حاوره/ حسين الناظر
في العام 2008، تأسست “فران بيونيرز”، كشركة سعودية تعنى بنظام الامتياز التجاري (الفرنشايز) وتطوير أدواته من أدلة تشغيلية واتفاقيات قانونية وغيرها؛ وذلك بتسخير خبرات مؤسسها محمد الطبشي التي تمتد إلى نحو 22 عامًا في هذا المجال، كانت حافلة بالإنجازات، في صناعة الأغذية والمشروبات، والمطابخ والمطاعم، وزيادة المبيعات، وخفض التكاليف، وإعادة الهيكلة والتسويق، بالإضافة إلى التخصص في سلسلة التوريد..
يكشف لنا هذا الحوار ما تقدمه “فران بيونيرز” من خدمات استشارية محترفة للمستثمرين والعاملين في هذا القطاع الحيوي ..
ــ ما أهداف شركة فران بيونيرز ؟
“فران بيونيرز” شركة سعودية تأسست عام 2008، يتمركز معظم نشاطها على تطوير الامتياز التجاري(الفرنشايز)، وما يتعلق به من تطوير لأدواته، من أدلة تشغيلية واتفاقيات قانونية، كما تقدم الشركة خدمات استشارية أخرى؛ مثل الدراسات التسويقية ودراسات الجدوى الاقتصادية والخدمات الأخرى المتعلقة بالمطاعم، والتي تشمل خدمات شهادات الصحة، وسلامة الغذاء، إضافة إلى خدمات أخرى متعددة؛ مثل المتسوق الغامض، وخدمة تشغيل المطاعم وإدارتها.
وتتمحور أهداف “فران بيونيرز” حول ثلاثة أهداف:
– الأول: ترقية صناعة الفرنشايز والنهوض بها في المملكة والنهوض بجيل جديد من الأفكار والشركات المانحة للفرنشايز باحترافية عالية وبقصص نجاح كبيرة.
– الثاني: تأسيس شركات أو مطاعم أو أفكار والنهوض بها وتأسيسها على أسلوب صحيح ينتهي مستقبلًا بنظام الفرنشايز والتوسع اللامحدود.
– الثالث: تصدير أفكار سعودية وخليجية إلى بقية أنحاء العالم، تنافس الأفكار العالمية وتضاهيها من ناحية التقدم، ومن ناحية المنافسة، ومن ناحية طريقة التشغيل وطريقة الإدارة.
أنشطة متنوعة
ــ وماذا عن أهم أنشطة وخدمات الشركة ؟
- الامتياز التجاري(الفرنشايز)، وكتيبات التشغيل، وتصميم العلامات التجارية، وتسويق الامتياز، واستشارات الأعمال، ودراسات الجدوى والدراسات التسويقية وأبحاث السوق، وخدمات سلامة الغذاء وإصدار الشهادات، والإدارة، وبرنامج المتسوق الغامض، والتدريب، والتشغيل.
ــ وما أهمية الفرنشايز للاقتصاد الوطني، وللشباب؟
الفرنشايز أحد عوامل دعم الاقتصاد الوطني؛ لما يتضمنه من مزايا؛ أهمها القدرة على جذب الاستثمارات الخارجية والمحلية، ونقل الخبرات الدولية في نظم الفرنشايز والإدارة والتسويق وغيرها، وتوفير فرص العمل، والتوسع في شتى أنحاء المملكة.
ومستقبلًا عندما يكون لدينا عدد كبير من العلامات التجارية العربية الممنوحة خارجيًا؛ فإنه يكون أحد مصادر الدخل الوطني الهامة، من خلال العائدات التي يحصل عليها صاحب الفرنشايز المحلي من الانتشار العالمي.
ويُعد نظام الفرنشايز هامًا جدًا للشباب؛ لأن مشروعاته قائمة على امتداد لقصص نجاح وتجارب أثبتت جدارتها وترغب في التوسع والانتشار، ومن الأفضل للبادئين ومحدودي الخبرات أن يبدأوا من حيث انتهى الآخرون من خلال نظام الفرنشايز؛ لأنه يجنبهم الخسائر التي قد تحدث في البداية من جرَّاء التجربة والخطأ.
واقع الفرنشايز في المملكة
ــ كيف تقيمون واقع الفرنشايز في المملكة ؟
للأسف، لا تزال ثقافة الفرنشايز في السعودية في طور النمو ولم تنضج بعد؛ وذلك لأسباب قانونية؛، يتم العمل على حلها الآن بإصدار قانون الامتياز التجاري، والذي ننتظر أن يرى النور قريبًا إن شاء الله.
