لم يعد الاحتفاظ بنسخة احتياطية من بياناتك أمرًا ثانويًا، بل بات حتميًا ولاسيما إذا كان يتعلق بمشروعك التجاري؛ حتى أصبح هناك مواقع إلكترونية مهمتها تخزين نسخة احتياطية من بياناتك إما مجانًا لمساحة محددة، أو بمقابل مادي إذا كان حجم بياناتك ضخمًا.
وقبل أن نتعرف على الأسلوب الأمثل للاحتفاظ بنسخة احتياطية من بياناتك، عليك الإجابة أولًا على عدة أسئلة، لتحدد بعدها خصائص النسخ الاحتياطي المطلوب: فهل تريد الحصول فقط على بيانات للنسخة الاحتياطية؟، أم الحصول على قرص النسخ الاحتياطي ككل؟، وأين ينبغي أن توجد النسخة الاحتياطية: في المنزل؟ أم على جهازك في العمل؟ أم في سحابة التخزين على الإنترنت؟، ولماذا ينبغي أن تتبع أساليب متنوعة للنسخ الاحتياطي؟ وما أفضل طريقة للاحتفاظ ببياناتك بشكل آمن؟.
3 نصائح ذهبية
وللإجابة عن هذه التساؤلات، عليك بما يلي:
أولا: الاحتفاظ بنسخة احتياطية بالفعل على ذاكرة فلاشية، أو قرص DVD في مكتبك، أو USB، فمن الضروري الاحتفاظ بنسخة احتياطية في درج المكتب، أو في صندوق آمن أو مضاد للنار، لكن السؤال: “هل ستتذكر القيام بذلك بشكل منتظم أم لا؟ ” ، بالتأكيد ستكون إجابتك بالنفي.
هناك برامج مجانية للنسخ الاحتياطي من شركات عديدة كمايكروسوفت وغيرها؛ لتنفيذ هذه المهمة، ولكنك قد تنسى كلمة السر التي وضعتها على الموقع للدخول بها إلى سحابتك فتفاجأ بضياع بياناتك، أو قد تتعرض محركات الأقراص لفيروسات جديدة لايكتشفها برنامج مكافح الفيروسات لديك!.
ثانيًا: عليك بمجرد عمل النسخ الاحتياطي كل يوم / أسبوع / شهر، أن تتحقق منه ، ثم قم بفصل محرك الأقراص، وضعه في مكان آمن، وتأكد من أنك إما أن تتحقق منها يدويًا ، أو تستخدم جزءًا من مساحة السجل في البرنامج المستخدم لإنشاء النسخة الاحتياطية، فلاطائل عادةً من النسخة الاحتياطية الجزئية.
ثالثًا: أنصحك بإنشاء نسخة احتياطية على قرص صلب خارجي، بخلاف النسخة المحفوظة على الجهاز؛ لأنه في حال وقوع كارثة للجهاز تجعله غير قادر على العمل ثانيةً ستضيع كل بياناتك، وفي هذه الحالة تكون نسخة من بياناتك موجودة على القرص الخارجي.
قبل التخزين في السحابة
وتوجد خصائص مفضلة في قرص واحد مقدمة مجانًا من مايكروسوفت، وهناك أشياء مهمة قبل اختيار التخزين في السحابة، كالتأكد من أن المساحة التي تشتريها مسموح باستخدامها ، وأنها لن تتغير دون إخطار؛ لأن هناك شركات تعدك بمساحة نظير مبلغ معين، ولكن تفاجأ بأن تخزين بياناتك قيد الانتظار؛ نتيجة تغير سياستها بين عشية وضحاها، أو أنك أهملت الدخول لفترة طويلة على الموقع لتنشيط حسابك وتحديث البرنامج، فطالبوك بدفع مقابل لاسترداد نسختك!.
عليك أن تبحث عن طريقة مشفرة من وإلى التخزين خارج الموقع؛ لأن هناك خدمات مجانية غير مشفرة تزيد من خطورة توقف بياناتك. وفكر جيدًا في حجم بياناتك التي تريد إجراء نسخها احتياطيًا، وفي سرعة الإنترنت، وهل بياناتك التي تحتاج لنسخها احتياطيًا سيمكن نسخها في الوقت المناسب؟، وهل بإمكانك تحميل البيانات مرة أخرى بسرعة عندما تحتاج إليها؟ فالطريقة الثالثة تستهدف الشركات، أو الأفراد ذوي حجم بيانات هامة وضخم؛ إذ لا يمكن اختبار توقف وقت تحميلها لاحتمال فقد البيانات. وهذه الطريقة تقوم على مقابل مادي خدمة شهري ومساحة تخزين في موقع يقوم بمزامنة بياناتك بعيدًا عن الموقع، على مخازن بيانات آمنة هي نفسها تنسخ احتياطيًا، وتكرر في مختلف المواقع الجغرافية المتنوعة، فيما يسمَّى اختصارًا “BDRs “؛ أي برامج معالجة مشاكل النسخ الاحتياطي.
استعادة البيانات
وتوجد مواقع تعرض هذه الخدمة مع خدمات مماثلة بقائمة أسعار؛ إذ تكمن الفائدة الأساسية لتثبيت برامج “ BDR ” في أنها تنسخ أصول البيانات احتياطيًا كل ساعة، وتحتفظ بالعديد من الإصدارات القديمة في ملف النسخ الاحتياطي كل ساعة ، فإذا كنت قد أصبت بفيروس من قبل، فيمكنك ببساطة استعادة البيانات منذ ساعة مضت.
وفي الواقع، تقوم أساليب النسخ الاحتياطي الأخرى بنسخ ملفاتك الاحتياطية على سحابة الكمبيوتر؛ ومن ثم لن يكون لديك وسيلة لاسترداد الإصدارات القديمة. تأكد من أن لخدمة BDR عدة إصدارات، أو عدة نسخ من النسخة الاحتياطية يمكنك الاختيار من بينها؛ إذ يتيح لك أيضًا مقدمو BDR ، المحاكاة الافتراضية للبيانات المنسوخة احتياطيًا بالفعل في حالة ضعف القدرة على الإنشاء، أو في حالة حدوث حرائق، أو غيرها.
المسار الأكثر تكلفة
في هذه الحالة، يمكنك إعداد أجهزة الكمبيوتر في مكان آخر، والاتصال بملفاتك في السحابة، مع الحفاظ على جميع هياكل الملفات وقواعد البيانات، علمًا بأنَّ هذا المسار هو الأكثر تكلفة؛ إذ عليك شراء أو استئجار قرص صلب، مقابل رسم شهري لتخزين البيانات، لكن الميزة في ذلك هي حصولك على ضمان بنسبة 100٪ تقريبًا بأن بياناتك ستكون متاحة في حالة حدوث كارثة لأجهزتك.
تنويه: هذا هو رأيي الشخصي عن طرق النسخ الاحتياطي المختلفة، ومزاياها وعيوبها، فلاتكتفي بذلك فقط، بل عليك البحث بنفسك عن الاستراتيجيات المناسبة أو استطلاع رأي خبير متخصص للوقوف عمليًا على الاحتياجات الخاصة بمشروعك التجاري.