شهدت المملكة خلال عام 2017 إطلاق العديد من المشاريع التنموية الضخمة ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية، والتي صنف بعضها كأضخم المشاريع على مستوى العالم؛ لما خُصص لها من استثمارات خيالية تخطت 685 مليار دولار؛ لتعكس بذلك رؤية القيادة نحو صناعة مستقبل واعد، يشهد تنوعًا في مصادر الدخل القومي للبلاد،وتحسنًا في بيئة الأعمال، وزيادة في معدلات الاستثمار والجودة والرخاء.
“نيوم”..أضخم مشروع سعودي
يُعد مشروع نيوم –الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد في أكتوبر الماضي- أضخم مشروع سعودي يمتد بين ثلاث دول وهي “السعودية، ومصر، والأردن”، ويتم تمويله بنحو 500 مليار دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة، ومستثمرين محليين وعالميين.
يقع المشروع شمال غرب المملكة ، على مساحة 26,500 كم2، ويطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، ويحيط به من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر.
يهدف المشروع إلى الارتقاء بقطاعات الطاقة، والمياه، والزراعة، والصناعة، والتعليم، والصحة، والإعلام، والنقل، عبر استحداث تقنيات ذكية وفقًا لأحدث المعايير العالمية؛ للارتقاء بالمستوى المعيشي للأفراد.
يأتي مشروع “نيوم” في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة.
“القِدِيّة”..أكبر مدينة ترفيهية في العالم
أعلن الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في شهر أبريل الماضي، عن إطلاق مشروع “القدية”، الذي يسهم الصندوق في تنفيذه كمستثمر رئيس، بجانب مستثمرين محليين وعالميين.
يهدف المشروع إلى إقامة أكبر مدينة ترفيهية، وثقافية، ورياضية على المستوى المملكة والعالم أجمع، في منطقة “القِدِيّة” الصحراوية، على مساحة تبلغ 334 كم، وتقع على بُعد 40 كم من وسط الرياض.
تبلغ التكلفة التقديرية للبنية التحتية للمشروع 30 مليار ريال، ومن المقرر بدء تنفيذه في بداية 2018، وافتتاح المرحلة الأولى منه عام 2022.
يتضمن المشروع أربع قطاعات رئيسة، وهي: الترفيه، ورياضة السيارات، والرياضة، والإسكان والضيافة.
ويحتوي الجزء المخصص للترفيه على تجارب فريدة في البر والبحر والجو، علاوة على ألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوجرام ثلاثي الأبعاد، كما سيتم بناء مدينة six Flags الترفيهية العالمية التي تشغل 18 متنزهًا ترفيهيًا ومدينة ألعاب في أميركا الشمالية، ويبلغ عدد زوّارها 29 مليونًا خلال العام.
وفيما يخص جزء الإسكان والضيافة؛ فمن المقرر إقامة سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق، إضافة إلى أشهر المطاعم والماركات العالمية.
تكمن أهمية المشروع في جذب المواطنين إلى السياحة الداخلية، وخفض نسبة إنفاقهم على السياحة الخارجية التي تجاوزت قيمتها 76 مليار ريال خلال العام الماضي فقط، فضلًا عن تنويع مصادر الدخل عبر رفع نسبة عوائد قطاع السياحة، وإنعاش كل من قطاعي العقارات والمقاولات، وخلق الآلاف من فرص العمل الجديدة للمواطنين داخل المدينة.
“جدة داون تاون“
أعلن صندوق الاستثمارات العامة في سبتمبر الماضي عن تدشين مشروع جدة داون تاون ، الذي يركز على إعادة تطوير الواجهة البحرية وسط كورنيش جدة؛ لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم من حيث التجارة،والسياحة، والمسكن، والترفيه، وذلك بتكلفة إجمالية تُقدر بـ 18 مليار ريال.
يُتوقع وضع حجر الأساس للمشروع خلال الربع الأول من عام 2019، ويتم تنفيذه على مدار 10 سنوات، لافتتاح مرحلته الأولى عام 2022.
يُقسم المشروع إلى منطقة مخصصة للأنشطة الثقافية كالمتاحف، وأخرى لأنشطة الأعمال والابتكار، فيما يتم تخصيص مساحات بأكملها لخدمة أهداف التجارة والتسوق، وأخرى للترفيه والأنشطة الرياضية، علاوة على المناطق السياحية التي تتضمن بناء الفنادق والمنتجعات، إضافة إلى منطقة الشاطئ والنشاطات البحرية.
تبلغ مساحة المشروع الإجمالية 5,200,000 متر مربع، ويتوقع أن يوفر نحو 36 ألف فرصة عمل.
يضم المشروع مسطحات بنائية على مساحة تزيد عن 5 ملايين متر مربع، وتشمل 12 ألف وحدة سكنية، تستوعب نحو 58 ألف نسمة.
