يتردد كثيرًا في محيطنا كلمة التَنمُّر، والذي يعد أحد أشكال الإساءة والإيذاء تجاه فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة، لكنه تطور مع التطور التكنولوجي الذي شهده العصر الحالي؛ ليتحول إلى ما يسمى بالتَنمُّر الإلكتروني، والذي يعد مدمرًا ليس للأشخاص فحسب، بل للمجتمعات أيضًا، حسبما تقول “روي ليلي” في كتابها:” التعامل مع الأشخاص صعاب المراس”.
التَنمُّر والتكنولوجيا
لا يختلف التَنمُّر الإلكتروني كثيرًا عن التَنمُّر العادي، سوى في استخدام التكنولوجيا لممارسته؛ عبر اسم مستعار، ولا يقتصر على فئة معينة، بل يشمل صغار السن والبالغين؛ باستغلال الإنترنت وتقنياتها- ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي- لإيذاء البعض بشكل متعمد ومتكرر وعدائي.
ويحدث التَنمُّر الإلكتروني- وفق المجلس الوطني لمنع الجرائم بالسويد – باستخدام الإنترنت والهواتف المحمولة أو غيرها لإرسال أو نشر نصوص أو صور بقصد إيذاء أو إحراج شخص آخر، وقد يكون القائم بالتَنمُّر شخصًا معروفًا أو غير معروف لدى المستهدف.
أشكال التَنمُّر
تتنوع اشكال التَنمُّر؛ فمنها:
1. المطاردة الإلكترونية.
2. تشويه السمعة بإرسال أو نشر شائعات وافتراءات للإضرار بسمعة المستهدف.
3. الاستمرار في إرسال رسائل إلكترونية أو نصية.
4. التحالف ضد مستهدف معين للسخرية منه في المنتديات الإلكترونية.
5. اختراق أو تخريب مواقع المستهدف ونشر أقوال كاذبة.
6. النقد والإهانات.
7. النكات غير اللائقة.
لماذا التكنولوجيا
تعد التكنولوجيا من أهم أدوات المتَنمُّر؛ لأنه لا يوجد متَنمُّرون يستطيعون المواجهة بشكل شخصي، وغالبًا ما يستغل ضعفاء الجسد التكنولوجيا ويجدونها فرصة سانحة لتحطيم حياة البعض من خلال شاشة الكمبيوتر.
ويعتمد المتَنمُّر الإلكتروني على عدم رؤية أحد له وهو يرسل عبارات التَنمُّر، ولكن عمله يشاهده الملايين في بعض الحالات؛ إذ تعد السهولة التي ينفذ بها التَنمُّر الإلكتروني دافعًا نحو سلوك أكثر خطرًا.
التَنمُّر الإلكتروني في العمل
ويمتد التَنمُّر الإلكتروني إلى مجال العمل بشكل كبير؛ كالذي يمارسه الرؤساء أو المراقبون بوضع أهداف غير واقعية أو مواعيد نهائية يصعب تنفيذها، أو مهام إلكترونية تتجاوز مستويات كفاءة الشخص أو مهاراته.
ويمارس بعض المدراء التَنمُّر؛ عبر تقديم معلومات خاطئة، أو حجب معلومات بشكل متعمد، أو منع الوصول إلى المعلومات أو الموارد، ومحاولة توبيخ الموظفين بشكل غير لائق أمام زملائهم على البريد الإلكتروني؛ لإظهاره بشكل غير لائق.
ويتمثل التَنمُّر الإلكتروني على الموظفين في استخدام التكنولوجيا لممارسة عملية إنهاك تدريجية تُشعر الموظف بالمهانة وعدم الكفاءة، وأنه لا يصلح للعمل، وربما يمتد ذلك إلى حياته الأسرية.