رؤية ٢٠٣٠ تتمحور حول الاقتصاد والتغيير المجتمعي
المرأة شاركت بقوة في تنمية الاقتصاد السعودي..ودورها أكبر مستقبلًا
العمل التطوعي ركيزة أساسية لبناء وتنمية المجتمع
وضعت بصمتها في الأماكن التي عملت فيها، وتميزت مشروعاتها، تعشق العمل ، حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال، تخصص تطوير الموارد البشرية وريادة الأعمال، ودبلوم عالي في تقنية المعلومات من “جامعة الملك سعود”، وآخر في تصميم وصيانة المواقع الإلكترونية، كما حصلت على شهادة وترخيص دولي كمستشار لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومدرب لتنمية المشاريع من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
وشغلت منصب المديرة التنفيذية لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات، وصاحبة أول مركز رياضي نسائي في السعودية، مثلت المملكة في مشاركات عالمية، وحصدت في عام 2014م جائزة “بصمة تميز”، لتحقيقها سلسلة إنجازات في مجال دعم وتدريب المرأة، لتسطر هناء بنت عبد المحسن الزهير اسمها من نور في المسؤولية الاجتماعية، والحراك الريادي. “رواد الأعمال” أجرت معها هذا الحوار لتسليط الضوء على مسيرتها الريادية..
ــ كيف كانت بدايتك في عالم الأعمال ؟
جئت من الطفولة لعالم الأعمال بسرعة شديدة وبفكر خارج عن النمطية ، أبحث عن الطلب وأقدم العرض لم أحاول تكرار ما حولي من أفكار ، وعندما قمت بدراسة تسويقية وتحديد احتياجات السوق الذي سأبدأ فيه مشروعي ، أدركت أن المأكل والملبس هم الحاجة الأساسية لكل شخص، فأنشأت شركة ملابس ومخبزًا.
ــ كصاحبة أول مركز رياضي نسائي بالمملكة، كيف تقيمين اتجاه السعوديات للرياضة ؟
الرياضة للنساء مطلب مهم جدًا مع نمط المعيشة الذي يتسم بقلة الحركة وما يصاحبها من أمراض؛ لذا فكرت في إنشاء مشروع النادي الرياضي لتلبية هذا الاحتياج المجتمعي ، وخصصته في البداية للأطفال، ثم توسع ليشمل الفتيات والسيدات. وبتوفيق الله نجح مشروع “مركز ٥ -١٥” وأصبح من أشهر المراكز الرياضية في المنطقة الشرقية؛ حيث كان مزيجًا من الرياضة والترفيه والتوعية بالحياة الصحية السليمة ، كما أنه يضم أنشطة رياضية متنوعة ، وبرامج وأجهزة أحضرتها من مراكز عالمية متخصصة.
ــ وهل واجهت صعوبات في بداية المشروع ؟
كانت أهم الصعوبات في الحصول على ترخيص لنادي رياضي للفتيات، لكن بفضل الله حصلت على الترخيص للفئة العمرية من سن 5 ـ 13 سنة ، ثم كان التحدي في الحصول على مدربات متخصصات، فأصبح لدينا مدربات سعوديات معتمدات دوليًا .
ــ من واقع خبرتك ، كيف يمكن نشر ثقافة التطوع في المجتمع السعودي؟
يٌعد العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء وتنمية المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، وهو ممارسة إنسانية ارتبطت بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل، ولها دورها الهام في عملية التغيير الاجتماعي. نحتاج إلى تنمية الوعي التنموي بين الناس ومساعدتهم علي قبول الأفكار والممارسات الجديدة، وتبني استخدام فكرة جماعات العمل التطوعي والمشكَّلة من المتطوعين بإشراف من المنظمات والمهنيين الموجودين فيها.
