حوارنا في هذا العدد غير تقليدي..
فلسنا نتحاور مع شخصية ريادية بارزة كما هو المعتاد، بل مع فريق عمل مكون من 3 شباب أبدعوا في تطوير تطبيقات الواقع الافتراضي حتى وصلوا إلى العالمية..
بدأوا مسيرتهم العلمية قبل ثلاثة أعوام، واكبوا خلالها التطورات الهائلة في مجال تقنية الواقع المدمج والواقع الافتراضي؛ لينجحوا في تنفيذ مشاريع لمنظمات محلية ودولية من خلال شركة “التجربة البصرية” السعودية التي أسسوها لهذا الغرض، والتي طرحت نظارة واقع افتراضي بمزايا جديدة في الأسواق العالمية، بالتعاون مع صندوق تمويل الابتكار بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وبمعايير جوجل..
إنها مسيرة ممزوجة بالإرادة والعزيمة قادها هؤلاء الشباب نتعرف عليها في هذا الحوار..
حوار: محمد فتحي
من أنتم في سطور؟
نحن فريق عمل من 3 أفراد : المهندس عبد الواحد الزايدي، يحمل ماجستير في تقنية المعلومات، والدكتور بيتر راوتك؛ باحث علمي في مركز الرؤية الحاسوبية في الجامعة ويحمل دكتوراه في الحاسب الآلي من جامعة فيينا، والمهندس محمد الزايدي؛ رائد أعمال متخصص في تأسيس الشركات الناشئة.
بدأنا في عام 2013، وواكبنا تطورات التقنية الهائلة التي شهدها مجال تقنية الواقع المدمج والواقع الافتراضي، وأسسنا شركة “التجربة البصرية”؛ حيث نفذنا عدة مشاريع لمنظمات داخل المملكة وخارجها.
ما يميزنا كفريق العمل هو التخصص في تطوير تطبيقات الواقع الافتراضي، وتمتعنا بالمهارات اللازمة لتطوير تطبيقات عالية الجودة وبكل احترافية، إضافة إلى قدراتنا الإبداعية؛ ما تبلور إلى ثلاثة اختراعات تحت التسجيل في مجال الواقع الافتراضي، جميعها قابلة لتحويلها إلى منتجات تجارية.
حدثونا عن مشروعكم العالمي؟
أسسنا “التجربة البصرية” كشركة متخصصة في تطوير محتوى وتطبيقات الواقع الافتراضي، بالتعاون مع صندوق تمويل الابتكار من جامعة الملك عبد الله للعلوم التقنية “كاوست” بعد أن فزنا في مسابقة أفضل المشاريع الريادية في مركز ريادة الأعمال بالجامعة.
ونطمح لأن نكون شركة عالمية رائدة في مجال تقنيات الواقع الافتراضي لثقتنا العالية في إمكانياتنا وقدرتنا على تحقيق هذا الهدف؛ إذ نعمل ضمن بيئة محفزة على الإبداع في الجامعة في معامل متطورة تتيح لنا تنفيذ ابتكاراتنا وطرحها في السوق، كما نسعى حاليًا إلى استقطاب استثمارات من مستثمرين لتنفيذ خطة التوسع للشركة.
ماذا عن كتاب “كن هناك” للواقع الافتراضي (BeThere Book) ، وهل هو الأول من نوعه ؟
بدأنا في تصميم وتطوير نظارات واقع افتراضي خاصة لعملائنا مع بداية إعلان جوجل عن مشروعها لنظارات الواقع الافتراضي الورقية في منتصف عام 2014 ، وواكبنا خلالها تحديث معايير مواصفات النظارات من خلال إصدارين: الأول والثاني.
ومن خلال تجربتنا وملاحظتنا للعيوب الموجودة في النظارات المتوفرة في الأسواق والمعتمدة من شركة جوجل، لمسنا الحاجة إلى تصميم نظارة واقع افتراضي جديدة؛ فوضعنا تصميمًا جديدًا وفق المعايير العالمية لشركة جوجل، تم تسجيلها كبراءة اختراع للشركة. وتتميز نظارتنا بإمكانيات مختلفة عن نظارات الواقع الافتراضي المتوفرة في الأسواق العالمية من حيث سهولة الاستخدام، والتخزين والتوزيع، وتصميمها الفريد على شكل كتاب؛ إذ تظهر النظارة بشكل مجسم بمجرد فتح الكتاب.
مزايا مبتكرة
وهل هناك تطوير للنظارة الحالية؟
نركز على تعزيز تجربة المستخدم للواقع الافتراضي، أكثر من كونها مجرد نظارة لمشاهدة محتوى وتطبيقات الواقع افتراضي. ونؤكد أن المنتج في إصداره الأول، سنضيف إليه مزايا مبتكرة في الإصدارات القادمة، وسنواصل توجهنا لتحويل براءات الاختراع الأخرى إلى منتجات لتوفيرها في الأسواق قريبًا.
مختلف الأذواق
هل تستهدفون فئة محددة لهذه التقنية؟
صممنا نظارة “كن هناك” للواقع الافتراضي لتناسب مختلف الأذواق من ؛ فلأول مرة يتم توفير محتوى مناسب للمستخدم بجانب نظارة الواقع الافتراضي، وفق خمس موديلات متنوعة: الأساسي، والتعليمي، والرياضي، والسفر، والألعاب.
ويمكن للمنظمات الاستفادة من خدمة تطوير نظارات واقع افتراضي بما يتناسب مع هوية وأهداف المنظمة ،سواء كانت تسويقية أو توعوية في قطاعات مختلفة؛ مثل السياحة والسفر، أو العقار، أو أي منظمة ترغب في توجيه رسالة لعملائها باستخدام محتوى الواقع الافتراضي. ويمكن لقطاع التعليم بالذات الاستفادة من تصميم نظارة “كن هناك” على شكل كتاب في تقديم محتوى واقع افتراضي تعليمي تفاعلي.
