أوصى مقهى رواد الأعمال في نسخته الثانية بالقاهرة، بضرورة الاهتمام بريادة الأعمال باعتبارها مفتاح النهوض بالاقتصاد الوطني، وزيادة الإنتاج والصادرات ، وضرورة تمكين الشباب من تأسيس شركاتهم ومشروعاتهم الجديدة.
وأكد الحضور على أهمية تشجيع الإبداع والابتكار والأفكار الجديدة ومساعدة المبدعين في تحويلها إلى مشروعات يستفيد منها المجتمع، مع تيسير إجراءات تأسيس الشركات خاصة في مجال التكنولوجيا، ودعوة مؤسسات التمويل لتقديم مزيد من التسهيلات في الضمانات والإجراءات الخاصة بتمويل الشركات الناشئة.
قصة نجاح مؤسس فنادق هلنان
وشهد مقهى رواد الأعمال- أحد مبادرات مجموعة سواحل لإعلام ريادة الأعمال برئاسة الجوهرة بنت تركي العطيشان- والذي شهده نحو 1000 شاب، قصة نجاح عنان الجلالي ؛مؤسس مجموعة فنادق هلنان العالمية، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين على رأسهم د. شيرين الصباغ مستشار وزير التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وعدد من الخبراء ورجال الأعمال ومسؤولي الجهات الداعمة لريادة الأعمال بالهيئات الحكومية والجامعات وحاضنات الأعمال والمنظمات الدولية والمحلية ووسائل الإعلام.
وسرد عنان الجلالي قصة كفاحه مع العمل الحر وريادة الأعمال، منذ أن هاجر من مصر، وكيف تحول من غاسل صحون لم يكن يمتلك سوى 10 جنيهات إسترلينية إلى واحد من كبار رجال الأعمال في مجال السياحة، متحديًا حواجز الغربة واللغة وغيرهما ، وقال “أنا راسب ثانوية عامة، وبدأت حياتى “منظف صحون” في مصر، ثم سافرت للدنمارك. وأفتخر بأنى أصبحت أشهر “غاسل صحون” في فنادقها. والآن أمتلك أشهر سلسلة فنادق فى أوروبا ومصر والمغرب العربي”.
وأضاف الجلالي، “أفتخر بأننى ألتقي بألف شاب وفتاة من خريجى الجامعات، وهم ذوو مكانة كبيرة فى مراكز الأبحاث والمؤسسات والشركات العالمية؛ لأن الشاب المصري دقيق ومبدع في أي عمل يقوم به، فهم من بنى الأهرامات وحفروا قناة السويس. وأعلم أن كل شاب من الحضور يبحث عن تمويل لمشروعه؛ إما من بنك أو جهة تمويل لينفذ مشروعه؛ لذا أدعو كل من له فكرة أو ابتكار أو مشروع أن يقوم بإعداده ودراسته عمليًا قبل أن يطلب التمويل”.
نشر ثقافة ريادة الأعمال
وفي كلمتها للمقهى، قالت الجوهرة بنت تركي العطيشان؛ رئيس مجموعة سواحل لإعلام ريادة الأعمال، صاحبة المبادرة- ” نهدف لأن يكون مقهى رواد الأعمال أكبر مبادرة لنشر ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر، عن طريق تجميع الأطراف المختلفة المعنية بريادة الأعمال من هيئات حكومية ومنظمات دولية ومنظمات مجتمع مدني وجامعات ومؤسسات تمويل من بنوك وشركات، إضافة إلى حاضنات الأعمال ومنصات التمويل الجماعي، وأماكن العمل المشتركة، جنبًا إلى جنب مع رواد الأعمال الشباب، في حوار تفاعلي دوري للإجابة على التساؤلات التي تدور في أذهان الشباب”.
وأضافت أن المقهى يعمل على دعم الحراك الريادي في مصر، ونشر فكر وثقافة ريادة الأعمال، ومساعدة الشباب على تأسيس المزيد من الشركات الناشئة، ومساعدتهم على التغلب على التحديات التي قد تواجههم، وستشهد الأيام القادمة العديد من الفعاليات على مستوى محافظات مصر.