والناحية الأخرى اجتماعية؛ إذ لم يتبلور مفهوم الفرنشايز تمامًا عند أصحاب الشركات وأصحاب رؤوس الأموال؛ وهو ما يتضح من خلال الكثير من قصص الفشل، سواء في منح الفرنشايز أو في استقطابه؛ وذلك لأن المنح أو الاستقطاب لم يُبْنَ على أساليب احترافية صحيحة، ولم يعتمد على دراسات واستراتيجية واضحة.
ــ وكيف ترى البيئة الداعمة له؟
خلال العامين الأخيرين، ومع تضمين موضوع الفرنشايز في رؤية 2030 بدا واضحًا توجه الاقتصاد الوطني لدعم الفرنشايز، وهو ما نراه واضحًا في دعم الكثير من الشركات المحلية المتوجهة إلى الفرنشايز، علاوة على أن الكثير من الجهات الحكومية الآن تفتح باب الدعم للأفكار وللمشاريع المعتمدة على الفرنشايز.
تحديان بارزان
ــ ماذا عن التحديات التي تواجه الفرنشايز في المملكة ؟
هناك تحديان:
الأول: قانوني؛ حيث يحجم كثير من المانحين عن المنح في المملكة لعدم وجود إطار قانوني لحماية الامتياز التجاري.
التحدي الثاني: ثقافي واجتماعي؛ لأن ثقافة الفرنشايز لم تتبلور تمامًا ولم تنضج تمامًا سواء لدى المستثمرين أو لدى المانحين.
ــــــ وكيف ترى الحلول ؟
تتضح حلول هذه التحديات في الحل القانوني كما ذكرنا؛ لأن قانون الامتياز التجاري سيرى النور قريبًا وقد ناقشنا المسودات الأولى لهذا القانون، وما يتعلق بالجانب الثقافي فإن الحل هو نشر ثقافة الفرنشايز وأساليبها والطرق الاحترافية لاستقطاب أو إدارة الفرنشايز أو تطويره والعمل على ذلك.
مرحلة النضج
ــ من واقع خبرتك في قطاع المطاعم والأغذية والمشروبات، كيف تقيِّم هذا القطاع بالمملكة؟
واقعيًا لم يصل الفرنشايز بعد لمرحلة النضج، بل لا يزال في مرحلة النمو، ولا يزال بحاجة إلى تركيز أكثر وعناية أكثر. وأرى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تصفية، فهناك كثير من العلامات التجارية “البراندات” في السوق ستختفي، ولن يبق بالطبع إلا الأقوى، لا أقصد القوة المادية أو التاريخية بمعنى له زمن بالسوق، ولكن القوة المقصودة لمن يملك فكرة قوية ومبنية على أسس صحيحة وأفكار استراتيجية تتطور باستمرار حسب متطلبات السوق، وأيضًا من المتوقع صعود كثير من الشركات ذات الأفكار الصغيرة، وستخرج من السوق الكثير من الشركات القديمة التي لم تطور من نفسها وتواكب التجديد.
4 شروط لتأسيس فرنشايز
- كيف يتم تأسيس علامة تجارية تصلح كفرنشايز؟
هناك شروط لتأسيس مثل هذه العلامة:
أولًا: أن تكون الفكرة التجارية مميزة وأصيلة، وليست مكررة أو مستهلكة.
ثانيًا: أن تكون الفكرة مبنية على أسس صحيحة من ناحية الهيكلية، والتنظيم الإداري، والبدء على أساس واضح من الأدلة التشغيلية المتكاملة من نظم تشغيلية ومالية وتسويقية وطرق لإدارة الموارد البشرية.
ثالثًا: دراسة الفكرة جيدًا قبل البدء، سواءً اقتصاديًا أو من حيث وضع خطط العمل الاحترافية ودراسة السوق.
رابعًا: أن تأخذ الفكرة وقتها في النضوج قبل منح الفرنشايز، ولا نشترط هنا إطارًا زمنيًا معينًا، لكن يجب أن تنضج الفكرة تمامًا وتثبت نجاحها وفعاليتها قبل منح الفرنشايز للآخرين.
ــــ بم تنصح المقدمين على مشروع فرنشايز جديد؟
يجب على من يسعى إلى استقطاب فرنشايز من الخارج، دراسة العلامة التجارية التي يريد الحصول عليها، وعمل دراسة جدوى اقتصادية لها، والنظر إلى جميع التكاليف المخفية لهذه العلامة، وزيارة الشركة ومواقع المكاتب، وزيارة المحلات وعمل دراسة تسويقية كاملة وسوقية من جميع نواحي هذا الفرنشايز.