طلبات من دول أوروبية
ماهي الأسواق التي تطمحون لطرح منتجاتكم فيها؟
نستهدف تصدير خدماتنا ومنتجاتنا إلى الأسواق العالمية، بعد توفيرها في السوق المحلي، وقد بدأنا بالفعل توزيع المنتج لمنافذ البيع المحلية؛ إذ نتلقى طلبات الشراء عبر متجرنا الإلكتروني على الموقع www.be-there.in . وقد استقبلنا بالفعل طلبات من دول أوروبية وعربية لتوزيع منتجاتنا من خلال منافذ البيع في تلك الدول. ونعمل الآن على تقييم هذه الطلبات، واختيار من يخدم صورة المنتج، ويقدم خدمة مميزة للعملاء.
كيف تنظرون إلى المنافسة العالمية ؟
نفتخر بأن تطوير المنتج تم في السعودية، ونؤمن بأنه يستطيع المنافسة عالميًا؛ إذ نطمح من خلال توزيعه وتصديره عالميًا إلى المساهمة في برنامج التحول الوطني 2020 وتحقيق رؤية المملكة 2030، وهو ما يتوافق مع توجه المملكة لتنويع مصادر الدخل والاستثمار في شركات التقنية محليًا وعالميًا.
زيارة ولي ولي العهد
كيف ترون زيارة ولي ولي العهد لوادي السليكون بأمريكا؟
كشركة سعودية قائمة على المعرفة والابتكار في مجال تقنية الواقع الافتراضي، سعدنا جدًا بزيارة سمو ولي ولي العهد؛ الأمير محمد بن سلمان لوادي السيلكون في أمريكا، واطلاعه خلال زياراته على الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال؛ لأن اهتمام قيادات المملكة وعنايتهم بنقل التقنية الحديثة إلى المملكة يعطينا دافعًا كبيرًا للعمل على مواصلة التطوير والابتكار، ويهيئ لنا فرصًا للنجاح محليًا عالميًا.
جوائز دولية
ماذا عن الجوائز التي حصلتم عليها؟
حصلنا على عدة جوائز في عدة محافل، من بينها:
- جائزة منظمة اليونسكو العالمية لأفضل تطبيقات الجوال في مجال السياحة والثقافة.
- تصنيفنا من قبل مجلة فوربس العالمية ضمن قائمة أفضل عشر مشاريع ريادية في المملكة.
- جائزة شركة IBM كأفضل شركة ناشئة في السعودية.
وماذا عن أكبر إنجاز حققتموه؟
تتويجنا بجائزة اليونسكو من أهم الإنجازات التي حققناها، والتي أعطتنا حافزًا وثقة كبيرة في جودة أعمالنا وقدرتها على المنافسة عالميًا؛ حيث تم ترشيح أحد تطبيقاتنا من ضمن أكثر من 454 تطبيقًا من مختلف دول هيئة الأمم المتحدة من خلال لجنة تحكيم تضم خبراء تقنية ومستشارين لهيئة الأمم من جنسيات مختلفة.
شركات عالمية رائدة
وهل تواصلتم مع شركات عالمية؟
بالفعل، تواصلنا مع عدة شركات عالمية رائدة في مجال تقنية الواقع الافتراضي منذ تأسيسها؛ مثل شركة Oculus قبل أن تستحوذ عليها شركة فيس بوك في صفقة بلغت قيمتها ملياري دولار، وشركة سامسونج المصنعة لنظارات الـ Gear VR.
كذلك، لدينا علاقات مع شركات عالمية من خلال مشاركاتنا الخارجية؛ إذ مثَّل المهندس محمد الزايدي المملكة في قمة الدول العشرين لرواد الأعمال في كلٍ من المكسيك وروسيا عامي 2012 و2013 ، كما عرض الدكتور بيتر رواتك أوراق بحث محكمة في مجال تقنية الواقع الافتراضي في عدة مؤتمرات علمية متخصصة.
ونتواصل حاليًا مع شركة جوجل لتنفيذ نظارة “كن هناك” بمعايير الشركة؛ لتكون قريبًا -بمشيئة الله تعالى- من ضمن نظارات الواقع الافتراضي المعتمدة من قبل جوجل كأول شركة تحصل على هذا الاعتماد على مستوى الشرق الأوسط.
كيف يمكن الحصول على منتجاتكم ؟
نوفر منتجاتنا وخدماتنا من خلال متجرنا الإلكتروني www.be-there.in. ويتوفر محليًا مع كبار موزعي الإلكترونيات؛ مثل مكتبة جرير، وفيرجين، وميجاستور، وآي زون، وشركة أحمد عبدالواحد.
ما هي الأنظمة التي يعمل عليها كتاب “كن هناك”؟ وماهي الموديلات التي توفرونها؟
يعمل “كن هناك” مع مختلف أنواع الأجهزة، سواء أندرويد أو آي فون، أو ويندوز؛ حيث تدعم مقاسات شاشات تصل حتى مقاس 6 بوصات؛ أما فيما يخص الموديلات، فيتوفر من خلال أربعة إصدارات التعليم, والرياضة, والألعاب, والسفر.
في كل إصدار يمكن للمستخدم من خلال الباركود الموجود داخل الكتاب، الوصول مباشرة إلى مجموعة تطبيقات ومحتوى 360 بحسب ميوله ورغباته. ويعد دمج المحتوى مع النظارة مفهومًا جديدًا في عالم نظارات الواقع الافتراضي ومن هنا جاءت تسمية المنتج بكتاب “كن هناك”.