حاوره/ حسين الناظر
تأسس المركز الخليجي لحقوق الامتياز (وكيل) عام ٢٠١٥م؛ كأحد المراكز المعتمد من المنظمة العالمية لحقوق الامتياز IFA ، بهدف تقديم الاستشارات المتخصصة في مجال الامتياز التجاري والاستشارات الإدارية؛ ما يعد دعمًا حقيقيًا لقطاع الفرنشايز في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وخدمة رواد الأعمال والمستثمرين في هذا القطاع الحيوي، ومن خلال هذا الحوار نتعرف على هذا المركز وأهم خدماته ونتعرف على رؤى مؤسسه متعب البدران لواقع ومستقبل الفرنشايز في المملكة….
ــ نود التعرف على المركز الخليجي لحقوق الامتياز (وكيل) وأهدافه ؟
يهدف المركز إلى تثقيف وتوعية المستثمرين ورواد الأعمال في المملكة والخليج حول الامتياز التجاري(الفرنشايز)، ومساعدتهم على الاستثمار فيه، ومساعدة العلامات التجارية المحلية الناجحة لتصبح مانحة للفرنشايز عبر نخبة من أفضل المستشارين و المحامين المتخصصين في هذا المجال.
ــ وماذا عن أنشطة المركز وخدماته؟
تستهدف خدماتنا المانح والممنوح؛ أما أنشطتنا فتركز على ربط المستثمرين ورواد الأعمال بالشركات المعروضة في موقع “وكيل” مجانًا، كما نوفر برنامجًا شاملًا لتطوير الفرنشايز هدفه تطوير الشركات لتصبح قادرة على منح الفرنشايز، والتوسع والانتشار محليًا وخارجيًا بشكل فعال وناجح على يد الخبير البريطاني إيوان فريزر وفريق عمل “وكيل”، علاوة على صياغة ومراجعة عقود الفرنشايز، وإيجاد أفضل الفرص لعملائنا، مع إعداد دراسات الجدوى والبحوث السوقية، والتمثيل والتفاوض، وتسويق فرص الفرنشايز.
ركيزة اقتصادية
ــ ما أهمية الفرنشايز للاقتصاد الوطني ؟
يعد الفرنشايز من أهم الركائز الاقتصادية للدول المتقدمة؛ لمساهمته في مساعدة أصحاب رؤوس الأموال على الاستثمار في مشاريع ناجحة، وتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة؛ ما يساهم في خلق مزيد من الوظائف، وزيادة المنافسة بين الشركات لرفع جودة منتجاتها وخدماتها وتقديمها للمستهلك بأفضل الأسعار؛ إذ تشير التقارير إلى أن الفرنشايز شكل ٢.٥ % من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي لعام ٢٠١٦ ، كما وفر أكثر من ٧ ملايين وظيفة في الولايات المتحدة.
ويساعد الفرنشايز، الشركات المحلية على التوسع والانتشار محليًا وخارجيًا دون الحاجة إلى الاستثمار أو الإدارة وزيادة عوائد الشركات وقيمتها السوقية.
ومن أهم فوائد الفرنشايز للاقتصاد الوطني والشباب هو جلب التقنية والخبرات الأجنبية؛ ما يساهم في تطوير القطاع الخاص في شتى المجالات، وتطوير مهارات الكادر البشري الوطني الذي يتم تدريبه على يد مانحي الامتياز.
المرتبة الأولى
ــ كيف تقيِّم واقع الفرنشايز في المملكة ؟
تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في الشرق الأوسط في عدد الامتيازات التجارية بنحو ١٥ ألف امتياز تجاري؛ إذ تعد الامتيازات التجارية في المملكة أحد أكثر الطرق أمنًا للاستثمارات وأكثرها نجاحًا. وهناك ممنوحو امتيازات سعوديون يعملون بطريقه أفضل مما يعمل بها المانح نفسه؛ ما يدل على إمكانيات ومهارات المستثمر السعودي في الإدارة والتطوير، والأمثلة على ذلك كثيرة. ويعتبر الخليج العربي عمومًا، والسعودية خصوصًا أحد أهم المناطق الجغرافية لمانحي الفرنشايز في العالم.
البيئة الداعمة
ــ وكيف ترون البيئة الداعمة للفرنشايز؟
هناك شح في دعم وتمويل الفرنشايز بالمملكة، سواء من القطاع الحكومي أو البنوك. ورغم جهود بنك التسليف والادخار السعودي في تمويل بعض المشاريع، ووجود حاضنات أعمال تمول بعض مشاريع الفرنشايز، إلا أنه محدود جدًا، ويحتاج للمضاعفة مرات ومرات.
