حوار: جمال إدريس
تتمتع رائدة الأعمال “مها شيرة” بخبرات واسعة في مجال الإدارة وريادة الأعمال، مكّنتها من تأسيس (SHEWORKS شي ووركس)؛ كأول مسرعة أعمال نسائية، تقدم الاستشارات لرائدات الأعمال، وتذلل أمامهنَّ كافة العقبات في بداية مشاريعهن، وتقديم النصائح لهن لتطوير ونمو واستمرار مشاريعهن.
وتحمل مها شيرة أفكارًا إبداعية، ومهارات متعددة في الحرف اليدوية، والتصميم، والتصوير الفوتوغرافي، الذي تخصصت في دراسته بالخارج..
في هذا الحوار، نتطرق إلى أشهر المحطات في مسيرتها الإبداعية والعملية..
*مَن هي مها شيرة؟
– زوجة وأم لطفلين، أحمل ماجستير إدارة أعمال، تخصص مالية من جامعة الأمير سلطان، ودبلوم في التصوير الفوتوغرافي من كندا، وخبرة عملية لأكثر من 15 عامًا.
*عرفينا بمشروعك “شي ووركس” وأهدافه؟
– “شي ووركس”؛ أول مسرّعة أعمال تجارية نسائية مرخصة من “منشآت”، انطلقت في أواخر عام ٢٠١٤م بمدينة الرياض بحي الربيع، بمساحة مكتبية امتازت بديكورها الأنثوي العصري الحديث؛ لتلبية احتياجات الرائدات والمستفيدات. يهدف المشروع إلى تمكين رائدات الأعمال وصاحبات المهن الحرة من ممارسة أعمالهن تحت مظلة رسمية، في بيئة عمل محفزة على الإبداع والإنتاج، وتوفير فرص، وعلاقات تجارية، ووظيفية، وحتى إنسانية.
الخدمات المكتبية والريادية
*وما هي الأنشطة والخدمات التي يقدمها؟
– نوفّر في “SHEWORKS” جميع خدمات مسرّعات الأعمال، وهي:
أولاً: الخدمات المكتبية؛ حيث نوفّر خدمات الاستقبال، و”البيزنس لاونج” أو مجلس الأعمال، إضافة لعددٍ من غرف الاجتماع وقاعة المحاضرات والمكاتب المشتركة والخاصة.
ثانيًا:الخدمات الريادية؛ حيث نوفّر لرائدة الأعمال مكتبًا للاستشارات في ريادة الأعمال، والمحاسبة، والقانون، والترجمة المعتمدة، والدعاية والإعلان والتسويق، والخدمات العامة والتعقيب؛ عن طريق شركائنا.
ثالثًا: العلاقات العامة والتعليم المستمر: وفّرنا عددًا من ورش العمل واللقاءات الشهرية “meetup”، إضافة لبرامج خاصة بمسرّعة “شي ووركس” لمساعدة العضوات والمشتركات على التطور والنمو والاستمرار.
تحديات وعقبات
*ما أبرز التحديات التي واجهتك في تأسيس عملك؟
– من أبرز العقبات التي واجهتني في بداية التأسيس، جهل كثير من الجهات الحكومية بطبيعة نشاط مسرّعات الأعمال؛ فمنذ عام ٢٠١٤م وحتى نهاية عام ٢٠١٧م، لم يتوفر ترخيص مُسمَّى “مساحة عمل مشتركة” أو “مسرعة أعمال” في أيٍ من الأنظمة؛ ولهذا أُضطررنا وقتها لاستحداث كثير من الحلول، والمسميات التي تتماشى مع طبيعة عملنا.
أضف إلى ذلك، عدم التزام أصحاب العقارات بأنظمة البناء والبلدية والدفاع المدني؛ ما عرقل الأمور كثيرًا؛ وذلك لاستهتار بعض أصحاب العقار والمقاولين أو جهلهم، وإهمال المفتشين، أو تغاضيهم عن هذا الإهمال آنذاك.
من العقبات كذلك، جهل كثير من أصحاب المشاريع بطبيعة عمل المسرّعة وأهميتها، فكان علينا تثقيفهم وشرح خدماتها ومدى استفادتهم منها، إضافة إلى العقبات الطبيعية التي يمر بها أي رائد أعمال أو صاحب مشروع ناشيء؛ مثل: التأسيس، والتوظيف، وبناء العلامة التجارية، وغيرها.
