ريادة الأعمال مجال تجريبي حتى النخاع، وليس ثمة جامعة أو خبير يمكن أن يعلمك الريادة، صحيح أن هناك بعض الدروس النظرية المجردة التي يمكن الإشارة إليها من وقت لآخر، لكن وعلى الرغم من ذلك فأخطاء رواد الأعمال جمة؛ ذلك لأن كل واحد من هؤلاء يبدأ فكرته من البداية.
فالمؤكد أن ريادة الأعمال ليست استنساخًا لفكر أو رؤى أخرى، وإنما هي تتجلى في مشروع فريد مختلف تمامًا عن كل ما هو موجود أو مألوف، من هذه الزاوية بالتحديد يأتي الحديث عن أخطاء يرتكبها رواد الأعمال.
اقرأ أيضًا: قنوات حديثة.. كيف يمكن تدريس ريادة الأعمال في المدارس؟
أخطاء يرتكبها رواد الأعمال
وطالما أنه لا محيص من ارتكاب الأخطاء فليس في وسعنا سوى الإشارة إلى أخطاء رواد الأعمال أو _وهذا بشكل أدق_ ارتكبها رواد أعمال آخرون، ومن خلال الإشارة يمكن تجنب ارتكابها أو الوقوع في مثلها؛ ومن أبرز أخطاء رواد الأعمال نذكر ما يلي..
-
عدم إدارة التدفق النقدي
من أبرز أخطاء رواد الأعمال عدم إدارة التدفق النقدي بشكل جيد، وتتراوح الأخطاء ما بين الشح في الإنفاق جدًا أو الإنفاق المبالغ فيه، وكلاهما طرفان احتاجا إلى واسطة.
والمؤكد أن سبب هذا الخطأ هو عدم وجود التمويل من الأساس، أو قلة رأس المال، وبالتالي نلاحظ هذا الارتباك في التعامل مع المال، على الرغم من أن الإنفاق في بعض الأحيان قد يكون محتمًا، خاصة عندما نكون إزاء فرصة ونخشى تفلتها منا، والعكس أيضًا صحيح عندما نكون أمام مشروع فرص الربح منخفضة فيه إلى حد بعيد.
اقرأ أيضًا: تدريس ريادة الأعمال.. مغامرة في الممكن
-
المثالية وإهدار الوقت
من بين أخطاء رواد الأعمال انتظار ما يسمى خطئًا بـ «الوقت المناسب»، فتراهم يهدرون أوقاتًا كبيرة جدًا في التخطيط ودراسة الجدوى والبحث وما إلى ذلك، مؤكد طبعًا أن كل هذا جيد ومفيد، لكن الإفراط فيه محض خطأ.
فمهما كانت خططك محكمة ودقيقة فهي لا تعني شيئًا طالما أنها لم توضع موضع اختبار فعلي، ومن ثم فإن السعي إلى المثالية وانتظار أن يكون كل شيء مواتيًا وملائمًا لا يعدو كونه اسمًا آخر للفشل.
اقرأ أيضًا: معلم ريادة الأعمال.. مهاراته وتحدياته
-
إغفال الصورة الكبرى
لا يعمل المشروع الصغير وحده في جزيرة منعزلة عن العالم، بحيث لا يؤثر في السوق أو يتأثر به، وإنما هو، على العكس من ذلك، عُرضة للتأثر بكل العوامل السوقية المختلفة.
وبالتالي فمن أخطاء رواد الأعمال التركيز على التخطيط والبحث وما إلى ذلك مما هو متعلق بالبنية الداخلية للمشروع دون النظر إلى الصورة العامة، وأخذها في الاعتبار، والعمل على تكييف وتطوير المشروع بما يتلاءم مع هذه المتغيرات.
اقرأ أيضًا: اكتشاف رواد الأعمال في الصغر.. ما دور المعلمين؟
-
إغفال المنافسين
ومن بين تلك التجليات الخاصة لعدم إدراك الصورة الكبرى إهمال المنافسين وعدم معرفة نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم؛ فمن الواجب أن يكون رائد الأعمال لصيقًا بمنافسيه، وأن يدرسهم عن كثب.
فأنت، كرائد أعمال في صراع محموم مع منافسيك، وإن غفلت عنهم لحظة فسوف يسحبون البساط من تحت قدميك، ويجذبون العملاء إليهم، ومن ثم تُمنى أنت بخسائر جمة.
اقرأ أيضًا: أهمية المرشدين لرواد الأعمال.. الخبرة أساس النجاح
-
ربط التوظيف بالتكلفة
هذا أبرز أخطاء رواد الأعمال وأشهرها؛ فنظرًا لشح المال يعمد الكثير منهم إلى تخفيض النفقات من خلال أمور جمة؛ أشهرها: تعمد توظيف أشخاص بأجور متدنية، وهذه المسألة ستكون مكلفة على المدى الطويل؛ إذ إن هذا الشخص غير الكفؤ سيكلف المشروع الكثير من الأموال.
فضلًا عن أنه سيهدر الكثير من الوقت فيما لا طائل منه ولا جدوى، ولأجل هذا كله اعتبرنا ربط التوظيف بالتكلفة أحد أخطاء رواد الأعمال.
اقرأ أيضًا: 4 أخطاء مالية تعرقل طريقك للثراء
-
الهيام بالفكرة
قد يحدث هنا خلط ولَبْس كبيرين، فمن المهم أن يكون رائد الأعمال شغوفًا بفكرته مؤمنًا بها، لكن لا يجب أن يصده هذا الشغف عن إدراك الفكرة وفحصها بشكل موضوعي، والوقوف على مساوئها ومحاسنها في الوقت ذاته.
ومن هنا كان الهيام بالفكرة سبيلًا لصنع واقع متخيل لا علاقة بالفكرة ذاته، كما أنه يمنع من إدراك عيوبها ونقاط ضعفها، وبالتالي لا بد من أخذ مسافة من الفكرة ونقدها على أسس منهجية محكمة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين رائد الأعمال وصاحب المشروع
-
عدم وضع أهداف قابلة للتحقيق
الطموح الكبير والمفرط مهم لكنه أحد أخطاء رواد الأعمال كذلك إذا لم يتمخض هذا الطموح وتلك الآمال عن أهداف محددة ممكن تحقيقها.
فالهدف الكبير غير الممكن تحقيقه معطل ومحبط أيضًا، كما أنه من المهم أن يسأل رواد الأعمال عن كيفية تحقيق هذه الأهداف؟ فتحديد الهدف مهم لكن معرفة كيفية تحقيقه أهم.
تلك طائفة من أخطاء يرتكبها رواد الأعمال ولا شك أنها أمثلة فحسب، فحصر هذه الأخطاء من الصعوبة بمكان، كما أن المهم تجنب الوقوع فيها وفي كل ما شاكلها.
اقرأ أيضًا:
إدارة ستيف جوبز للاجتماعات.. المناقشة كما يجب أن تكون
الوصايا الأربع من جوجل لعقد الاجتماعات