التمارين اليومية، والقراءة، وإجراء اتصالات هاتفية مع الأصدقاء يوميًا، كلها أمور تدخل تحت ما يسمى “الإدمان” الذي يمكن التعبير عنه بكلمة”العادات”، وإن شئت قلت: إدمان إيجابي.
إن المرء بطبيعته يميل للإدمان؛ لأنه يوفر عليه أن يعمل أكثر؛ وبالتالي يوفر وقوده (الجلوكوز والكيتونات)؛ لذا من الطبيعي أن يبحث العقل عن عادات ويجعلنا ندمن أشياءً معينة، مقابل أن يشعرنا بالسعادة.
غير عاداتك
لقد ألقيت الضوء في كتابي “غير عاداتك، تغير حياتك” على 300 عادة للأغنياء، عكفت على دراستها جيدًا، واكتشفت الفروق بينها وبين عادات الفقراء، كما شرحت بالتفصيل، كيف ينشيء الدماغ الإدمان (العادات).
العادات الجيدة
خلال دراستي لعادات الأغنياء، وجدتهم عادةً ما ينشئون لأنفسهم العادات الجيدة، بينما يصوغ ينشيء لأنفسهم العادات السيئة. وفي معظم الأحوال، يكون البيت هو أساس هذه العادات؛ حيث ينشأ الإنسان؛ ما يعني أن الأطفال يلتقطون هذه العادات بمحاكاة سلوك الآباء.
إن أفضل أنواع الإدمان؛ ذلك الذي يساعدك على تحقيق أهدافك؛ كونه يمكنك من تحقيق أحلامك، وتتبع أهدافك، دون أن تبذل مجهودًا كبيرًا؛ لأنك- من خلال العادات اليومية الجيدة- ستصبح في قمة النجاح، وستفكر وتتصرف باللاوعي، بطريقة تضعك بسلاسة على طريق النجاح.
عقبات على الطريق
وعادة ما يضع المجتمع عقبات على الطريق المباشر الذي يوصلنا إلى النجاح، بإلهاءات كثيرة أثناء رحلتك؛ مثل مواقع التواصل الاجتماعي إذا استخدمتها بشكل خاطيء، وممارسة الألعاب عبر الإنترنت، ومشاهدة المسلسلات والأفلام التي لا هدف لها إلا تشتيتك، فإن لم تكن متيقظًا وحذرًا في السيطرة على عاداتك، قد تصبح من مدمنيها.
فارق جوهري
إنَّ العادات الجديدة الجيدة، قد تساعدك على الاستخدام الأمثل للوقت، كما بإمكانها أن تحسن صحتك، وترفع من مستوى ذكائك، أو قد تضيف لك مهارات جديدة، بينما تكون العادات الجديدة السيئة مضيعة للوقت، وقد تجرك إلى أماكن لا يُحمد عقباها. لذلك كن حذرًا بسلوكك وتصرفاتك، واعرف عاداتك، فقد يزحف بعضها إليك إن لم تكن متنبهًا، فالوعي هو مفتاح التحكم في الإدمان أو العادات.