المنتج الجيد يعني نجاح المشروع.. والإبداع يكمن في الذكاء التسويقي
الجديد في مبادرتنا تحليل السوق وتقديم تقارير بالمشكلات المتوقعة
قلة الخبرة وافتقاد العامل المحفز أكبر عقبة تواجه رواد الأعمال
المشكلة التي تواجه المشروعات إما تخطيط بلا تنفيذ أو تنفيذ بلا تخطيط
حاوره / حسين الناظر
أطلق في عام 2013 مبادرة ” فكر بمشروعك ” لمساعدة الشباب في خطواتهم الأولى في عالم الأعمال ، مسخرًا خبراته وقدراته التي اكتسبها كمدرب وكاتب وخبير في مجال التسويق، ومدير تنفيذي لمجموعة أصداء التصميم لتقنية المعلومات ،والمشرف العام على موقع شبكة الدورات..لهذا التقينا هليل الحربي لتسليط الضوء على تلك المبادرة ، ومعرفة رأيه في الموضوعات المتعلقة بالمشاريع الناشئة..
ـ كيف جاءت الفكرة ؟
نبعت من واقع تجربتي واطّلاعي في مجال المشاريع التجارية ، فقد استنتجت أن أغلب المشاكل التي تواجه الشباب في الأعمال تنحصر في قلة الخبرة وافتقاد العامل المحفز. وكانت الأسئلة التي تشغلني: من أين يأتون بالخبرة؟ وأين المستشار أو المرجع الذي يستقون منه تلك المعلومات؟، وما المحفز المناسب لخوض غمار مجال الأعمال؟ . من هذا المنطق أردت أن أساهم وأغطي ولو جزءًا بسيطًا من هذه الفجوة ، دون أن أحمِّل الجهات الحكومية كل شئ؛ إذ يجب أن يكون لكل منا دور، وأن نساهم -بما نمتلكه من معلومات وخبرات وتجارب- بشكل إيجابي تجاه مجتمعاتنا.
ـ و ما مدى الحاجة إلى تلك المبادرة ؟
في ظل تزايد البطالة ، يظهر دور ومكانة المشاريع الصغيرة في الاقتصادات الحديثة ، ليس فقط في حل المشاكل المالية الفردية والاجتماعية بخلق فرص وظيفية، بل أيضًا بدعم قوة ومتانة الاقتصاد الوطني. من هذا المنطلق، أصبحت الحاجة ماسة لقيام مشروعات وأعمال خاصة تجارية، يديرها أفراد وليس مؤسسات حكومية أو خيرية .
ـ ما الخدمات التي تقدمها لأصحاب المشاريع الناشئة ؟
هناك خدمات مباشرة، وأخرى غير مباشرة ، مثل النصائح والتوجيه وتعليم الشباب كيفية بناء خطط العمل، وكتابة دراسات الجدوى وغيرها، لكن نحرص على أن يكون دورنا توجيهيًا أكثر منه تعليميًا؛ لرغبتنا في تأصيل الحكمة المشهورة: “لا تعطني سمكة كل يوم ، بل علمني كيف اصطادها” ، أما الإضافة القادمة التي سنقدمها، فهي تحليل السوق وتقديم تقارير بالمشكلات المتوقعة وطريقة حلها، بالاستعانة بخبراء وأكاديميين في المجال، وعرضها عبر منافذنا على الإنترنت.
ـ لم التركيز على التسويق؟
لأنه عقبة حتى على الشركات والمشروعات الكبيرة؛ فما بالك بالمشاريع الناشئة. ووجدنا أن أغلب مشاكل هذه المشاريع، تسويقية بالدرجة الأولى.
ـ إذًا، كيف نبدع بالتسويق؟
من السهل جدًا تعلم التسويق، لكن حتى نبدع في هذا المجال، فيجب أن نفهم السوق بعمق، مع توافر الذكاء التسويقي. ودائمًا ما أشبه التسويق ببناء الأبراج ، فقد تتشابه في الأساسات، لكن تختلف من حيث الشكل الخارجي. يجب أولًا أن نتعلم ونبدأ من حيث انتهى الآخرون في مجال التسويق، وألا نعيد صناعة العجلة. وأرى أن الدورات التدريبية هي الحل للمشاكل التسويقية، ومتابعة الممارسات.
