الرياض، حوار: محمد فتحي
أبدع في رسم استراتيجيات وخطط العمل
برنامج “الميزانية” متاح مجانًأ لنشر الثقافة المالية للأسرة
أحترم كل أم تحرص على تربية أبنائها لتنشئ جيلًا واعيًا
تجربتي مع الجمعيات الخيرية ساعدتني على تطوير مهاراتي
ارتبط اسمها بعدد مختلف من مجالات العمل؛ مالية، وإدارية ، وتدريب وتطوير، لكنها ترى أن رسم الاستراتيجيات وخطط العمل للمشروعات التجارية هو الأقرب إليها؛ لذا أنشأت “خدمات المساندة الاقتصادية” كأول مؤسسة تعني بخدمة سيدات الأعمال بالشرقية .
تنقلت رائدة الأعمال وفاء النعيمي بين عدة مجالات، ما بين الاستشارات الفنية والتدريب والتأهيل ، وعملت على تطوير وترقية الحراك الريادي بالشرقية، بصفتها عضوًا منتسبًا للهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين، ومنظمة أكسفورد للتدريب القيادي..أجرينا معها هذا الحوار لتسليط الضوء على تجربتها.
حدثينا عن النشأة والمراحل الدراسية؟
ولدت بالمنطقة الشرقية ، وتخرجت في جامعة الدمام (كلية الملك فيصل سابقًا) ، وقد كانت مجموعتنا هي الأولى ؛ لذا منحتنا الجامعة فرصة استكمال دراستنا في العلوم الإدارية بامتياز .أما عن حبي للأعمال فقد استقيته من أسرتي .
متى كانت بدايتك في عالم المال والأعمال ؟
من أكثر الأشياء التي جذبتني لعالم المال والأعمال ، دفاتر المحاسبة بأشكالها المميزة والكبيرة والتي كانت تختلف تمامًا عن دفاتر المدرسة؛ الأمر الذي جعل إنشاء مشروعي الخاص في المجال المالي والمحاسبي هاجسًا لم يفارقني حتى دخلت مجال الأعمال.
ما الذي حبب إليك العمل الخاص في الأسرة ، ومن كان له الدور الأبرز في نجاحك؟
الدور الأبرز في نجاحي بعد توفيق الله وفضله ،هو إيمان والداي بأن رحلة دخولنا في مجال المشروعات لن تكون إلا مسؤولية واختيار وجب علينا كأبناء إثبات مدى قدرتنا على الإصرار والنجاح وتخطي الأزمات
واكتساب الثقة . وقد ساعدني دخولي – كمتدربة – برنامج المشروعات التجارية
على تشكيل الأفكار بصورة صحيحة ومعرفةً أكثر بالجوانب
القانونية ، والذي من خلاله طرحت فكرة أول مكتب محاسبي لخدمة سيدات الأعمال ، والذي
تطور خلال سنوات ؛ حتى وصلنا إلى اعتماد علامة تجارية سعودية باسم
“خدمات المساندة الاقتصادية” ، تختص بإدارة وتنظيم الأعمال. خلال هذه السنوات عملت
كمستشار فني ومدرب للمشروعات التجارية مع عدة جهات تمويلية .
وكانت تجربتي كعضو تنفيذي لمجلس شابات الأعمال بالغرفة التجارية من التجارب الرائعة ، وكذلك تجربتي في التطوع مع الكثير من الجمعيات الخيرية ؛ وهو ما ساعدني على تطوير مهاراتي للدخول في مجال العمل .
كيف أسستِ “خدمات المساندة الاقتصادية “؟
أنشأت مؤسسة “خدمات المساندة الاقتصادية “من احتياج حقيقي لتفسير الحسابات والتقارير
المالية لسيدات الأعمال ، وكنوع من توفير الخصوصية لهن في مناقشة القرار المالي
الخاص بمنشآتهن . واليوم نحن بصدد إنتاج منتجات وخدمات خاصة لتطوير سيدة الأعمال ، وعمل سلسلة من المراحل التدريبية والأكاديمية لصناعة رائدة الأعمال ورخصة لدخول سوق الأعمال التجارية ؛ إذ نطمح إلى عمل شراكة استراتيجية مع إحدى الجهات الداعمة لرواد الأعمال.