الطريق للتمويل
وفي جلسة حوار المقهى التي جاءت بعنوان ” الطريق للتمويل” والتي أدارتها د. غادة عامر؛ نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وشارك فيها علاء أيوب؛ رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك مصر، و د. نور الزيني؛ رئيس قطاع الاتصال المؤسسي ببنك قناة السويس ، وأستاذ التسويق والاتصال بالجامعة الأمريكية، ود. أحمد الجارحي؛ أستاذ التمويل بالجامعة الأمريكية، ود. نهاد صالح؛ أستاذ التمويل والاستثمار بالجامعة الكندية، والمهندس طارق القاضي؛ مؤسس الأسكندرية للتمويل الملائكي لتمويل مشروعات ريادة الأعمال، ود. جيهان فرحات؛ خبير الملكية الفكرية.
وقد أتاح المقهى للشباب فرصة طرح تساؤلاتهم وأفكارهم فيما يتعلق بتأسيس المشاريع والشركات الناشئة، وكيفية الحصول على التمويل لمشروعاتهم، وكيفية التغلب على التحديات التي تواجههم.
المشاريع الناشئة المبتكرة
وقال طارق القاضي؛ مؤسس “تكنوسوميت” ورئيس شركة الأسكندرية للتمويل الملائكي للمشروعات التكنولوجية بالأسكندرية والدلتا: إنه يجب التوسع في هذا النوع من الشركات التي تمول المشاريع الناشئة المبتكرة بنظام الشراكة بعيدًا عن المخاطر، مع توفير الدعم الفني والتوجية من خلال موجهين محترفين في نفس تخصص الشركة؛ ما يجعلها تسير على طريق النجاح.
تنفيذ المشروعات وتسويقها
وأكدت نور الزيني؛ خبير التسويق، أنه حان الوقت لنتكاتف جميعًا من أجل النهوض بالاقتصاد ودفع عجلة الإنتاج من خلال الشباب الطموح الذى يخطط ويعمل، وأنا شخصيًا مستعدة للتواصل مع الشباب من أي محافظة لمساعدتهم فى تنفيذ مشروعات تخدم تنمية المجتمع”.
وأضافت :” أنصح الشباب بأن يبدأوا حياتهم بالمشروعات الصغيرة أو الاستهلاكية القابلة للتنفيذ التى توفر لهم عائدًا يضمن لهم استمرار مشروعاتهم، وأن يكون لديهم الجدية في تنفيذ المشروعات وتسويقها”.
وأكدت د. شرين الصباغ؛ مستشار وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة،على دعم الدولة لمشروعات الشباب، لافتةً إلى تخصيص الحكومة ملياري جنيه للمشروعات الصغيرة بفائدة 5% ؛ حيث تعمل أجهزة وزارة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال التدريب والدعم والتوجيه لمنظومة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة على فتح قناة اتصال مع الشباب لحل المشكلات التي تعترضهم.
برامج تمويل من بنك مصر
وقال علاء أيوب؛ رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك مصر أن البنك ينفذ عددًا من برامج التمويل متناهي الصغر تبدأ من 1000 جنيه إلى مليون جنيه ، والمشروعات الصغيرة التي تبدأ من أكثر من مليون جنيه ، مشيرًا إلى أهمية إجراء دراسة جدوى جيدة قبل التقدم لأي مؤسسة تمويل، والتي يساعدهم البنك في إعدادها.
وأرشد د. أحمد الجارحي؛ أستاذ التمويل بالجامعة الأمريكية الشباب إلى ضرورة التعلم والتدريب على مهارات التفاوض والاقناع في التعامل مع المستثمر والممول.
مهارات التفكير الخلَّاق
ونصحت د. غادة عامر نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا؛ بضرورة التركيز على تعلم مهارات التفكير الخلَّاق وعدم الانشغال بالبيئة المحيطة والبعد عن الإحباطات والتشاؤم، والانشغال بالحصول على فكرة مبتكرة والعمل على تنميتها حتى تحويلها إلى مشروع صغير أو شركة ناشئة.
وتحدثت د.جيهان فرحات عن ضرورة الاطلاع على قوانين الملكية الفكرية والجماية القانونية للأفكار، وتسجيلها عبر القنوات الشرعية، قبل طرحها على وسائل التواصل الاجتماعي.
كتب: حسين الناظر