ــ ماذا تتوقعين من “رؤية 2030” في الارتقاء بالحراك الريادي؟
تتمحور رؤية ٢٠٣٠ حول قيمة جوهرية وهي الاقتصاد والتغيير المجتمعي ، وهما أساس احتياج المواطن الذي يتطلع إلى مستقبل آمن ومختلف؛ لذا أرى أن روح الإنجاز والمشاركة بهذه الرؤية توزعت أدوارها على كل سعودي بكل فئاته.
ــ كيف ترين دور المرأة في المجال الاقتصادي بالمملكة؟
باتت مشاركة المرأة السعودية في جميع جوانب الحياة ملموسة، وخاصةً في المجال الاقتصادي الذي شاركت فيه بدور كبير لتنميته. لقد أصبحت المرأة العاملة في جميع أنحاء المملكة ركنًا يحمل على عاتقه مستقبلًا أفضل.
وفي ظل رؤية 2030 – والتي أولت المرأة اهتمامًا كبيرًا – سيتضاعف جهد المرأة للمساهمة في نهضة المملكة ، وسيظهر على الساحة كثير من الأسماء في شتى مجالات العمل .
ــ وما الذي ينقصها لمزيد من النجاح ؟
الإيمان بإمكانياتها حيث إن قوة الإرادة هي دائما أولى الخطوات للنجاح، و هذا ما يجب أن نسعى إليه من غرس قيم العزيمة والإرادة والوعي بقدرات المرأة ؛ وبالتالي نعد جيلًا رائدًا يمتلك القدرات والمهارات اللازمة لقيادة اقتصاد الوطن نحو التقدم.
ــ نلت العديد من أوجه التكريم .. ما أبرزها لديك ؟
مثلت وطني في الكثير من المحافل العربية والدولية ، وحصلت على عدد من أوجه التكريم؛ منها درع التميز العربي من مجلس المرأة العربية عام 2015 في “المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية” بالأردن، و جائزة “معهد الشرق الأوسط للتميز” كأفضل شخصية قيادية عام 2008، وشرفت بالمشاركة مع الوفد المصاحب لخادم الحرمين الشريفين إلى بريطانيا، وفي الحوار السعودي البريطاني، وفي اللقاء الاقتصادي السعودي البريطاني، كما مثلت المملكة رسميًا في اجتماع “الجمعية العمومية للأمم المتحدة” بنيويورك عام 2007، وكذلك في أعمال المائدة المستديرة حول ” سيداو؛ التقدم في العالم العربي والتحديات”، وعرضت المنجزات والعقبات التي تواجه السعودية لتنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في الدورة الرابعة، كما شاركت في اجتماعات “مجلس الشورى” خلال 2002، وفي مهرجان الجنادرية عام 2005 كرئيس للنشاط الثقافي الاقتصادي بالمهرجان، وفي الحوار الوطني السادس، وفي اجتماع رؤساء شركات البترول العالمية “NOC” كمتحدثة رسمية.
ـــ وسط أعباء العمل، كيف تحققين التوازن بين البيت والعمل ؟
الحمد لله ، هذا يتحقق بالتنظيم وترتيب الأولويات وبفضل التفاهم مع شريك الحياة ، فالبيت والأسرة هما نقاط الانطلاق والتوجه الأمثل لكل فرد؛ وهما نقاط الاستمرار في مشاوير النجاح والتميز. ولن تنجح امرأة ما لم يكن هناك رجل داعم يساندها ويعينها على أداء دورها، فزوجي هو الداعم الأكبر لي في مشوار حياتي بدءًا من مواصلة الدراسة وحتى تقلُدي مناصب عدة في عملي.
ــ ما نصيحتك لرائدات الأعمال ؟
لكي تصبح رائد أعمال ناجح يجب الاستفادة من تجارب الآخرين؛ لأنها خلاصة العمل. وأنصح فتياتنا بأن يكون لديهن الاستعداد القوي والفعال لمواجهة التحديات، والقدرة على إدارة الأزمات ، والسير في جميع الطرق التي تؤدي إلى النجاح في العمل، وجعل التفكير إيجابيًا، مع إدراك أن هناك نقاط ضعف كثيرة يجب تحويلها إلى نقاط قوة.