افتتحنا 10 فروع.. ونخطط لغزو مدن المملكة ودول الخليج
رؤية 2030 سترتقي بالحراك الريادي وتمكين رواد الأعمال
البيروقراطية تعطّل كثيرًا من المشاريع الريادية
أقترح تقديم الخدمات الإدارية عبر نافذة واحدة عبر الغرف التجارية
حوار: محمد فتحي
بعيدًا عن زخم النفط وتقلبات أسعاره، يجتهد الشباب السعودي في تحدي الصعاب، وقيادة دفة مشروعاتهم الناشئة ، مدفوعين بإيمانهم بقدرة “ريادة الأعمال” على إحداث تغيير على أرض الواقع، وقيادة اقتصاد بلادهم نحو آفاق جديدة، منهم رائد العمال محمد القحطاني مؤسس مشروع باشن كافيه الذي كان لنا معه هذا الحوار لتسليط الضوء على مسيرته الناجحة التي بدأها بإنتاج قهوة ذات مذاق خاص كانت السبب في شهرته.
ــ حدثنا عن مشروعك باشن كافيه، ولماذا اخترت هذا المجال ؟ وما الذي دعمك في بداياتك؟
منذ دراستي في جامعة الملك سعود، وأنا أفكر في مشروع ريادي؛ حتىأسست ” باشن كافيه ” كشركة متخصصة في مجال القهوة. بدأت في هذا المجال منذ 7 أعوامبابتكار نوع من القهوة المتميزة في السوق السعودي جودة وإعدادًا ، وكان الهدف منه هو تعريف الناس بثقافة القهوة المتمثلة في معرفة جودة البن، وطرق إعداده، وتمييز نوعيته عن البن التجاري، علاوة على توفير كافة المعطيات عن البن لصناعة قهوة مختصة تنال رضا الشخص المتذوق.
ــ متى جاءت فكرة المشروع، وكيف بدأت تأسيسه؟
بدأت فكرة الكافيهات في الانتشار في فترة وجيزة بالمملكة، وأعجبتني الفكرة، فبدأت أفكّر جديًا في خوض غمار التجربة فرصدت الحراك الشعبي في هذا القطاع، ثم بدأت في توفير التمويل اللازم دون الاعتماد على الجهات الداعمة، ووفقت بحمد الله. ثم بدأت مرحلة البدء في العمل، وكرست كل جهدي لكيفية طرح منتج متميز ، فيايسمونه ” سر المهنة”، واستعنت بخبراء في هذا المجال، وبعد رحلة بحث مضنٍ ، وجدت ضالتي في الحصول على الخلطة السحرية التي تميز مشروعي، فكانت مغامرة وتحديًا.
البيروقراطية أكبر العقبات
ــ ما العقبات التي واجهتك في بداية المشروع؟ وكيف تخطيتها؟
تعد البيروقراطية أكبر عقبة واجهتها من قبل الجهات المختصة في إصدار تراخيص مباشرة العمل؛ حيث استغرق الحصول على الترخيص عامًا كاملًا؛ ما استنزفني ماليًا ونفسيًا؛ إذظللت أدفع إيجار مقر المشروع طيلة تلك الفترة. ولولا قوة إرادتي وإصراري على المضي قدمًا في هذا المشروع لتوقفت تمامًا ، فتخيل كم رائد أعمال يواجه تلك المعضلة؟، وهذا كان نهاية البداية لمشاريع كثير منهم.
وبعد استخراج الترخيص، واجهت تحديًا آخر لا يقل أهمية عن سابقه ؛ وهو إيجاد عمالة جيّدة ذات خبرات في مجال العمل ، وتقريبًا بدأنا العمل بعد سنة من الجهد المضني حتى تخطينا تلك المعوقات.
ــ ماذا تعنى بـ “القهوة المختصة” وكيف يتم إعدادها ؟ وهل هناك معايير معينة لقياس جودة البن؟
أي بن قبل تصديره من أي بلد، يقوم خبراء في هذا المجال بتقييمه، فيقيمون البن ذا الجودة العالية بـ 85 درجة أو أعلى، وتلك النوعية هي التي تطلق عليها القهوة المختصة حسب تصنيف الخبراء. ومن معايير الجودة: طرق زراعة البن، وكيفية التقطيف والتخزين و التحميص والطحن. والحمد لله، وفقنا بعد جهد كبير في شركة باشن، بعمل خلطات أروع مذاقًا، ونتميز بمشروبات نختص بها في السوق السعودي عن غيرنا.
