سودابيديا موقع إلكتروني متخصص لإثراء المحتوى السوداني على الإنترنت
سامية محمد الفاضل: أطمح أن يكون لـ(سودابيديا) القدح المعلى في إثراء المحتوى السودان
حكاياته تثرثر بها الرقصات والأغنيات الحالمة, يجري فيه النيل حنونا متأملا بصمت العاشقين التائقين للحبيب، فيسقي أهله خصبا من حكاوي البلدات الإفريقية المسكونة برطوبة وحرارة الاستواء, قلب إفريقيا الجنة المطمورة في نسيان العالم وخلف دخان الحروب والفقر والجهل, تتناثر القبائل المتعددة حوله مُشَكّلة لوحة فريدة من تعدد المناخات والثقافات والأعراق وأشكال الحياة، مُظهرة ثراءً فنيا من تعدد أشكال الشعر والكتابة والرقصات واللهجات والأطعمة, يحلم أبناؤه المحبون بشكل يليق به ليعرفه العالم كما ينبغي ويفخر أهله كما ينبغي. رغم صعوبة تحقق الأحلام والأمنيات، إلا أن إحدى بنات هذه الأرض الجنة، تسلحت بالمحبة وإيمانها بالإنسان في خطوة جريئة بعمل موسوعة لجعل العالم يراك يا سودان بعين قلب أبنائه، خاصة أن المحتوى السوداني على الإنترنت فقير في عصر الإعلام الجديد والأبواب المشرعة لأية ثقافة بكبسة “زر”.
صاحبة الفكرة سامية محمد الفاضل, أنيقة بتفاصيل شخصيتها الشيقة, هادئة تسلبك محبتها من حيث لا تدري، كاتبة ومدونة وناشطة إيجابية، تخرجت في عام 2010م من جامعة الخرطوم، آداب لغة إنجليزية، هوايتها القراءة والكتابة والتدوين، ومهتمة بالإعلام الجديد ومتخصصة به وبالصحافة الإلكترونية وصحافة المواطن، مهتمة بالأفكار الإبداعية ومشاريع تنمية الشباب والسودان.
تحدثت عن (سودابيديا) قائلة: نتجت الفكرة من مشكلة كبيرة، وهي ضعف وفقر المحتوى السوداني على الإنترنت, والحالة المجهولة لوطن يذخر في الأصل بالكثير من الموارد الإنسانية والطبيعية الغنية جدا لتنوعها وامتدادها عبر أزمان سحيقة وإلى الآن.
إثراء المحتوى السوداني
وأضافت: أن “سودابيديا “موقع إلكتروني متخصص لإثراء المحتوى السوداني على الإنترنت، فعلى الموقع الإلكتروني ملحق بصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”؛ وعبر منصات تنشئها (سودابيديا) على الشبكة العنكبوتية من مدونات ومواقع على الإنترنت وإذاعات وغيرها من الوسائل، التي ستُعرِّف عن السودان بشكل أفضل، وقد حققت الفكرة خلال أيام نجاحا كبيرا جدا. حيث وصل عدد مشاهدة المنشورات في صفحة “فيس بوك” إلى 60 ألف مشاهد خلال أيام معدودة, مشيرة إلى أنه تفاعل بنسبة 100%. حيث انضم لعضوية (سودابيديا) “فريق العمل” 240 شخصا خارج وداخل السودان ومن مختلف المدن والمناطق في السودان.
السياحة السودانية
وفي التفاتة محورية مهمة، ذكرت أن (سودابيديا) “الموسوعة السودانية” تهدف إلى تشجيع السياحة في السودان، وذلك بالعمل على كثير من المشاريع التي سترى النور قريبا، وتفصح بذاتها عن نفسها ونطمح لعقد شراكات مع أكبر المؤسسات والشركات والمنظمات داخل وخارج السودان لتحقيق الهدف المنشود والغاية التي تتجه صوبها.
الإعلام الجديد
وبالحديث عن الإعلام الجديد كتخصص دراسي لـ(سامية) وكقائمة داعمة لنجاح (سودابيديا) بصفته إعلام المعلومات (Info Media) للدلالة على التزاوج داخله بين الكمبيوتر والاتصال، يستفيد من تطور تكنولوجيا المعلوماتية ويندمج فيها, كما يُطلق عليه إعلام الوسائط المتعددة (Multimedia) لحالة الاندماج التي تحدث داخله بين النص والصورة والفيديو الذي سيقوم عليه عمل الموسوعة من التقاط صور وعمل أفلام وكتابات عن السودان، كلها ستبث عبر الشبكة العنكبوتية.
وذكرت: أن الإعلام الجديد هو سلاح قوي جدا, استخدمته منذ عام 2008م بشكل اعتبره إيجابيا جدا ويرجع الفضل في ذلك للأصدقاء الذين تعرفتُ عليهم فقط من خلال الإنترنت، أمثال الشاب المصري محمود الخولي, والصديقة المصرية منه علي, والدكتور أمجد البصيري وغيرهم من الشباب الذين أسهموا بشكل أو بآخر في تشكيل طريق مُعبد بالإيجابية والأحلام أمامي.
وأضافت: وتكمن فائدة الإعلام الجديد في أنه قادر على أن ينقلك من مكان إلى آخر لتعيش في كل البلدان التي تريد, وأنت جالس في مكانك, تطالع العالم وأنت تجلسُ في مقعدك على تربيزة مكتبك, أو من سريرك, تعدو في كل أرجاء الكون, سابحا أو مُحلقا صوبَ ما تريد.
في السودان ما زال الإعلام الجديد في بداية نموه وتطوره، وأطمح أن يكون لـ(سودابيديا) القدح المعلى في إثراء المحتوى السوداني, وتشجيع صحافة المواطن, والتعريف بالسودان, ومحو الأمية التقنية للدخول إلى عالم مليء بالأفكار, الشغف والإيجابية.
وفي نبرة تفاؤل مملوءة بالحماس تؤكد سامية: خلال خمسة أعوام, أرى (سودابيديا) مؤسسىة إعلامية كبرى تُنتج أفلاما وثائقية ضخمة تُعرِّف عن السودان, وتنتشر في كبرى القنوات, بل وأرى أكثر من ذلك بكثير.
وفي سياق متصل، وكخطوة إيجابية تم اختيار (سودابيديا) للمشاركة في القمة العالمية للتواصل الاجتماعي، في الفترة من 20 – 21 سبتمبر، ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) يدرس أثر التكنلوجيا والإعلام الجديد على أفضل المبادرات الاجتماعية حول العالم. تكمن فاعلية المؤتمر في أنه يوحد جميع الفئات من قادة وزعماء العالم, ونشطاء المجتمع لمناقشة الحلول والتحديات الكبرى التي تواجهنا في الوقت الحاضر.
وحل مشروع سودابيديا في المركز الرابع في المسابقة العامة والمركز الأول من حيث نسبة التصويت عبر الـ”SMS” حيث تحصل المشروع على 200 ألف صوت.
تحمل الفكرة بين طياتها مشاريع وورش لتنمية الأعضاء بمن فيهم المحررون والمترجمون والمصورون والصحافيونوصانعو الأفلام لتكون (سودابيديا) قافلة في رحلة تجوب كل السودان توثق له، تكتب عنه وإنسانه.
تعليق واحد
نتمنى ذلك استاذة سامية اتوقع لسودابيديا ردم الهوة التقنية وأحداث التغيير المطلوب فى المفاهيم والأفكار نحو الأفضل والإعلام عن ثروات السودان المتعددة وخصوصا المورد البشرى