حوار: جمال إدريس
رائدة أعمال طموحة، ومتوثبة لتحقيق النجاح، تسعى لتحقيق ذاتها من خلال عمل خاص تبدع فيه، مع كونها محاضِرة جامعية، فاتجهت إلى تصنيع مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، بتأسيس مصنع تديره أيدٍ سعودية، مكَّنها لاحقًا من صنع أول علامة تجارية سعودية في هذا المجال، باسم “مزن”؛ لتصبح من رائدات الأعمال اللائي قدمنَّ إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني. إنها المهندسة المعمارية ورائدة الأعمال “مزون أشقر” التي كان لنا معها هذا الحوار..
*مَن هي مزون أشقر؟
حصلت على درجة البكالوريوس في العمارة الداخلية، والماجستير في تعليم التصميم. أهوى القراءة والأعمال الفنية، متزوجة وأم لطفلين.
*درستِ الهندسة واتجهتِ لمجال تصنيع مستحضرات التجميل، ما الذي شجعك على ذلك؟
فكرة منتجات التجميل جاءت بالصدفة، فبعد أسبوع طويل ومرهق في العمل قررت إقامة حفلة (سبا) لزميلاتي، وفكرت في إهدائهن بعض الهدايا بعد الحفل. وبعد بحث قصير، اكتشفت عالم منتجات العناية المصنوعة باليد، بحثت عن المكونات والعلب. وكوني مصممة، قررت تصميم شعار “لوجو” يناسب المنتجات، فوقع اختياري- بعد نقاش مع زميلاتي- على اسم “مزن”، فصمَّمتُ له شعارًا بسرعة، ثم قامت أختي بتعديله. استمتعت صديقاتي بالمنتجات، فطلب بعضهنًّ مزيدًا منها.
وبعد شهر عرضنَّ عليَّ فكرة المشاركة في أحد المعارض العائلية، فكانت فكرة رائعة؛ إذ بعد مشاركتي بالمعرض، بعت- بفضل الله تعالى- جميع المنتجات في اليوم الأول، ثم صنعت مزيدًا منها، ونجحنا في بيعها أيضًا. كان كل ذلك في مطبخي بالمنزل، لكن بعد مشاركتي في عدة معارض داخل المملكة وخارجها، قررت استئجار معمل للتصنيع داخل حاضنة صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة، حصلت بعدها على الترخيص الصناعي لتصنيع المنتجات، وترخيص هيئة الغذاء والدواء.
*ماذا عن التحديات التي واجهتك عند إطلاق مشروعك؟
أهم الصعوبات- والتي ما زلت أواجهها حتى الآن- هي التنسيق بين وقت البيت ووقت العمل، فالعمل الخاص يستنزف كثيرًا من الوقت والجهد؛ ما يجعل من الصعب جدًا التنسيق بين الأمرين.
من التحديات أيضًا، إيجاد المكونات الأولية للمنتجات وتغليفها، والحصول على التراخيص اللازمة للمصنع؛ نظرًا لصغر حجمه، وقلة عدد العاملين فيه، علاوة على مشكلة تسويق المنتجات في البداية، ثم تغلبنا عليها لاحقًا بتوفير المنتجات في نحو30 صيدلية ومحلًا، ومن خلال عدة مواقع إلكترونية شهيرة، وفي مراكز التجميل لخدمات (السبا).
*كيف توفقين بين مشروعك وعملك الأكاديمي وأداء أعباء الأسرة؟
تمكنت من التوفيق بين الأسرة وإدارة المشروع بتخطيط مسبق للوقت، وبدعم كبير من زوجي وأهلي وأصدقائي؛ مايعني التضحية في بعض الأوقات ببعض الالتزامات الشخصية أو حتى بوقت الراحة. أما بالنسبة للعمل الأكاديمي، فأنا حاليًا متوقفة عنه للتركيز على “مزن”.