إننا نعاني من فقر في ثقافة الفرنشايز؛ لذا نحتاج لجهود في تثقيف وتوعية المجتمع، إضافة إلى ضَعف مساعدة الشركات السعودية على منح الامتياز التجاري والإشراف عليه، وقلة تنظيم معارض الفرنشايز.
وهناك مشكلة كبرى تكمن في عدم وجود قوانين وتشريعات وأنظمة خاصة للفرنشايز لحفظ حقوق المانحين والممنوحين؛ وهو ما يراه أصحاب الشركات الأجنبية عائقًا يحول بينهم وبين دخولهم السوق السعودي؛ إذ يجب أن تكون هناك تشريعات منظمة للفرنشايز لضمان حقوقهم. ونتمنى إقرار قوانين وأنظمة في هذا المجال،وبالذات فيما يتعلق بالإفصاح عن المعلومات، بعد أن طرحت وزارة التجارة مسودة لقانون الفرنشايز.
وبالرغم من ذلك، هناك تطور ملحوظ في الفترة الأخيرة في قيام الحكومة بدعم الفرنشايز وظهور العديد من المؤسسات والشركات والاستشاريين المتخصصين في مجال الامتياز التجاري، ونطمح للمزيد من الدعم لهذا المجال من جميع الجهات.
تحديات على الطريق
ــ ما أهم التحديات التي تواجه مسيرة الفرنشايز في المملكة ؟
هناك عدد من التحديات، أهمها:
ـــ إقرار قانون الفرنشايز الذي أعلنت عنه وزارة التجارة؛ إذ يعد تطبيقه أحد أصعب التحديات في الفترة المقبلة.
ــــ تخوف بعض المستثمرين ورواد الأعمال من الفرنشايز لوجود التزامات مالية أكثر من مشاريع ريادة الأعمال up Start ، رغم أن هذه الالتزامات ستكون أقل بكثير من الأضرار التي قد يواجهونها في حالة فشل المشروع.
ــــ توجه بعض الشركات إلى منح الفرنشايز دون استشارة المتخصصين؛ ما يعود بالضرر على الاسم التجاري و ممنوحي الفرنشايز والعلامة التجارية السعودية.
ـــ عدم وجود تمويل ملحوظ لمشاريع الفرنشايز من قبل البنوك وحاضنات الأعمال.
منظمة سعودية حكومية لحقوق الامتياز
ــــــ وما أهم الحلول من وجهة نظركم؟
أهم الحلول هو توجيه المزيد من الدعم من الحكومة والبنوك لقطاع الفرنشايز؛ وهو ما يتطلب تأسيس منظمة حكومية لحقوق الامتياز في المملكة، وتثقيف وتوعية المجتمع حول أهمية الفرنشايز وفوائده، وتنظيم المعارض والمؤتمرات، والمراقبة والإشراف على مانحي الامتياز، والتأكد من أنها صالحة لمنح الفرنشايز من جميع الجوانب، والتنسيق بين البنوك والراغبين في الحصول على امتيازات تجارية لتمويل مشاريعهم.
ــــ ما أهم ما يجب على المقدمين على مشروع فرنشايز ؟
ينبغي على الراغبين في دخول مجال الفرنشايز، معرفة الفرنشايز وأنواع الرخص التي يمنحها المانح، وتقييم الفرنشايز المرغوب بسؤال ممنوحي الامتياز الآخرين في المناطق التي تم منح الامتياز فيها عن طريقة تعامل المانح، وأداء الفروع الممنوحة، ومدى فاعلية التدريب، والدعم المقدم من قبل المانح، وجودة المنتجات والخدمات المقدمة من الممنوحين، والاطلاع على تقاريرهم المالية، وعمل دراسة جدوى للفرنشايز بناء على السوق المحلية، وجعل المختصين يقومون بمراجعة عقد الفرنشايز قبل التوقيع.
مقومات النجاح
ــ ما أهم مقومات نجاح مشاريع الفرنشايز؟
جودة المنتجات والخدمات المقدمة، والعلامة التجارية المعروفة، والمواقع المناسبة، وآلية التدريب والدعم من قبل مانح الامتياز، أن تكون دلائل التشغيل المقدمة للممنوح شاملة؛ وهي بمثابة كتاب إرشادات لإدارة وتشغيل المشروع يقدم من المانح للممنوح ومدى التزام الممنوحين بها.
