لم يكن أنطونيو تابوكي واحدًا من الذين قرروا العيش على هامش حياة كُتّاب الآخرين، فيكرس نفسه لشرح أعمالهم وتأويلها، وإنما هو فقط عرف نفسه، واكتشف موهبته السردية من خلال فيرناندو بيسوا.
وخير دليل على الأهمية الأدبية التي يحتلها تابوكي هو أنه يمكن وضعه بجوار إيتالو كالفينو كأبرز أدباء إيطاليا في الفترة الأخيرة، ناهيك عن أن الأفكار التي طرحها في أعماله المختلفة انطوت على قدر كبير من الجدة والفرادة.
وطوال مسيرته الأدبية والفكرية ظل الرجل منتميًا للإنسان، منافحًا عن الحق والعدل في مواجهة سطوة الرأسمالية المتوحشة، وصفحات الجرائد الإيطالية شاهدة على نزالاته الكثيرة مع بيرلسكوني وغيره، أما في الأدب فيمكن اعتباره _وفقًا لتصنيف أنطونيو جرامشي للمثقفين_ مثقفًا عضويًا؛ لذلك كان شديد الوطأة على الأديب والأكاديمي المعروف أومبرتو إيكو حين طالب المثقفين بالصمت.
ويعرض «رواد الأعمال» أهم المحطات في حياة أنطونيو تابوكي، وذلك على النحو التالي..
اقرأ أيضًا: أهم المعلومات عن «ج. ك. رولينج» مؤلفة سلسلة هاري بوتر
- وُلد أنطونيو تابوكي في 23 سبتمبر عام 1943م في بيسا، لكنه نشأ بمنزل جدّيه بقرية فيتشيانو القريبة.
- وخلال أعوام دراسته بالجامعة، سافر كثيرًا حول أوروبا متتبعًا آثار أدباء قرأ لهم في مكتبة عمه.
- وخلال إحدى هذه الرحلات وجد قصيدة “تاباكاريا”(أو محلّ التبغ)، ضمن كتب قديمة تباع بالقرب من غار دو ليون بباريس، وموقّعة بـ”آلفارو دو كامبو”، أحد أسماء الهويّات التي كتب بها فرناندو بيسوا، وكانت القصيدة مترجمة إلى الفرنسية بواسطة بيير هوركاد؛ ومن هنا بدأ هواه الذي استمر عشرين سنة.
- زار لشبونة وازداد اهتمامه بالمدينة والبرتغال ككل، بل قرر تعلم البرتغالية من أجل بيسوا.
- وهو مترجم خبير في أعمال الكاتب فرناندو بيسوا، الذي ظهر تأثره به في موضوعات مثل: الحنين إلى الماضي، والخيال، وتعدد الهويّة.
- تخرّج من الجامعة في 1969 بعدما قدّم أطروحته “السوريالية في البرتغال”.
- وفي 1973 عُيّن مدرسًا للغة والآداب البرتغالية في بولونا، وفي العام ذاته كتب روايته الأولى “ساحة إيطاليا”.
- ويوصف تابوكى بأنه مثقف عضوي وكاتب ملتزم وصاحب مواقف سياسية احتجاجية.
- كان أنطونيو تابوكي من أشد خصوم رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني بتوجهاته الرأسمالية المتوحشة، كما كان ناقدًا لمجموعة كتاب آخرين؛ على رأسهم أمبرتو إيكو خاصة حول رأي هذا الأخير دور المثقفين.
- تمت ترجمة كتب ومقالات تابوكي في 18 بلدًا؛ منها اليابان، كما أنه ترجم أعمالًا كثيرة لبيسوا إلى الإيطالية وألّف كتابًا من مقالات عنه.
- ومن أعماله نذكر ما يلي: هذيان، الأيام الثلاثة الأخيرة في حياة بيسوا، بيريرا يدّعي، تريستانو يحتضر، ورأس داماسثنو مونتيرو الضائع، وليال هندية، وساحة إيطاليا.
- نال تابوكى الجائزة الفرنسية “Médicis étranger”، وجائزة البريميو كامبيلو والأريستوين.
- توفي في 25 مارس 2012 عن عمر يناهز 68 عامًا.
اقرأ أيضًا:
10 معلومات مهمة عن غسان كنفاني
أهم المعلومات عن “جيمس ميرليس” عالم الاقتصاد الحائز على “نوبل”