*برأيك ماذا ينقص المرأة السعودية لتكتمل خطوات تمكينها في العمل العام؟
المرأة السعودية لا ينقصها شيء شخصي، بل الدعم المقدم لها، فمن الصعب- إلى حد ما- تقبل فكرة تأسيس مصنع بالمدينة الصناعية والعمل فيه يوميًا حتى وقت متأخر، ولكنَّ حاضنة صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة الصناعية، وفّرت لنا المكان المناسب والآمن. والآن تتوفر فرص كبيرة لدعم عمل المرأة في جميع المجالات، فلم يعد ينقصها شيء، سوى الثقة بقدرتها على العمل، ودعم من حولها.
*هل “مزن” هي الأولى كعلامة وطنية في هذا المجال؟
أعتقد ذلك، فــ”مزن”- حسب علمي- هي الأولى في مجال منتجات العناية الطبيعية المُصنَّعة يدويًا. ولست أهتم بكوني الأولى، ولكن ما يهمني هو أن أكون الأفضل والأكثر انتشارًا؛ وهو ما أعمل عليه حاليًا.
منتجاتنا بأيدٍ وطنية
*ما سبب اختيار اسم “مزن”، وما الذي يميز منتجاتك عن غيرها؟
اسم “مزن” مستوحى من اسمي “مزون”؛ ولكن السبب الأساسي هو أن “مزن” تعني الغيوم التي تسبق المطر؛ فذلك الاسم يعطيني كثيرًا من الأمل بقدوم الخير.
تتميز منتجات “مزن” بأنها مصنوعة في السعودية بأيدي سعودية، وباستخدام زيوت وعطور من السعودية، ونعمل حاليًا على أن تكون أغلب المكونات والمستخلصات سعودية، كذلك تتميز منتجاتنا بجودتها المماثلة لمثيلتها المستوردة، وقلة سعرها.
*ما حجم عملك الآن، وهل تطمحين بأن تتخطى علامتك التجارية حدود المملكة؟
يعمل في مصنع “مزن” حاليًا، خمس موظفات، كما تتعدى قيمة “مزن” السوقية ثلاثة ملايين ريال، مع عملي جاهدة لزيادة حصتنا السوقية في المملكة، والدخول الى الأسواق العربية قريبًا.
*وهل تفكرين في منح امتياز تجاري “فرنشايز” لعلامتك التجارية؟
الامتياز التجاري ليس في خطتنا حاليًا؛ فتركيزنا الآن على استكمال خط المنتجات وتطويرها، وزيادة الانتشار والوعي بالعلامة التجارية، لكن إذا تواجدت فرصة منح الفرنشايز فأهلًا وسهلًا بها.
*صناعة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة مجال واعد، ماذا عن خططك المستقبلية؟
أعمل حاليًا على تطوير منتجات جديدة؛ للحصول على حصة أكبر من سوق منتجات العناية والتجميل، كمنتجات الوجه والاستحمام اليومية والصابون السائل، كما نعمل على زيادة الطاقة الإنتاجية لعدة أسباب، منها تقليل التكاليف، والقدرة على توفير المنتجات للفنادق والمنتجعات.
*بماذا تنصحين الفتيات قبل شرائهن واستخدامهن مستحضرات التجميل المختلفة؟
أنصحهن بفحص قائمة المكونات قبل الشراء، والتأكد من عدم وجود مكونات مضرة بالصحة، حتى في منتجات الشركات الراقية؛ حيث يمكن البحث عن مكونات المنتج على المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال، كذلك استخدام المنتج بالطريقة الصحيحة وتخزينه بطريقة جيدة مهم جدًا.
*أخيرًا، من دعمك ووقف وراء نجاحك؟
الفضل لله- سبحانه وتعالى- أولًا، كما حصلت على الدعم والتشجيع من زوجي الذي رافقني في كل خطوة؛ حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
كذلك، حصلت على دعم والداي في عدة مراحل من رحلة “مزن”، ولولا توفيق الله، ثم دعمهما ما وصلنا مكانتنا الحالية. ولا أنسى في هذا المقام، صديقاتي اللاتي وفرنَّ لي الدعم والمساندة والمشورة في جميع المراحل؛ لذا لن أستغني عنهن في أي مرحلة أو خطوة جديدة.