ما الذي تقدمه المؤسسة لتطوير سيدات الأعمال ؟ وهل هنالك إقبال على خدماتها ؟
نقدم خدمات النصح والإرشاد ،ونقوم بعمل ورش عمل لهذا الغرض . والآن نحن بصدد اعتماد
حقيبة تدريبية واختبارات للقياس ومعايير ومؤشرات تقييم نجاح المشروع . وبالفعل ، هناك إقبال
على خدمة دراسات الجدوى والخطط المالية وتصميم هوية المشروع وتدقيق الحسابات
والتقارير المالية .
وماذا عن مبادرتك “ميزانية الأسرة” ؟
وجدت أن الثقافة المالية واضحة في المؤسسات ، ولكنها تغيب داخل
الأسرة ؛ لذا أطلقت المبادرة ، والتي هي عبارة عن برنامج ميزانية إلكتروني ( متاح مجانًا على الموقع:http://www.essarabian.com )، مبني على أسس
علمية ومرجعية محاسبية ومالية مرتبط بمعادلة رياضية صممتها بنفسي ؛ لتحدد قيمة
المصروفات والادخار .
والجديد هو بند الاستثمار الذي يغيب عن تفكير الأسرة ؛ فيأتي البرنامج ليساعد على تنمية هذا الجانب ؛ إذ يساعد الأسرة على ضبط مصروفاتها ويعرفها بموقفها
المالي من عجز أو فائض ومقارنتها بالأداء الفعلي
، كما يساعد البرنامج بدلالة المؤشرات المالية على اكتشاف مواطن الخلل حتى تتجنبها الأسرة مستقبلًا ، مع بيان النماذج الأخرى المساعدة في ترتيب الأولويات والأهداف ووضع بدائل أقل تكلفة.
ويحتوي البرنامج على تمرين تخيلي يتيح لكل فرد في
العائلة التعرف على القيمة من وراء تفصيلاتهم المالية وإيجاد مقترح بديل
أقل تكلفة ومن ثم ترتيب الأفكار وربطها “بهرم ما سلو” للاحتياجات الإنسانية ؛ الأمر الذي يتيح للأسرة
رؤية صورة شاملة للأمور المالية والعمل على تحقيق الوفرة المادية وضبط
الميزانية وإدراج هذه الأفكار ومخصصاتها المالية بكل فترة زمنية ضمن النموذج الإلكتروني.
وأحب أن أشير إلى هذه المبادرة تصلح لتأهيل المقبلات على الزواج .
أين أنتِ من مشروعات المسؤولية الاجتماعية؟
مبدأ المسؤولية الاجتماعية يخدم كثيرًا من المؤسسات الكبرى
والصغيرة والأفراد على حد سواء ؛ لذا أرحب بتطوير مبادرات مؤثرة من
مشروعات المسؤولية الاجتماعية في المنطقة.
ماذا تعني ريادةالأعمال؟
ريادة الأعمال هي اختيار نابع من قيمة تحمل المسؤولية وتميزًا في الطرح العملي والمعرفي
. وهي أيضًا سلسلة من القرارات لتكوين ظروف اقتصادية أفضل في عالم متغير؛ فريادة
الأعمال تعني الاستثمار والشراكة بين جيل البناء وجيل التطوير لصناعة منتج قوي يستمر
وينمو .
