حاوره: حسين الناظر
نعمل على ثلاثة محاور لتطوير حاضنات الأعمال طبقًا لرؤية 2030
نعيش العصر الذهبي لريادة الأعمال.. وأدعو الشباب للإسراع في إنشاء مشروعاتهم
ليست المشكلة في التمويل بل في عدم معرفة رواد الأعمال بالجهات الداعمة
القيادة تولى اهتمامًا كبيرًا بحاضنات الأعمال لكن نحتاج مزيدًا من الدعم والتنظيم
أهم ما يميز الشركات الناشئة اليوم سرعة توسعها وفتح أسواق جديدة محليًا عالميًا
أنشئت شركة وادي مكة للتقنية كحديقة للعلوم تابعة لجامعة أم القرى لإيجاد بيئة محفزة وداعمة للإبداع وريادة الأعمال، فباتت الشركة مركزًا حيويًا لاحتضان الشركات الناشئة، والعقول البشرية التي حولت براءات الاختراع إلى مشاريع ناجحة تحت شعار «صنع في مكة»، وتماشيًا مع رؤية 2030، الرامية لتعزيز ريادة الأعمال في تطوير منظومة الحج والعمرة.
وحول جهود حاضنات الأعمال، نتحاور مع المهندس محمد نويتو؛ مدير حاضنات الأعمال بوادي مكة للتقنية …
ــ مادور حاضنات الأعمال في وادي مكة في دعم رواد الأعمال؟
ببساطة؛ احتواء المشاريع والشركات الناشئة؛ كي تستطيع بناء المنتجات التقنية ودخول السوق عبر توفير الدعم المالي والاستشارات التقنية ومجموعة من الخدمات المساعدة مثل الخدمات القانونية والإدارية والتسويقية والتصنيعية.
ـــ ما نوعية المشاريع التي تقبلونها في الحاضنة؟
جميع مشاريع التقنية المرتبطة بالبرمجيات بشكل رئيس، والتي تساعد في حل مشكلات المجتمع، ولها مستقبل زاهر في التوسع إقليميًا وعالميًا؛ لإدرار أرباح وتوفير فرص عمل للشباب.
خمسة شروط للدعم
ــ ما شروط التقديم ؟ وكيف يمكن التقدم للحاضنة؟
نرحب بالجميع، شريطة استيفاء متطلبات التقديم التي تتلخص في وجود منتج فعلي، وتكوين فريق عمل لايقل عن فردين، ووجود نموذج عمل، ووجود مخطط مالي، وموافقة اللجنة الاستثمارية بوادي مكة على المشروع بعد عرضه عليها.
ويمكن للجميع التقديم عن طريق الموقع الإلكتروني: (wadimakkah.sa).
ـــ ما فترة احتضان الشركة الناشئة؟
تختلف فترة الاحتضان من شركة لأخرى، لكنها بصفة عامة لاتقل عن ثلاثة أشهر، وقد تستمر تسعة أشهر أو سنة، حسب الخطوات التي تقوم بها الشركة، وحسب مؤشرات نجاحها.
ـــ ما الدعم الذي تقدمونه للشركات المحتضنة لديكم؟
الخدمات التي نقدمها نوعان:
- الأولى: خدمات استشارية في مجالات الإدارة والتسويق والمحاسبة والتخطيط الاستراتيجي وكيفية تسجيل الشركات والاستشارات القانونية والتقنية.
- الثانية: الخدمات المالية، وتنقسم بدورها إلى نوعين:
- دعم عيني: يتمثل في توفير المقر المجهز بجميع الخدمات اللوجيستية والأجهزة التي تحتاجها الشركة للعمل.
- دعم مالي مباشر: يُحدد حسب كل مشروع واحتياجاته.
نجاحات بارزة
ـــ ما أهم النجاحات التي حققتموها؟
استطعنا بفضل الله تحقيق نجاحات بارزة؛ إذ أصبح وادي مكة من أنجح وألمع الأودية الموجودة بالمملكة، خاصة وأنه متخصص في التقنية. ولدينا العديد من الشركات المميزة مثل : شركة الملاحة الداخلية، وشركة المدن الذكية، وشركة التقنيات الطبية، وشركة تحليل البيانات الرقمية، وشركة المختبرات الطبية، وشركة التحكم الذكي.
إضافة إلى شركة توصيل التي اُسست منذ عام، وهي نموذج قريب جدًا من شركتي أوبر وكريم، ولكنها لاتنقل الأفراد، بل الأثاث وغيره، من خلال مجموعة كبيرة من السيارات، كما أصبحت توجد بقوة في المنطقة الغربية، علاوة على أنها ستتوسع قريبًا في الرياض، وفي كل أنحاء المملكة.
ــ ما دور وادي مكة في تحقيق رؤية 2030؟
نعمل على ثلاثة محاور:
- تفعيل محور التحول الاقتصادي: عبر العمل بشكل رئيس في نقل التقنية من الجامعات للسوق عن طريق منتجات وشركات ناشئة تخدم المجتمع وتوفر الوظائف.
- تأهيل الشباب لسوق العمل، وتوفير فرص وظيفية لائقة ومناسبة لهم.
- توطين التقنية عن طريق القدرات الاستثمارية والعلمية الموجودة لدينا.
تأسيس شركات ناشئة
ــ كيف ترى واقع ريادة الأعمال في المملكة؟
نحن نتحرك بتسارع ممتاز؛ لخلق شركات وطنية تستطيع المشاركة في تقديم قيمة مضافة؛ إذ لاحظنا تحول معظم الشباب من البحث عن وظيفة إلى التفكير الجاد في تأسيس شركات ناشئة؛ ما يساعد في تنمية الاقتصاد الوطني، ويصب في مصلحة الجميع.