ـ من أين نبدأ إذًا مجال التسويق؟
نبدأ أولًا من المنتج، فهناك مقولة مفادها: ” المنتج الجيد يبيع نفسه”. لن أبالغ كثيرًا ، بل إن المنتج الجيد يسهم بنحو 60% من التسويق؛ لذا فإن المنتج الجيد يعني نجاح المشروع حتى وإن كانت هناك أخطاء تسويقية يمكن تلافيها.
ـ ما شروط الانضمام للمبادرة ؟
الجدية والطموح وتوافر صفات رجل الأعمال.
ـ تحويل ” الفكرة ” لمشروع ناجح يبدو صعبًا.. فكيف يتغلب الشباب على هذا ؟
لابد أن نعرف أنه ليس هناك فارق كبير بين المشاريع التجارية، والمشاريع الأخرى في حياتنا كالسفر وغيره، لكن تخوفنا أحيانًا يجعل الموضوع أكبر؛ لذا يحتاج أي مشروع إلى فكرة وتخطيط ، ثم التنفيذ ، إلا أن المشكلة تكمن في وقوع بعض الشباب في أحد أمرين؛ إما تخطيط بلا تنفيذ، أو تنفيذ بلا تخطيط.
ولكي يتغلب الشباب على تلك العقبة، فعليهم أولًا التعلم والتدريب على التخطيط ،ثم كيفية التنفيذ.
ـ ” فكر بمشروعك ” .. كيف يمكن تحويل هذا الشعار لواقع ؟
هذا بالفعل ما نسعى إليه؛ حيث تتضمن أهدافنا إشراك كل من يرغب في تقديم الخدمة للمجتمع، بهذا المجال وتحويل رجل الأعمال الناجح إلى جهة تدريبية للشباب؛ وذلك عن طريق الملازمة أثناء العمل أو ما يسمى بالتطبيق الميداني.
ـ الشباب السعودي لا يزال حلمه الأول الوظيفة والراتب الأكبر .. ماتعليقك ؟
الشباب السعودي مر بعدة مراحل ؛ الأولى الحلم بالوظيفة الحكومية بغض النظر عن المرتب. وطبعًا، عملت الحكومة على تشجيع الدخول في الوظائف بالقطاع الخاص، و بمرور الزمن استطاعت تغيير فكر كثير من الشباب المقبل على الوظيفة في القطاع الخاص كوظيفة استقرار وليس عبور ، أما الآن فالعمل مكثف على تحول الشباب من الطموح الوظيفي إلى تملك وإدارة المشاريع التجارية، ولكن تكمن المشكلة في أن التجربة السابقة مشابهة للتجربة الحالية في فروعها ومختلفة اختلافًا كبيرًا في الجذور. وأعتقد أنه إذا لم يكن هناك تهيئة للشباب على العمل كصاحب مشروع ورائد أعمال فسوف يواجه الشباب كثير من العقبات، أما بالنسبة لمدى التغير فنلاحظ تحركًا كبيرًا وواضحًا في المشاريع المنزلية، لكنه لم يرتق إلى طموح الدولة.
ـ وبم تفسر عدم إقبال الشباب على المشروعات ؟
السبب الرئيس هو المجتمع، فالخبرات التي يكتسبها الشاب طوال حياته هي خبرات وظيفية، بل يصل به إلى أنه يعرف الأنظمة الوظيفية وهو في مرحلة التعليم، فيترسخ لديه أن المال لا يأتي إلا من الوظيفة، ولا يمكن أن تستقيم حياته إلا بتلك الوظيفة.