هل النظرة المتحفظة لدخول المرأة السعودية سوق العمل اختلفت عن ذي قبل ؟
إننا نشهد اليوم بفضل الله ، خطوات متقدمة وواثقة للمرأة السعودية في سوق العمل.وأجمل ما في التجربة أن
المرأة السعودية تفاجئنا بقدرتها على الالتزام والعمل والإصرار نحو تحقيق النجاح.
.
ما دور المملكة في دعم وتأهيل رائدات الأعمال؟
كثير من الجهات الحكومية والخاصة تدعم تأهيل رائدات الأعمال للسوق
من منح قروض لتأسيس مشروع تجاري ، وتقديم التدريب اللازم ، ودعم الموارد
البشرية ، وكذلك المبادرات الخاصة لدعم الأفكار
والمشروعات القائمة من مسابقات على مستوى المملكة ومعارض وورش عمل كل هذه
الأنواع المختلفة من الدعم تتطلب تنسيق الجهود والعمل على زيادة الوعي والشراكة
المجتمعية بين جميع القطاعات .
هل هنالك دور لهيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لرعاية المؤتمرات العالمية لريادة
الأعمال؟
نثمن قرار الملك سلمان آل سعود حفظه الله باختيار توقيت القرار الذي كان مناسبًا في ظل هذه التغيرات ،
وجميل أن تكون الهيئة تحت مظلة وزارة التجارة ؛ مايساعد على تكامل الإجراءات المساندة لهذه التنمية الاقتصادية .
سيدة الأعمال السعودية تشكل دائمًا حضورًا محليًا ، وغيابًا عالميًا في مضمار
المنافسة ..ما الأسباب؟
نبارك لسيدة الأعمال السعودية حضورها القوي محليًا ، ونسأل أنفسنا: لماذا تغيب عالميًا وماذا ينقص منتجات ومشروعات سيدات الأعمال للدخول في المنافسة؟ أعتقد أن ذلك ناتج عن عدم استيعاب الثقافات الأخرى وتفصيلاتها لفكرة المنتج . تحتاج منتجات المشروعات إلى إعادة تقييم باستمرار واتباع أفضل الممارسات الإدارية كسيدة أعمال . ولاشك في أن تجربة التأهيل للدخول في المسابقات العالمية في القطاع الخاص بالمنتج سيساعد كثيرًا على التطوير العام .
من خلال عملك في الغرفة التجارية في الشرقية ، أين تجدين المرأة السعودية؟ ولماذا؟
الغرف التجارية من أهم الداعمين لرائدات الأعمال بتوفيرها برامج متنوعة ومتجددة
تصب في مصلحة هذه الفئة. ألاحظ وضعًا يواجه المرأة دون الرجل ؛ وهو غياب
الصورة الشاملة لحركة السوق السعودية ؛ أقصد حركة الدخول والخروج
للمشروعات المشابهة أو البديلة ؛ ما قد يؤثر على قرارات استمرار ونجاح المشروع . وكسيدة
أعمال أحتاج إلى إعادة تقييم وتجديد مسار النمو في قطاع المشروعات التي يغيب عنها هذه
المعلومات والتي قد تتاح لرجل الأعمال فتجعله أكثر وعيًا بحكم خبراته وعلاقاته
التجارية .
لذلك أرى مدى أهمية هذه المعلومات لصاحبة المشروع في دخول السوق ؛ وهو ماتوفره
الغرف التجارية باحترافية أكثر من غيرها ؛لامتلاكها أكبر قاعدة بيانات للسجلات التجارية بتوزيع قطاعات السوق والحركة الدورية لها، وكذلك تحديد النمو والاحتياج حسب المناطق الجغرافية .
ما المجال الذي برزت فيه المرأة ؟
يلفت نظري وأقف موقف احترام وتقدير لكل امرأة وأم تحرص على تربية أبنائها لتنشئ جيلًا واعيًا .وما يلفت نظري في هذا الإطار هو أسماء
سعوديات برعن في مجالاتهن، طموحات يجدن البيئة المناسبة لاستثمار طاقاتهن وتقديرهن.