من نافلة القول إن الإبداع عبارة عن رحلة يخوضها الفرد في التفكير بطريقة غير مألوفة لحل الكثير من المشكلات، سواء كانت على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي؛ حيث يُعد من أبرز العمليات العقلية التي تجعل الفرد أكثر وعيًا وإدراكًا لكل الأشياء المحيطة به، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز القدرات وإيجاد بعض الحلول غير التقليدية، ولكن ما أثر الكوارث في الإبداع والابتكار؟ بالتأكيد لم يسلم العالم من حدوث الكوراث أو افتعالها والتي سيكون حتمًا لها الأثر في جميع الجوانب الحياتية، بما فيها الإبداع.
أثر الكوارث في الإبداع
بلا شك أن الأفكار الإبداعية تلعب دورًا كبيرًا في نمو وتطور المجتمعات بشكل كبير؛ حيث عملت على صنع الكثير من الحلول الذكية للعديد من التحديات التى تواجه الفرد والمجتمع في جميع المجالات، كالاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات الأخرى، الأمر الذي لفت انتباه الكثير من الحكومات حول العالم نحو الاهتمام بالإبداع وبحث سُبل تطويره بين جميع الأفراد، وأطلقت من أجل ذلك الكثير من البرامج التعليمية واستراتيجيات دعم مادية ومعنوية تستهدف أصحاب الأفكار الإبداعية.
ربما لا يخفى على أحد منا أن صفة الإبداع ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجميع المراحل التطورية التي عاصرها الفرد، فلولا الإبداع لكنا لا نزال إلى اليوم نسكن الكهوف، ولولاه لما خرج الفرد ليستثمر طاقاته في العالم الذي يحيط به، إذن يُمكننا القول إن الإبداع أحد أفضل وأهم الصفات التي يُمكن أن نعرفها، وعادة ما يرتبط الإبداع في أذهان الأفراد بمجالات معينة، كالفنون باختلاف أشكالها والبحث العلمي أو التكنولوجيا الحديثة، وتذكر دائمًا أن الإبداع لم يكن أبدًا مقتصرًا على نوعيات محددة من البشر، فكل واحد منا له عالمه والقدرة الذاتية على الإبداع موجودة في كل شخص حتى لو لم يعرفها ويعترف بها، لكن هذه القدرة هي التي تعطي طعمًا مختلفًا لحياتنا اليومية.
اقرأ أيضًا: مبدعون حققوا نجاحات رغم التحديات.. كيف كانت المسيرة؟
بطبيعة الحال عندما تحل الكوارث بمختلف أشكالها يتغير كل شيء وفي الغالب يكون للأسوأ في جميع مناحي حياتنا، وكما نعلم أن الأزمات والمخاطر تحتاج دائمًا إلى صفة الإبداع لإيجاد الكثير من الحلول التي تتناسب مع كل هذه التهديدات، ولكن ربما يؤثر الإبداع نفسه في وجود الكوارث خاصة لو كان حجم الكارثة أكبر من القوة البشرية، وهنا ربما يفقد الفرد السيطرة على الموقف واستيعابه جيدًا، إذن هذا الأمر يحتاج إلى تركيز شديد وتكثيف الجهود الإبداعية لاتخاذ القرارات الحاسمة في وقت يتسم بالضيق والضغط، فجسامة التهديد قد تؤدي إلى خسائر مادية هائلة تُهدد الاستقرار ، فالكوارث دائمًا تكون مُربكة وتصنع حالة من القلق والتوتر وعدم اليقين في البدائل التي يُمكن الاعتماد عليها.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات وأدوات.. فرص تحسين متجرك الإلكتروني
تعزيز القدرات الإبداعية
من المعروف أن الإنسان بطبيعته لا يأتي سوى بالأشياء الجديدة التي تُحسن من حياته والبيئة المحيطة به، فردود أفعاله تجاه الكوارث غالبًا ما تتسم بالبحث عن الحلول الإبداعية للخروج من الكارثة، ولكن فقط إذا نجح في التخلص من التوتر النفسي الناتج عن وجود هذه الكارثة من جانب وما ينتج عن عجزه عن مواجهتها من جانب آخر، ولعل أبرز الطرق للتخلص من كل التذبذبات الناتجة عن حدوث الكارثة هي تفريغ الكارثة من مضمونها، والتي تعتبر طريقة غير تقليدية للتعامل مع الكارثة بالأفكار الإبداعية.
ختامًا: تُسهم الأفكار الإبداعية بشكل كبير جدًا في تطوير وتنمية المجتمعات وتعمل على توفير بيئة ملائمة للابتكار في مختلف المجالات؛ حيث استطاعت الكثير من المجتمعات الاستفادة من كل الأفكار الإبداعية وتوظيفها في خدمة المجتمع.
اقرأ أيضًا:
العالم المتغير.. ماذا تعرف عن التحول الرقمي؟