وأرى أن هذه المرحلة تُعد الفترة الذهبية لريادة الأعمال وللاقتصاد عمومًا، بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي أولى ريادة الأعمال أولوية متقدمة في خطة التحول الوطني 2020، ورؤية 2030؛ وهو ما تم ترجمته إلى واقع ملموس بقرار إنشاء الهيئة العامة لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، والتي عملت منذ إنشائها على دفع وتسريع العمل الريادي، وحل المعوقات أمام الشركات الناشئة، ودعم رواد الأعمال.
وإضافة إلى ما سبق، وجود عدد كبير من الجهات الداعمة التي تقدم صورًا متنوعة للدعم، سواء الفني أو التقني أو المالي، وتقدم خدمات مباشرة أو غير مباشرة لمساعدة الشباب على تأسيس شركاتهم وتطويرها.
وأدعو جميع الشباب لاغتنام هذه الفرص، والإسراع نحو تأسيس مشروعاتهم الخاصة.
حاضنات مميزة
ــ ما رؤيتك لحاضنات الأعمال بالمملكة ؟ وكيف يمكن تطويرها وتعزيز دورها؟
كلنا نؤمن بأن نموذج حاضنات الأعمال، بات ضروريًا لتعزيز ريادة الأعمال، ونجاح الشركات الناشئة؛ إذ يُعد بيئة مناسبة تساعد على نجاح الاستثمار، وتخدم التوجه نحو التوسع في دعم الابتكار وريادة الأعمال.
ولدينا في المملكة اهتمام كبير بحاضنات ومسرعات الأعمال، ولدينا حاضنات أعمال مميزة، أثبتت نجاحها؛ مثل وادي مكة للتقنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، وبادر، وغيرها.
وما نحتاجه فقط هو المزيد من الدعم والتنظيم لعمل الحاضنات، والتوسع في إنشاء حاضنات ومسرعات الأعمال؛ لتشمل كل أنحاء المملكة. ومن المبشر جدًا، سعي الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” لإصدار لائحة تنظيم عمل حاضنات الأعمال، التي من المنتظر أن تنظم قطاع منصات ريادة الأعمال بالمملكة من حاضنات ومسرعات أعمال ومساحات عمل مشتركة؛ ما يعمل على زيادة استثمار القطاع الحكومي والخاص في هذا القطاع، وجذب المستثمرين؛ محليين أو عالميين للاستثمار في الشركات المحتضنة، وتحفيز المنصات الحالية للتوسع وتقديم خدمات بشكل أكبر.
ــ من خلال عملك مع شباب رواد الأعمال، كيف ترى مستواهم؟
أنا من أشد الداعمين للشباب، وأرى أن الشباب السعودي يتمتهون بمهارات كثيرة ومميزة ، ولديهم طموح كبير للنجاح وإثبات الذات، وهذه من أهم سمات رائد الأعمال الناجح، ولكنهم يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد؛ كي ينشئوا شركاتهم بشكل منافس إقليميًا وعالميًا.
ولدينا نماذج جيدة لرواد أعمال استطاعوا تحقيق نجاحات في مجالات متنوعة، عندما وجدوا التوجيه السليم.
مشكلة التمويل
ـــ هل ترى أن مشكلة التمويل تُمثل عائقًا أمام المشاريع التقنية؟
ليست المشكلة في التمويل على الإطلاق، فهناك جهات داعمة تقدم التمويل، بداية من الفكرة إلى تأسيس الشركة، ولكن المشكلة في أن كثيرًا من رواد الأعمال لا يعلمون شيئًا عن هذه الجهات الداعمة، ولا يعلمون متطلباتها للحصول على الدعم؛ لذلك أؤكد أهمية التوجيه والإرشاد في نجاح الشركات.
منافسة شرسة
ــ المنافسة العالمية الشرسة في مجال التقنية، فكيف تنافس شركاتنا الوطنية في هذا العالم؟
لنتكلم واقعيًا، ودعني أعطي مثالًا بشركة عربية في المنطقة مثل “كريم” التي استطاعت المنافسة في ظل وجود شركة عملاقة وعالمية مثل “أوب” وتحجز لها مكانًا وأن تكون ندًا قويًا لها. وبالمثل، نستطيع بناء شركات وطنية تنافس على إقليميًا وعالميًا، خاصة وأن السوق في المملكة ومنطقة الخليج العربي يتسم بطابع خاص وثقافة مختلفة، يصعب على الآخرين فهمه، وهي ميزة تنافسية قوية للشركات الوطنية، الأقرب على فهم المجتمع وأكثر ملامسة لمتطلباته والأقدر على تلبية احتياجاته.
كذلك، نمتلك في المجال التقني كوادر قوية ومميزة تعمل وتنافس بقوة على مستويات مختلفة ساقًا بساقٍ مع الكوادر الأجنبية.
فقط ما ينقصنا ونحتاج وضع أيدينا عليه هو العامل الرئيس والخطوة الأولى والأهم في نجاح أي مشروع : خطة أو نموذج العمل التجاري المبدع إضافة إلى المنتج التقني المتقن وسرعة النزول إلى السوق، والتوسع الكبير؛ لأن أهم ما يميز معظم الشركات الناشئة اليوم هو سرعة التوسع وفتح أسواق جديدة محليًا وإقليميًا وعالميًا.