أما من يود مَنح الفرنشايز، فعليه الاستعداد لمنح الفرنشايز من ناحية الهيكلية الإدارية واستكمال عناصر النجاح، وأن يكون لديه خدمات أو سلع مميزة ينافس بها، وأن يمتلك الأدوات اللازمة لمنح الفرنشايز من أدلة تشغيلية، واتفاقات قانونية، وأدوات تسويقية.
مقومات النجاح
ــ لمشاريع الفرنشايز مقومات نجاح، فما أهمها ؟
أهم عوامل نجاح مشروع الفرنشايز:
- التأسيس الصحيح للفرنشايز بطريقة احترافية وعلمية تضمن نجاحه.
- المنفعة المتبادلة، فيجب أن يفهم صاحب الفرنشايز أو ممنوح الفرنشايز أن الفرنشايز منفعة الطرفين، وألا يكون هناك أي منفعة لطرف على حساب الثاني.
إذا كان هذا المفهوم عميقًا عند الطرفين، فلن يكون هناك أيُّ عائق أمام نجاح المشروع إذا يسر صاحب الفرنشايز الأمور للممنوح، وتعامل الأخير مع الأول بنظام (أُفيد وأَستفيد).
مخاطر مباشرة
ــ هناك مخاطر مباشرة تواجه الممنوح، فكيف ترى السبيل لمواجهتها؟
أكبر مخاطرة يمكن أن يتعرض لها الممنوح هي التكاليف المخفية، نتيجة عدم قراءة ما بين السطور، وعدم قراءة الاتفاقيات بشكل كافٍ، وعرضها على استشاري متخصص؛ لأن الكثير من المستثمرين أو الممنوحين يقومون بإجراء العقود بأنفسهم اعتمادًا على خبرتهم، والتي قد تكون متمركزة في مجالات أخرى غير الفرنشايز، فالمخاطرة الحقيقية هي عدم التعامل مع استشاري قانوني واستشاري متخصص في مجال الفرنشايز لقراءة الاتفاقيات القانونية بشكل سليم.
كذلك، هناك مخاطر أخرى تعد من التكاليف المخفية للفرنشايز، تتمثل فيما يتم إلزام الممنوح به، وتكاليف استيرادها، وما يتعلق بذلك من مصاريف وتكاليف، إضافة إلى أمور قد تكون من التكاليف المخفية كتكاليف الإنشاء وما يتعلق بها.
ومن التكاليف المخفية أيضًا، تكاليف التدريب والإشراف من قبل المانحين، ولكن يتم التغلب على هذه المخاطر بإجراء دراسات جدوى اقتصادية مستقلة، وعدم الاعتماد على الأرقام والدراسات التي يوفرها المانح، وأن يقضي الممنوح وقتًا كافيًا في محلات ومنافذ بيع المانحي وقضاء وقت لا بأس به مع أشخاص مُنحوا من قبل، والسؤال عن تجربتهم في هذا المجال. ولا ننصح بأن يكون الممنوح هو أول ممنوح لذلك الفرنشايز، بل يجب أن يبحث عن أفكار أثبتت جدواها وأثبت أصحابها أنهم قادرون على إدارة الفرنشايز بشكل فعال.
كذلك، من الأمور التي تساعد على تجاوز مخاطر الفرنشايز، ما ذكرنا عن اللجوء والتعاقد مع مستشارين متخصصين ومتمرسين في مجال الفرنشايز.
ــ وكيف ترى مستقبل الفرنشايز في المملكة؟
أتوقع مستقبلًا رائعًا للفرنشايز في المملكة؛ وذلك للعوامل التالية:
أولًا: الدعم الحكومي اللامتناهي لهذا المجال.
ثانيًا: بروز شخصيات سعودية متخصصة في هذا المجال، وخصصت لذلك وقتها وجهدها، وتعمل ليل نهار في سبيل تطوير الفكرة والمضمون للفرنشايز السعودي.
ثالثًا: ظهور أفكار سعودية رائعة بدأت تظهر في السوق، يمكن تصديرها للخارج كفرنشايز احترافي.
ــ ما رسالتك للشباب الراغبين في الحصول على مشروع فرنشايز ؟
أنصح الشباب الراغبين في الاستثمار في الفرنشايز بالدراسات المفصلة والمطولة لأي مشروع يقدمون عليه، وأن تكون الدراسات نابعة من أنفسهم، وعدم الاعتماد على الدراسات التي يقدمها المانح، والتي غالبًا ما لا تكون واقعية وذات مصداقية عالية، كما أنصحهم باللجوء إلى أهل الاختصاص واستشارتهم في ذلك.
تعليق واحد
ما شاء الله تبارك الله
أسأل الله لكم كمال التوفيق