ثم يأتي الممنوح المناسب الذي تكون لديه قدرات وإمكانيات وخبرات لإدارة وتشغيل وتطوير المشروع، والأهم هو العمل والمثابرة والاجتهاد الذي يتم من قبل الممنوحين قبل وبعد إطلاق المشروع.
ــ ما المخاطر المباشرة التي قد يتعرض لها الممنوح؟ وما نصائحك للتغلب عليها؟
ـــ عدم مراجعة عقود الامتياز من الناحية الإدارية والقانونية؛ وهو ما يترتب عليه عقوبات في حال عدم الالتزام ببعض المعايير أو التزامات مخفية قد لا تظهر لغير المختصين، وننصح بالتعامل مع محامين ومختصين في مجال الامتياز التجاري قبل التوقيع.
ـــ عدم قدرة المانح على نقل المعرفة ( how know ) المطلوبة؛ ما يترتب عليه عدم قدرة الممنوح على تقديم منتجات وخدمات بنفس الجودة، وننصح بتجربة الفروع الممنوحة للمستثمرين في مناطق أخرى ومقابلتهم إن أمكن قبل التوقيع.
ـــ عدم تجديد العقد من قبل مانحي الامتياز لوجود ممنوحين أفضل من وجهة نظرهم، وننصح بالحصول على أكبر عدد ممكن من السنوات.
ـــ عدم ملاءمة المنتجات والخدمات للسوق المحلي، وننصح بعمل دراسات وبحوث سوقية للمنتجات والخدمات المقدمة.
ــــ إلزام الممنوح بعدد كبير من الفروع في السنوات الأولى في رخصة تطوير المنطقة أو الرخصة الحصرية؛ ما يترتب عليه سنوات أكثر لاستعادة رأس المال وتشتت الممنوح، وننصح بالاتفاق على عدد معقول من الفروع في السنوات الأولى.
ـــ نقص المهارات والخبرات المطلوبة لإدارة وتشغيل الفروع من قبل الممنوحين، وننصح بأن يكون الممنوح دقيقًا في جميع المعلومات المقدمة للمانح، وعدم إعطاء معلومات شخصية أو مهنية مغلوطة.
الفرنشايز ورؤية 2030
ــ وكيف ترى مستقبل الفرنشايز في المملكة ؟
أعتقد أنه بالرغم من الأزمة الاقتصادية المترتبة على انخفاض أسعار النفط، لكن بعد طرح رؤية ٢٠٣٠ ، والقرارات والإجراءات التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة لتنمية اقتصاد المملكة، وإصلاح بنيته التحتية ، وتنويع الاستثمارات، بدأ بالفعل أثرها الإيجابي على جميع الجوانب الاقتصادية، وليس الفرنشايز فقط.
وبالنسبة للفرنشايز فقد تم بالفعل وضع مسودة لقانونه، وفي انتظار إقراره من قبل وزارة التجارة، كذلك يزداد عدد الشركات والمكاتب والمستشارين المتخصصين في الفرنشايز في السنوات الأخيرة، وأصبح هناك وعي في الشارع عن مزايا وفوائد الفرنشايز. وهناك العديد من العلامات التجارية السعودية التي تم بالفعل منح حقوق امتيازها داخليًا وخارجيًا، والتي حققت بالفعل الكثير من النجاحات، ونطمح إلى تحقيق المزيد من النجاحات مستقبلًا.
ــ بم تنصح الشباب الراغب في الحصول على مشروع فرنشايز ؟
أنصحهم بالبحث عن الفرص التي يستطيعون الإبداع فيها وتطويرها، والفرص التي يؤمنون تمامًا بنجاحها، وأخذ النصح والاستشارة من المختصين في مجال الفرنشايز، وعدم التوقيع أو دفع أي مبلغ من رسوم الفرنشايز قبل التأكد من مبالغ الاستثمار الفعلية من قبل مانح الامتياز مباشرة، ومعرفة محتوى جميع الاتفاقيات والعقود ومعرفة المسؤوليات والالتزامات التي تقع على عاتقهم والمسؤوليات والالتزامات التي تقع على مانح الامتياز من تدريب ودعم قبل وبعد تشغيل المشروع، وأنصحهم بالعمل والاجتهاد وقراءة الكثير من المقالات والكتب حول الاستثمار والإدارة بشكل عام والفرنشايز بشكل خاص.