أكد متحدثو اليوم الأول لملتقى صفقة لريادة الأعمال في خدمات الحج والعمرة والسياحة التراثية؛ الذي تنظمه لجنة ريادة الأعمال بغرفة مكة المكرمة؛ على أهمية دعم رواد الأعمال وأصحاب الهمم والمهتمين بالمشروعات المتوسطة والصغيرة، موصين بضرورة استعراض تجاربهم لتحفيز الراغبين وصقل أفكارهم ليتسنى لهم البدء في تنفيذ أفكارهم .
وشهد الجلسات الحوارية التي عقدت على مدار اليوم بالملتقى مشاركة وحضور عدد كبير من مسؤولي القطاعات المساندة لخدمات الحج والعمرة، وتفاعلوا مع عرض الفرص المتاحة للمشروعات التنموية في مكة المكرمة والطرق المدروسة في الشروع في تنفيذها ووضع آليات منظمة لضمان استدامتها.
وفي حديثه أكد نائب وزير الحج والعمرة؛ الدكتور عبد الفتاح مشاط أن ريادة الأعمال لاتزال وليدة في المملكة، مشيدًا بجهود الدولة التي تدفع باتجاه ريادة الأعمال لتفعيلها، والمساهمة في فتح فرص وقنوات جديدة للاستثمار الآمن المستدام، ما يمكن الشباب من الدخول في هذه الأنشطة، مؤكدًا أن مقومات نجاح رواد الأعمال في المملكة كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أن الدعم المادي لايزال أهم العوائق التي تواجه المشروعات الناشئة.وأوضح “مشاط” أن وزارة الحج والعمرة مرت خلال العامين الماضيين بتحولات كبيرة أهمها تطوير قطاع الحج والعمرة بما يتلاءم مع مكانة مكة المكرمة والعمل على زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين في المستقبل وتجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن لتواكب أهداف ورؤية المملكة 2030 ، مبينًا أن الوزارة بدأت في استقبال الأفكار الإبداعية وتحرص على تطوير صناعة خدمات الحج والعمرة وضمان الجودة فيها واستكشاف خدمات جديدة وتفعيل الخدمات التكاملية وإثراء تجربة الحاج والمعتمر، كاشفًا أن ثلث الدخل في الناتج المحلي من الخدمات الأساسية وثلثي من الخدمات المساندة.
وفي مداخلته استعرض مدير برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛ الدكتور رامي كنساره الفرص الاستثمارية في العديد من القطاعات التي تخدم ضيوف الرحمن بجودة عالية، مستعرضًا لمحطات الرئيسة لرحلة ضيوف الرحمن من قبل وصولهم إلى مغادرتهم البلاد ، موضحًا أن مجموع الإنفاق في قطاع الحج والعمرة بلغ 64.8 مليار ريال مقسمة بين الإيواء والسكن، والتسوق والخدمات، والإعاشة، والنقل، والثقافة والترفيه، مؤكدًا أن الرؤية المستقبلية لقطاع الحج ستحظى بإجراءات وتنقلات سليمة عن طريق الاستثمار في العديد من القطاعات التي تخدم ضيوف الرحمن.
وتناول عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي الدول العربية؛ الدكتور محمد بياري الفرص المتاحة في تحول مؤسسات الطوافة إلى شركات، وما يوفره هذا التحول من خلق فرص لرواد الأعمال من الشباب والشابات للعمل ضمن قطاع الحج والعمرة، مبينًا تدرج الطوافة منذ بدايتها بالعمل الفردي في الاهتمام بضيوف الرحمن وحفظ مملكاتهم الشخصية؛ إلى حين انتهائهم من مناسكهم ومساعدتهم في زيارة المواقع التاريخية، ثم العمل الجماعي المنظم، ثم أصبحت بعد ذلك مؤسسات معتمدة تشرف عليها وزارة الحج لتواكب الأعداد الهائلة من ضيوف الرحمن ومستوى الخدمات التي تقدمها الدولة من أجل رعايتهم، مسلطًا الضوء على إنجازات المملكة في الحج والعمرة في تطوير المطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية والجهود المبذولة في بناء مشروع مترو مكة المكرمة وقطار المشاعر المقدسة.
وفي حديثه أوضح المشرف العام على قطاع النقل بوزارة الحج والعمرة؛ الدكتور بسام غلمان أن قطاع النقل يتضمن ٦ مجالات، وجميعها مهيأة لأن يستثمر فيها رائد الأعمال، منها: البحوث والدراسات، والدعم، والتدريب، والتطوير، والتشغيل، والصيانة، عدا مجالين يصعب الاستثمار المباشر فيهما ، وهما: البنى التحتية ووسائل النقل.
وأشار رئيس لجنة التنمية الاقتصادية بإمارة منطقة مكة المكرمة؛ زياد فارسي أن جميع الخدمات المباشرة التي تقدم للحجاج والمعتمرين يقوم بها القطاع الخاص بإشراف مباشر من الجهات الحكومية لكي يتمكن القطاع الخاص من تقديم خدمات متميزة، ويجب الارتقاء بهذه الخدمات والتحول بها إلى صناعة متكاملة من خلال عنصرين أساسين وهي تقديم خدمات متطورة تليق بالحاج والمعتمر ودعم الجهات ذات العلاقة وتحقيق التكامل لتخلق من خلاله كثير من الفرص لرواد الأعمال.
وأكد عضو لجنة ريادة الأعمال بغرفة مكة؛ نايف الراجحي إلى أنه منذ القدم عُرف عن سكان مكة المكرمة تسابقهم لخدمة الحاج والمعتمر عبر ما عرف بالسقاية والرفادة، مبينًا أن الخدمات المقدمة في مكة ترتبط بالحاج والمعتمر وهناك العديد من الفرص التي هيأتها الدولة ويتسنى لرواد الأعمال الاستثمار فيها .
وأفاد أن لجنة ريادة الأعمال حصرت هذه الفرص ومنها الإرشاد السياحي داخل وخارج الحافلة ونقل أمتعة الحجاج التي تعد إشكالية تواجههم خلال تنقلاتهم بين مدن الحج .