يعد الرئيس التنفيذي (CEO) حجر الزاوية في نجاح أي منظمة؛ إذ يؤدي دورًا محوريًا في تحديد الاتجاه الإستراتيجي وقيادة الفرق نحو تحقيق الأهداف الطموحة.
وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الشركات اليوم؛ من التغيرات التكنولوجية السريعة إلى التقلبات الاقتصادية العالمية. أصبح أداء الرئيس التنفيذي أكثر أهمية من أي وقت مضى. ولتحقيق النجاح المستدام يجب أن يتمتع بمهارات قيادية استثنائية وقدرة على التكيف مع المتغيرات. فضلًا عن رؤية واضحة تلهم الفريق وتوجهه نحو التميز.
لذلك نسلط الضوء في“رواد الاعمال” على ستة أركان أساسية للقيادة الفاعلة التي يجب أن يتمتع بها الرئيس التنفيذي لضمان أداء متميز. وفقًا لما ذكره موقع “chiefexecutive”.
فيما يجد الرؤساء التنفيذيون اليوم أنفسهم غير مجهزين لإدارة التحديات التي يواجهونها الآن. في عالم يتغير بسرعة تفوق قدرتهم على إعادة اختراع أنفسهم. كما لا تزال هناك فجوة متزايدة بين القادة الحاليين والمستقبليين.
لكن نموذجًا جديدًا يظهر؛ وهو نهج مختلف جذريًا للقيادة يساعد الرؤساء التنفيذيين على التعامل مع المطالب المستمرة والمعقدة لسوق اليوم وتحسين أداء شركاتهم.
6 أركان للقيادة الفاعلة
الصحة البدنية
توفر الطاقة والقدرة على التحمل اللازمتين لمواكبة السرعة المتواصلة للتغيير. بالإضافة إلى القدرة على استخدام الطاقة العقلية والبدنية بفاعلية وعيش حياة صحية.
على سبيل المثال: يدفع دينيس نالي؛ الرئيس العالمي لشركة “برايس ووترهاوس كوبرز”. النمو والتغيير في شركته من خلال الحفاظ على طاقته البدنية بالغولف واللياقة البدنية. مع تحقيق التوازن بين حياته العملية والشخصية.
الصحة العاطفية
تمكّن القادة من فهم نقاط قوتهم وعيوبهم، والاستفادة من المشاعر الإيجابية والتخلص من المشاعر السلبية. والشعور بالراحة في العيش مع عدم اليقين والتعافي من الشدائد.
مثال على ذلك: عندما تم تشخيص إصابة ليندا رابيت، مؤسسة شركة “راند كونستركشن” في واشنطن، بسرطان الثدي. بالتزامن مع حالة الركود لشركتها. استخدمت وعيها الذاتي المتزايد للتخلي عن الأشياء وتقدير علاقاتها بشكل أعمق. وتفويض المسؤولية بشكل أفضل لموظفيها. ما ساعد الشركة على الخروج من ركودها والنمو.
الصحة الفكرية
التي تنطوي على براعة عقلية وفضول عميق، والقدرة على فهم وقبول الأفكار المتناقضة. والتفكير بوضوح كافٍ للابتكار بسرعة وتلبية متطلبات السوق ومكان العمل المعقدين.
استغل مايك بيترز؛ الرئيس التنفيذي لشركة بناء السفن العسكرية “هانتينغتون إينغالس إندستريز”، فضوله العميق وعقليته القابلة للتكيف. والتزامه بالتعلم مدى الحياة عندما قاد الشركة، -المنبثقة عن نورثروب غرومان-، خلال عام 2011 في طرح عام أولي ناجح.
الصحة الاجتماعية
توفر القدرة على إنشاء علاقات وثيقة مع الآخرين ومتبادلة. والمساعدة على تغذية الفرق والمجتمعات.
على سبيل المثال: عزز كين ساميت؛ الرئيس التنفيذي لشركة “ميدستار هيلث”، أكبر نظام رعاية صحية في واشنطن. ثقة الموظفين والتزامهم بإستراتيجيته لعام 2020، إلى حد كبير، من خلال كونه حقيقيًا وصادقًا وأصيلًا.
الصحة المهنية
هي قدرتك على الاستفادة من دعوة شخصية تعكس هويتك وما تريد أن تكون عليه. وتحقيق أعلى إمكاناتك؛ من خلال الإتقان الشخصي والسعي لتحقيق الإنجاز والنجاح في عالم تنافسي.
ساعد تيد ماثاس؛ الرئيس التنفيذي لشركة “نيويورك لايف” أكبر شركة تأمين على الحياة متبادلة في الولايات المتحدة. على تحويل هيكل صنع القرار التقليدي للشركة، والتغلب على الانكماش الاقتصادي لعام 2008؛ عن طريق تحدي نفسه والتعلم من الآخرين والاستعداد التام لمعالجة القضايا.
الصحة الروحية
تساعد القادة على التعامل مع قوى العولمة وتجنب السعي وراء الأهداف ضيقة الأفق. ويجمع كلاوس كلاينفيلد؛ الرئيس التنفيذي لشركة “ألكوا”، بين شغفه الألماني بالتميز والتزامه بالمسؤولية الاجتماعية. وتطبيق هذه القيم على كل جانب من جوانب العمليات.
في النهاية يتضح أن أداء الرئيس التنفيذي لا يقتصر فقط على تحقيق الأهداف المالية أو التشغيلية. بل يمتد إلى قدرته على قيادة المنظمة برؤية إستراتيجية واضحة وإلهام الفرق لتحقيق التميز.
وفي عالم يتسم بالتغير السريع والمنافسة الشديدة يعد تطوير هذه المهارات القيادية أمرًا حيويًا لضمان بقاء المنظمة وازدهارها. إن الرؤساء التنفيذيين الذين يتمتعون بهذه الصفات لا يقودون فقط نحو تحقيق الأهداف قصيرة المدى.بل يبنون أيضًا أساسًا متينًا للنمو والابتكار على المدى الطويل. ومن خلال الالتزام بهذه الأركان يمكنهم تعزيز أدائهم وتحقيق تأثير إيجابي ودائم في مؤسساتهم وفرقهم.