ــ إلى أي مدى نجحت فكرة تقديم”القهوة المختصة” بالمملكة؟
بفضل الله ؛ وجد مشروع القهوة المختصة رواجًا كبيرًا في كل مدن المملكة، ولاقت طريقتنا في تقديم الخدمة استحسان المستهلك السعودي، وكثر الإقبال عليها، ولعل خير دليل على مشروعنا أننا نمتلك الآن 10 فروع موزعة مابين مدينتي الرياض والخرج.
ــ ما خطتكم للتوسع ؟
نخطط للتوسع في كل أسواق مدن المملكة، حتى يستمتع متذوقو القهوة بهذه النكهة المميزة، كما نستهدف غزو السوق الخليجي عامة في فترة وجيزة. نهدف أيضًا إلى توعية المستهلك، بنشر ثقافة القهوة المختصة، ليعرف المتذوق السعودي وجود أنواع جيدة من القهوة. ونستهدف حاليًأ طلاب المدارس الحكومية والخاصة، كما نخطط لإقامة معرض دائم في كل الفعاليات التي تقام بالمملكة، لننشر من خلالها هذه الثقافة.
ــ ماأهم التحديات التي تواجه شباب الأعمال؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
رغم ما تبذله الجهات الداعمة ومنها غرفة الرياض من جهد كبير من أجل الارتقاء بالحراك الريادي، لكن هنالك معوقات إدارية مثل استخراج التراخيص، فكثير من رواد الأعمال يعانون من هذه المشكلة. وأعتقد أنه إذا قدمت الغرفة التجارية كل ما يخص الجوانب الإدارية عبر نافذة واحدة تتولى أمرها الغرفة، لاختصرنا الزمن في تأسيس الشركات الناشئة لرواد الأعمال؛ لأن هذه العقبات قد تقضي على مستقبل المبتدئين في سوق العمل، باستنزاف المال والوقت.
ــ يتطلع المواطن السعودي لرؤية السعودية 2030، وبرنامج التحول الوطني بكثير من الأمل، ماذا تتوقع من هذا البرنامج في الارتقاء بالحراك الريادي؟
تعد 2030 رؤية استراتيجية ثاقبة، تتضمن تغييرات اقتصادية و تنموية، واجتماعية واسعة، وتهدف إلى إعداد المملكة لمرحلة ما بعد النفط. ونأمل أن تكون بلادنا نموذجًا للعالم على جميع المستويات. وتظهر عوامل النجاح في تركيز الرؤية على توظيف إمكانيات بلادنا وطاقاتها، والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه.
و أهم ما في الرؤية أنها تهتم بالارتقاء بالحراك الريادي و تمكين شباب الأعمال.
من واقع تجربتك،ما القطاعات الواعدة التي تشجّع رواد الأعمال الشباب على الاستثمار بها اليوم؟
لا توجد قطاعات بعينها ، ففرص النجاح في جميع القطاعات متساوية . وأرى أن عامل النجاح المشترك الموجود في كل المجالات، هو الطموح ، فكثيرممن فشلوا هم من لم يكن لهم طموح، ودخلوا في مجالات لا يفقهونها، بل رأوها من الخارج، واعتقدوا أنها سهلة، أو سمعوا من هذا أو ذاك، ومالبثوا أن فشلوا. لقد تبدلت ظروف تأسيس أعمال جديدة اليوم مقارنة بالسابق، فقوة الاقتصاد السعودي تجعل من تأسيس عمل جديد أمرًا سهلًا، لكن العمل والنجاح يتطلب خطوات كثيرة ، منها إجراء أبحاث عن المجال المعني في السوق المحلي والإقليمي والعالمي، بدلًا من الاعتماد على التكهنات.
ــما نصيحتك لرواد الأعمال الجدد؟
أوصي رواد الأعمال بالصبر وعدم استعجال النجاح ، والتأني في جميع الخطوات، بحيث تتاح لهم الفرصة للدراسة والتخطيط والتأمل؛ ليسيروا على طريق النجاح ، مع التحلي بالعزيمة والإرادة.