“البحر الأحمر”..وجهة سياحية عالمية
أطلق صندوق الاستثمارات العامة في أغسطس الماضي، مشروع البحر الأحمر السياحي العالمي الذي يهدف إلى تطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة.
يبلغ حجم المشروع 34 ألف كم مربع، من المقرر وضع حجر الأساس له خلال الربع الثالث من عام 2019، على أن تنتهي مرحلته الأولى في الربع الأخير من 2022.
يتولى الصندوق ضخ الاستثمارات الأولية للمشروع، مع فتح الباب لعقد شراكات استثمارية مع كبرى الشركات العالمية.
يتوقع أن يحدث المشروع نقلة نوعية ضخمة في قطاع السياحة السعودي، عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم؛ لاستكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة، بدون تأشيرات دخول ، كما سيكون بمثابة مركز فريد للصحة، والاسترخاء، والترفيه.
“النورس”..معلمًا فريدًا على كورنيش جدة
أعلنت مجموعة “سدكو” القابضة، مطلع نوفمبر الماضي، توليها مهمة تطوير مشروع “النورس” التجاري في جدة؛ لتوفير وجهة خارجية بحرية فريدة من نوعها تضم عددًا من المطاعم والمقاهي والمحالّ التجارية والترفيهية، بالإضافة إلى فندق ومكاتب ومجمع سكني، فيما تتولى شركة “انتماء” تقديم خدمات التأجير والتشغيل.
يقع مشروع “النورس” على أرض مساحتها 32 ألف متر مربع، بجوار ميدان النورس، عند تقاطع طريق الكورنيش وشارع الأمير نايف في جدة.
يسهم المشروع في تطوير القطاع العقاري بالمملكة، وتخصص به مساحة 15 ألف متر مربع للمحالّ التجارية.
قطار الحرمين.. 120 دقيقة بين مكة والمدينة
دشن خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز-في نوفمبر الماضي- مشروع القطار السريع الذي يربط بين مكة والمدينة، مرورًا بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بطول يمتد إلى 450 كم، ويقطع مسافته بسرعة 300 كم في الساعة.
يعد القطارمن أهم المشاريع التنموية التي تشهدها المملكة ، كما يُعد أضخم مشاريع النقل العام في الشرق الأوسط؛ إذ تبلغ تكلفته الإجمالية أكثر من 1.5 مليار ريال.
يهدف المشروع إلى تسهيل حركة المسافرين، خاصة في مواسم العمرة والحج، وتستغرق رحلته المباشرة من مكة إلى المدينة المنورة 120 دقيقة فقط، وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون راكب سنويًا؛ ويعتمد على تشغيل 35 قطارًا بسعة 417 مقعدًا للقطار الواحد.
يتضمن المشروع خمس محطات للركاب في كل من: المدينة المنورة، ومدينة جدة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومكة المكرمة.
محطة كهرباء بقدرة 3 جيجا واط
أعلنت المملكة -خلال مبادرة مستقبل الاستثمار التي نظمها صندوق الاستثمارات العامة في الرياض في أكتوبر الماضي- عن اعتزامها إنشاء أول محطة من نوعها لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 3 جيجا واط خلال عام 2018.
ومن المقرر أن تتولى الشركة السعودية للكهرباء -التي يملك صندوق الاستثمارات العامة 74.3 % من أسهمها- مهمة تنفيذ هذا المشروع؛وذلك في إطار سعي المملكة للوصول إلى 9.5 جيجا واط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023، عبر تدشين عدة مشاريع في هذا القطاع، من أجل تفعيل رؤية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل، والوصول إلى التنمية الاقتصادية المستدامة.
“الأفنيوز – الرياض”..أكبر مجمع تجاري حول العالم
يعد مشروع “الأفنيوز- الرياض” أكبر مجمع تجاري في العالم بمساحةتأجيرية تبلغ نحو 400 ألف متر، إضافة إلى خمسة أبراج تجارية وسكنية وفندقية.
يسهم المشروع – المزمع بدء تنفيذه خلال الأشهر المقبلةبمشاركة نخبة من كبار المصممين العالميين- في النهوض بالعديد من القطاعات في المملكة؛ مثل قطاع البيع بالتجزئة، والخدمات، والسياحة، والضيافة، والنقل، ومواد البناء، والتصنيع، والخدمات اللوجستية، علاوة على توفير الآلاف من فرص العمل.
يتضمن المشروع أكثر من 1300 محل تجاري، إضافة إلى أبراج متعددة الاستخدام، تتضمن فنادق تتنوع بين ثلاث إلى خمس نجوم تشمل 2200 غرفة، وقاعات للمعارض والحفلات والمؤتمرات، وشققًا سكنية ومكاتب تجارية.
تقرير: سلمى ياسين