أتلقى عادةً عبر حساباتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، طلبات من المتابعين للدردشة؛ تلك الأداة الرائعة التي تتيح لك كسب عملاء محتملين، بطرحهم الأسئلة علي، أو على أحد أعضاء فريقي، لكن هناك سؤال أعرف أنه مؤشر سيء؛ وهو:كم من الوقت أستغرق لأكسب المال؟.
هذا السؤال غالبًا ما يطرحه من يعانون ماديًا، ولا يهمهم في وضعهم الراهن، سوى معرفة كيفية كسب المال في أسرع وقت، من غير أن يفكروا أولًا في كيف ينشؤون عملهم، أو كيف يساعدون الآخرين؛ إذ ينصب كل تفكيرهم على كسب المال.
ومن واقع تجربتي، ليس من الخطأ التفكير في كسب المال طبعًا، لكنَّ الخطأ في الضغط على النفس لكسب مبلغ معين في وقت محدد.
الأعمال الناجحة
يأتي المال كنتيجة ثانوية لخلق الوفرة في حياة الآخرين. عندما يشكل عملك قيمة للناس، ستكافأ بمزيد من العملاء؛ وبالتالي بمزيد من المال.
عندما يكون تفكيرك منصبًا على افتقارك للمال، سيكون من الصعب جدًا أن تقدم شيئًا ذا قيمة للآخرين.
لذلك، عندما يأتيني شخص ما للتدريب، فأول ما يسألني عنه هو المال، فأعرف حينها أنه ليس في المكان الصحيح ليبدأ عمله. ومثل هؤلاء أنصحهم بالحصول على وظيفة؛ إذ يتوجب عليهم أولًا الخروج من منطقة نقص الأموال؛ حتى يتمكنوا من التركيز في عملهم الجديد وتكون أولوياتهم خدمة الناس.
الشخص المناسب
عندما أتكلم مع شخص ما، وأستشعر بأن لديه الكثير ليبتكره، والكثير ليفعله، وينصب تركيزه على تقديم خدمات للجمهور، حينها أعرف أنه الشخص المناسب.
إذا كان رأسك حافلًا بالأفكار, والمقالات، والفيديوهات، والكتب، والدورات، التي يمكن أن تقدمها للناس، فاعلم أنك في المكان الصحيح، فالتحدي بالنسبة لك في هذه الحالة يكمن في: كيف تنظم أفكارك؟، وكيف تضع الأولويات والخطط التي تقودك بأفضل الطرق إلى الأمام؛ لتحول أفكارك إلى قيمة للآخرين؛ وبالتالي تستطيع كسب كثير من الأموال.
وكلما علت المستويات، وجدت من يلتزمون- بدافعهم الداخلي- بتقديم خدمات للجمهور، لايتحدثون عن المال؛ لأنهم واثقون بأنه سيأتي إليهم إذا أوصلوا أفكارهم وحلولهم للناس.
ماهي أسبابك؟:
إذا قابلتك وسألتك عن دافعك الرئيس للعمل، فبماذا ستجيب؟ هل سيكون جوابك حول المال، أم العملاء، أم الازدهار؟ أم ستحدثني عن أسبابك؟.
أستطيع أن أتفهم من خلال تجربتي الشخصية، أنه من السهل أن تحاصر بالمال وبما يعنيه له، خاصة في البداية عندما لاتستشعر الأمان من الناحية المادية. وهنا، أشجعك على التوقف عن التفكير للحظة في عملك، وتُعيد توجيه تركيزك، فبدلًا من التفكير في الأرقام والأرباح، فكر في الحركة التي تريد أن يتبناها عملك.
لاشك في أنَّ التفكير هو غذاء الروح، وقد يكون أيضًا نقطة تحولية لعملك؛ إذ يجعلك تفكر، وتتحدث، وتخطط بشكل أكبر، فعندما ترى أن ماتفعله أمر مهم للإنسانية، سيحفزك لتأخذ خطوات أكبر.
وحتى لو كانت المنتجات أو الخدمات التي تقدمها للناس تبدو مملة وجافة، لكنَّ هناك متعة في كونك تقدم شيئًا لجمهورك، فإحساسك بالتأثير في الآخرين، سوف يزيد من حماسك؛ أما إذا كنت لاتستشعر ذلك الحماس، فربما قد حان الوقت للتغيير، فحاول أن تبيع منتجًا مختلفًا، أو حتى تبدأ بعمل جديد تمامًا.