ـ التربية والتعليم والثقافة .. كيف نتغلب على هذه المعضلات ؟
يجب تعديلُ منظومة التعليم، لكن دعنا نتحدث عن الوضع الحالي: الإعلامُ يمكنه الإسهام في بناء ثقافة جديدة، ولابد من تهيئة العاملين بالإعلام على هذا المفهوم. سوف أعطيك مثالًا على أن بعد الإعلام عن التوجه إلى العمل الحر، فقبل فترة قررت الجهات الحكومية “سعودة” محلات الاتصالات، فتحدثت كثيرًا في وسائل الإعلام باعتبار أن هذا يوفر فرصًا وظيفية ، بينما الحقيقة أنها فرص استثمارية. وأرى أنه يجب أن يكون هناك توافق بين الإعلام وأهداف الدولة في ريادة الأعمال.
ـ كيف نختار أفكار مشاريعنا ؟ هل هناك طرق معينة لإيجاد فكرة مشروع ناجحة؟
أريد أن أوضح نقطة مهمة؛ لا يوجد مشروع خاسر ومشروع ناجح ؛ فنجاح وخسارة المشاريع يعتمد على قدرة أصحابها أو من يديرونها، فكثير من المشاريع التجارية حولت خسائرها إلى أرباح أو العكس بتغير المديرين؛ لذلك ينبغي عند اختيار فكرة المشروع أن تكون ملائمة ومطابقة للصفات والقدرات الشخصية لصاحب المشروع ، ومن الأفضل أن تكون إحدى هواياته.
ما أول صفة يمكن أن يتسم بها صاحب المشروع؟
الإيمان بنجاح فكرة مشروعه ، فقد أُجريت دراسة على مجموعة من رجال الأعمال الناجحين، وأسباب نجاحهم، تلخصت في أنهم آمنوا بنجاح مشاريعهم قبل البداية ، ولا ننسى قول الله تعالى: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.
ما أكبر المفاهيم الخاطئة لدى الشباب المقبل على عالم الأعمال؟
لدينا دائمًا مفهوم خاطىء أنه كلما قلت التكلفة كانت الفائدة أكثر، فكثير من الشباب ينقلها لعالم الأعمال. وهذا رأيناه في كثيرٍ من المبتدئين في التجارة، فتجدهم دائمًا ما يبحثون عن الأقل حتى لو على حساب الجودة والتميز، لذلك لا نستغرب أن نشاهد مشاريع تقام في أماكن غير مؤهله للسكن، فما بالك للمشاريع التجارية !، وذلك يعود للبحث عن قلة الإيجار، فينعكس على أعمالهم بالفشل ، أما تصحيح هذه المعلومة فهو ما أريد دائما أن أنقله للشباب، ابحث دائمًا عن الأفضل. يجب أن ننظر للفرق بين النفقات والإيرادات؛ بمعنى ننظر للربح بغض النظر عن النفقات .
ـ كيف تقيم حراك ريادة الأعمال في السعودية ؟
الدعم الحكومي في ذروته وقد يصل تمويل المشاريع إلى ملايين، فالاهتمام بريادة الأعمال في السعودية كبير، سواء على مستوى الدولة أو مستوى الجمعيات، فقد أسست الحكومة جهات تهتم بالأعمال بشكل عام ، بدءًا من “بنك التسليف” مرورًا بالبرامج الأخرى كبرنامج “كفالة ” بالتعاون مع البنوك ، وبرنامج ” بادر” و “ريادة” ، وأيضًا تفعيل دور الغرف التجارية جميعًا ، بالإضافة للجمعيات غير الحكومية المنتشرة في ربوع المملكة. ويمثل الوقت الحالي فرصة ذهبية لمن أراد الدخول في عالم الأعمال.
ـ ما الذي ينقصنا لدفع العمل للأمام أكثر ؟
ينقصنا التعليم الذي يسهم بشكل مباشر في إخراج رائد الاعمال والبرامج التدريبية التي تهييء وتؤهل الشباب لعالم الأعمال والسوق.
تعليق واحد
لقاء رائع وانا مهتمة بهذا المجال وأرغب بالمساهمة في رفع الوعي لدى الشابات للاتجاه للتفكير بمشروعهم الخاص .
هل ممن الممكن التواصل مع الأستاذ هليل الحربي.