كثيرة هي الأسباب التي تقود شركة ما إلى لعب دور اجتماعي، ومحاولة التأثير في المجتمع الذي تعمل داخله، لكن أيًا من مساعيها لن يتحقق من دون معرفة أساسيات المسؤولية الاجتماعية، تلك الأساسيات التي تساعد الشركة في إدراك أهدافها وتحقيق مبتغياتها.
فالوصول إلى العميل وبناء سمعة العلامة التجارية وصورتها الذهنية لن يكون ممكنًا من دون معرفة أساسيات المسؤولية الاجتماعية، طالما أنك آثرت الولوج من هذا الباب.
صحيح أن هناك الكثير من العقبات والمصاعب التي تعترض طريق أي فرد/ مؤسسة يود العمل على الصعيد الاجتماعي والخدمي، سوى أن النتائج _في حالة تم تنفيذ الخطط على نحو سليم_ قد تكون أكثر من مرضية، خاصة فيما يتعلق بسمعة الشركة، وتاليًا معدلات مبيعاتها وقدرتها على جذب العملاء إلى منتجاتها وخدماتها.
اقرأ أيضًا: تطبيق المسؤولية الاجتماعية وتحدياته
ما هي أساسيات المسؤولية الاجتماعية؟
ويحاول «رواد الأعمال» بيان أهم أساسيات المسؤولية الاجتماعية وذلك على النحو التالي..
-
أبعد من الربح
أحد أهم وأبرز أساسيات المسؤولية الاجتماعية أنها اشتغال يسعى إلى ما وراء الربح، لا شك أن الربح رقم مهم في المعادلة، وما من مؤسسة إلا وتسعى إلى تعظيم أرباحها، والحصول على أكبر قدر من المال، غير أن الشركات التي تعمل على الصعيد الاجتماعي تهدف إلى ما وراء الربح.
أي إلى رضا العملاء واستمالتهم، والتأثير فيهم، فإذا أفلحت في مساعٍ كهذه فلن تحصل على الربح فحسب، وإنما ستضمن استدامة الأرباح، مضافًا إليها رضا العملاء عنها.
اقرأ أيضًا: اقتصاد النظم البيئية.. جسر بين العلوم والتخصصات
-
الانخراط في الشأن العام
ومن بين أهم أساسيات المسؤولية الاجتماعية اهتمامها بالشأن العام، وانخراط القائمين عليها في القضايا التي تهم الجميع. بل إن كل المساعي الاجتماعية ليست أكثر من انعكاس لشعور هؤلاء القوم بمسؤوليتهم تجاه المجتمع/ العالم الذي يحيون فيه.
ولا تفقه المسؤولية الاجتماعية أي شيء عن الانزواء إلى الداخل، ولا هي تخلي بين الناس ومصيرهم، وإنما، على العكس من ذلك، تحاول أن تخفف من غلواء الأزمات والكوارث التي تضرب الكوكب بين فينة وأخرى، هذا إن لم تتمكن من تحسين أنماط عيشهم ورفع مستوى جودة الحياة التي يحيونها.
اقرأ أيضًا: أنواع المسؤولية الاجتماعية.. السعي الطوعي للتنمية
-
الواحد المتعدد
واتصالًا بالطرح السابق يمكن القول أيضًا إن أحد أساسيات المسؤولية الاجتماعية كونها أبعد ما يكون عن أحادية الفكر والممارسة؛ فكل ما من شأنه خدمة المجتمع وتحسين نمط عيش أفراده سيكون من صميم اهتمام المسؤولية الاجتماعية.
ولهذا نرى للمسؤولية الاجتماعية تجليات شتى وعلى أكثر من مجال؛ فثمة مسؤولية اجتماعية، وأخرى بيئية، وثالثة اقتصادية، ورابعة قانونية، وكلها أدوار متعددة قد تقوم بها شركة واحدة من أجل هدف واحد؛ هو خدمة المجتمع وأفراده.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية المهنية.. من الاحترافية إلى الأخلاق
-
عمل تطوعي
على الرغم من أن هناك الكثير من المزايا التي قد تمثل نوعًا من العنف الرمزي على الشركة لكي تقوم بدور اجتماعي ما، إلا أننا، ومع ذلك، لا يمكن أن نجزم بأن المسؤولية الاجتماعية عمل إجباري.
إن أبرز أساس من أساسيات المسؤولية الاجتماعية كونها عملًا طوعيًا، لا ضغط فيه ولا إكراه، صحيح أن هناك تشريعات في بعض الدول _الصين على سبيل المثال_ تفرض على الشركات لعب دور اجتماعي إيجابي ما، لكن هذا من النادر الذي لا حكم له ولا يمكن القياس عليه.
علاوة على أن طوعية المسؤولية الاجتماعية هي المحك الذي تبين من خلاله رغبة الشركة في تنمية المجتمع، وانتمائها لأفراده، أما إذا كان الأمر يُفرض فرضًا فلا شك أنه سوف يستوي فيه الغث بالثمين.
اقرأ أيضًا: مفهوم التأمين الاجتماعي.. سلاح ضد المخاطر
-
نبل الغايات والوسائل
صحيح أن غايات المسؤولية الاجتماعية كلها نبيلة، وهذا أمر لا مرية فيه، سوى أن الوسائل المتبعة من أجل تحقيق هذه الغايات نبيلة كذلك، وهذا أحد أهم وأبرز أساسيات المسؤولية الاجتماعية.
فالمبدأ الميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة» لا يعمل هنا، ولا يمكن اللجوء أو الركون إليه؛ طالما أن الهدف النهائي هو خدمة المجموع، وبالتالي لا يمكن أن نضر البعض ونحن في سبيل إسعاد الكل.
علاوة على أن هدف المسؤولية الاجتماعية ونجاحها متوقف كذلك على خدمة المجتمع وليس بعض أفراده أو طائفة محددة منه.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية وتحفيز الابتكار.. جدل نظري متصاعد
المنافسة الأخلاقية في السوق.. أسس بقاء الشركات
كيف يمكن تحويل العطاء والعمل الخيري إلى روتين؟