مكاتب نسائية
*لماذا حصرتِ نشاطك في دعم رائدات الأعمال فقط، دون رواد الأعمال؟
– حصرت نشاطي في دعم رائدات الأعمال؛ لأنني أولًا سيدة وأتفهم حاجة وطبيعة المرأة، سواء أكانت عاملة أو مستثمرة أو حتى ربة منزل؛ وبالتالي أستطيع أن أقدم لها أفضل الخدمات، والاهتمام بتفاصيلها.
والسبب الأهم؛ هو الحاجة لمكاتب نسائية شبه مستقلة عن الرجال، فنحن- كسيدات- أعتدنا أن يكون لنا خصوصيتنا واستقلاليتنا. وكذلك نمر- في المملكة- بمرحلة تغير وتطور تتطلب التحضير واستعداد كثير من السيدات، خاصة من لم يسبق لهن دخول سوق العمل العام.
وللعلم أكثر من يسعد ويستمتع بخدمات مكتبي ، المغتربات الأجانب المسلمات.
*لديكِ تخصصات في مجالات مختلفة، أين تجدين نفسك أكثر ولماذا؟
– تشكلت لدي-بفضل الله تعالى- خبرات عديدة في مختلف المجالات؛ مثل القطاع البنكي، والاستثمار، والترجمة، إضافة إلى بعض الحرف والمهارات؛ كالحرف اليدوية والتصميم والتصوير، وأخيرًا ريادة الأعمال والاستشارات؛ وهي ما أجد فيها نفسي حاليًا، بحكم طبيعة عملي مع رواد ورائدات الأعمال، والجهات الحكومية، والمستثمرين.
إنجازات عظيمة
*برأيك ما الذي ينقص المرأة السعودية؟
– لا أعتقد أن المرأة السعودية ينقصها شيء؛ فقد كنا في السابق نعمل ضمن الأنظمة والأطر التي وضعت من قبل الدولة آنذاك، ومع هذا حققنا إنجازات عظيمة كثيرة علمية وعملية لم يحققها كثيرون.
وها نحن اليوم – بفضل الله تعالى- نحقق المزيد والمزيد، فكلما زاد الدعم والتمكين، تحققت رؤية ٢٠٣٠م وكونَّا مجتمعًا أكثر عطاءً وإنتاجًا وإبداعًا؛ فالمرأة ابنة وزوجة وأم؛ أي إنها نصف المجتمع، وهي من تربي النصف الآخر.
*بم تنصحين رائدات الأعمال المقبلات على تأسيس مشاريعهن؟
– تعتمد نصائحي على خلفية الشخص وعمره، ولكن عمومًا أقول لرائدة الأعمال:
أولاً: عليك أن تعملي في نفس مجال المشروع الذي ترغبين في تأسيسه أو في مجال قريب منه إن أمكن، واكتساب خبرة فيه، وبناء علاقات جيدة مع أصحاب المصلحة والموردين والمستهلكين.
ثانيًا: جهّزي دراسة جيدة للسوق والمنافسين وأصحاب المصلحة والفئة المستهدفة والمكان والزمان، وجهّزي خطة عمل حقيقية مع مراجعة الأرقام جيدًا. ولا تخافي من اتساخ يديك، بل عليك العمل ليل نهار، فالمشروع سيأخذ من وقتك وجهدك الكثير، فكوني مستعدة لذلك؛ فالعمل الحر مسؤولية كبيرة، فإن لم تكوني بقدرها فاتركيها لغيرك.
القاعدة الذهبية
*ما هي القاعدة الذهبية في مجال التسويق التي تؤمنين بها؟
– القاعدة الذهبية في التسويق هي المصداقية، لا تسوِّق لشيء لا تملكه، أو لا تستطيع أن تتحكم فيه، فقد خسرت كثير من الشركات سمعتها؛ بسبب عدم مصداقيتها؛ إذ كان تسويقها مبالغًا فيه أو مبهمًا؛ وبالتالي لم تحقق توقعات العميل وطموحاته فخيبوا ظنه، وخسروه.
*مَن الذي دعمك في مسيرتك؟
– أولهم زوجي الدكتور مصطفى عميش، وشريكتي في الشركة وأعز صديقاتي ريم السيد، ثم والداي -حفظهما الله- ؛ بدعائهما لي.