميًا؛ أي ما يقرب من نصف إنتاج المملكة تقريبًا، وكان الإنجاز الأبرز في هذا القطاع هو تحويل هذه الهجمات من كارثة إلى إنجازات؛ حيث تمكنت وزارة الطاقة بقيادة سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان؛ وزير الطاقة، من إعادة صادرات النفط بعد 36 ساعة فقط من الهجمات، كما أشرف على العودة إلى مستويات الإنتاج قبل الهجوم بعد أسبوعين فقط من الضربات، والتي أذهلت خبراء الطاقة في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا: خادم الحرمين: رؤية 2030 تمثل طريق المملكة نحو المستقبل
طرح الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية
نجحت وزارة الطاقة السعودية في طرح الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية بالبورصة السعودية المحلية «تداول» بعد موافقة هيئة السوق المالية السعودية؛ حيث يضمن الاكتتاب العام في أرامكو السعودية استدامة عملاق النفط بالحيوية والكفاءة المطلوبة، والتي يمكن تحقيقها من خلال الظهور كشركة تجارية طبيعية مع بيانات مالية شفافة وحوكمة وتقييم من قِبل مجلس إدارة مستقل، ويُعتبر الاكتتاب العام في أرامكو علامة فارقة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، الرامية إلى التنوع الاقتصادي المستدام والنمو.
محطة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية
دشنت وزارة الطاقة مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الربع الثالث من عام 2019، بمنطقة الجوف شمال غرب البلاد وهو أول مشروع للطاقة المتجددة في المملكة؛ حيث تصل تكلفة المشروع إلى نحو أكثر من 1.2 مليار ريال؛ أي ما يُعادل 300 مليون دولار أمريكي، ويوفر نحو 930 فرصة عمل في مراحل الإنشاء والتشغيل والصيانة، كما من المتوقع أن يُسهم المشروع بنحو 450 مليون ريال في الناتج المحلي الإجمالي.
ويأتي مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية ضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة، ويُقدم تعرفة قياسية عالمية في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية تصل إلى 8.781 هللة / للكيلو وات في الساعة؛ لإنتاج 300 ميجا وات تلبي احتياجات الطاقة لقرابة 45.000 وحدة سكنية وتُسهم في خفض 500 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
انضمام المملكة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية
في الربع الأول من عام 2020 أعلن مجلس الوزراء السعودي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، عن انضمام المملكة إلى الاتفاقية الإطارية لتأسيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وفوض مجلس الوزراء سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز؛ وزير الطاقة، بالتوقيع على اتفاقية إطارية بشأن تأسيس تحالف دولي للطاقة الشمسية. وفي تاريخ 21 فبراير من العام ذاته وقّع وزير الطاقة مذكرات تفاهم بشأن الانضمام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، وإقامة مشاريع صناعية مشتركة مع الهند.
جدير بالذكر أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية هو تحالف لمكافحة تغيير المناخ، يعتمد في الأساس على الطاقة الشمسية على نطاق واسع في 121 دولة، في المنطقة الواقعة بين مداري السرطان والجدي؛ من خلال تجميع طلب التمويلات والتكنولوجيات والابتكار.
إنشاء مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة
كشفت وزارة الطاقة السعودية عن إطلاق مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في مطلع الربع الثالث من عام 2017؛ حيث يعمل المكتب على تحقيق أهداف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة وتوحيد القدرات المتخصصة في أبحاث الطاقة، بالإضافة إلى طرح المناقصات التي تتعلق بالطاقة المتجددة.
وقدم المكتب نحو أكثر 2000 ميجا وات من الطاقة الشمسية في عام 2019، وفي مطلع الربع الثاني من عام 2020 طرح 4 مشاريع لإصدار وثائق طلبات العروض، وذلك ضمن المرحلة الثالثة التي تتضمن نحو 1200 ميجا وات، وتم توزيع المشاريع التي طُرحت على فئتين: «أ» تتراوح طاقتها بين 80 و120 ميجا وات، «وادي الداوسر 120 ميجا وات» وليلى «80 ميجا وات»، بينما الفئة الثانية «ب» تبلغ طاقتها بين 300 و700 ميجا وات «سعد 300 ميجا وات» و«الرس 700 ميجا وات».
اقرأ أيضًا:
أبرز إنجازات خادم الحرمين الشريفين.. ذكرى البيعة السادسة
مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية.. جهود متواصلة لتحقيق التنمية
أرامكو السعودية واستشراف المستقبل التقني