حاورها : حسين الناظر
دفعها عشقها لمصر للعودة، متسلحة بالعلم والفكر الجديد والإرادة القوية لخدمة بلدها، ولم يمنعها أنها حفيدة د.عاطف صدقي رئيس الوزراء المصري الأسبق، من أن تؤسس مشروع ريادي ناجح لإنتاج “الكب كيك ” والذي أطلقت عليه: ” نولة”؛ ما دفع البرنامج العالمي لرائدات الأعمال لاختيار ليلى صدقي- التي درست المالية بجامعة كونكورديا بكندا- سفيرة لرائدات الأعمال في مصر. تعالوا نقترب من تجربتها في عالم الأعمال من خلال هذا الحوار
ـ نعود لبدايتكم مع ريادة الأعمال و شركة ” نولة ” .. كيف كانت ؟
كانت البداية أثناء دراستي بكندا؛ حيث كنت أدرس المالية والمحاسبات. وهناك أعجبت جدًا بـ “كوب كيكز”، والذي كان موضة جديدة تشهد رواجًا كبيرًا ونجاحًا صناعيًا وتجاريًا ملحوظًا. قررت العودة لوطني مصر لإفادتها بما تعلمته من علوم وخبرات؛ ففكرت في إنتاج وتقديم ” الكب كيك ” للسوق المصري بنفس جودة الخارج. وفور عودتي أسست مصنعًا صغيرًا لإنتاج ” الكب كيك “، فكان التوفيق من الله عز وجل بتأسيس شركة ” نولة “.
ــ هل أنت راضية عما حققته من نجاحات ؟
بفضل الله، كان النجاح كبيرًا، فقد بدأنا بفرع صغير في الزمالك، ومعنا 10 عاملين. واليوم، لدينا 8 فروع ، يعمل بها 150 موظفًا، وهناك إقبال كبير على منتجات “نولة”؛ ما يعكس ثقة الناس وتقديرهم للمنتج. ومن النجاح أيضًا، أن المشروع مول نفسه بنفسه من خلال الأرباح، فبعد نجاح الفرع الأول أنشأنا الثاني، ثم الثالث، وهكذا.
ــ وما سر نجاحكم من وجهة نظركم ؟
سر نجاح ” نولة” في توفيق الله، ثم حداثة الفكرة؛ حيث كان “الكوب كيك” جديدًا في السوق المصري، فضلًا عن تطبيق ما تعلمته جيدًا، ثم دراستي المشروع لمدة عام كامل، من خلال دراسة جدوى محكمة، شملت دراسة السوق، ودراسة الذوق المصري، ودراسة المخاطر المحتملة، وعمل سيناريوهات للتغلب عليها، إضافة إلى الإدارة الجيدة، وحب العمل والتطوير الدائم والابتكار. والمنتج نفسه مرتبط بالابتكار في جميع مراحل الإنتاج، بداية من الشكل واللون والطعم، بما يتماشى مع احتياجات المستهلكين ورغباتهم، فنجاح أي مشروع يعتمد على التطوير الدائم؛ حتى يستمر النجاح .
ــ ما الصعوبات التي تعرضتِ لها ؟
عدم توافر الخبرة الكافية فى البداية، فكانت أول تجربة صعبة نوعًا ما؛ إذ كنت خارج مصر 8 سنوات. وتمثلت الصعوبة في فهم السوق وعدم وضوح التعامل مع الجهات الحكومية ومكاتب العمل، و طول الإجراءات، والوقت الطويل في التأسيس، و صعوبة الحصول على معلومات كافية لإدارة النشاط، وعدم جدية بعض الموظفين؛ نظرًا لحكمهم على المشروع بصورة خاطئة قبل تنفيذ المشروع .
ــ وكيف تغلبتِ على هذه الصعوبات ؟
في البداية، كان الاعتماد على العائلة في الحصول على التمويل اللازم للمشروع، ثم جاءت الخبرات بممارسة العمل ومطالعة كل ما هو جديد للحصول على أفضل النتائج.
ــ كيف كان دعم الأسرة لك ؟ وما أهميته ؟
أعتبر نفسي محظوظة لوقوف عائلتي بجانبي، فالدي هو قدوتي في عالم البيزنس؛ إذ يمتلك شركة ناجحة للأوراق المالية، وهو دائمًا ما يقف بجانبي؛ وذلك سر نجاحي.
ــ كيف جاء اختيارك سفيرة في يوم رائدات الأعمال العالمي ؟
بدأت القصة أثناء حصولي على دورة تدريبية تابعة للسفارة الأمريكية بالقاهرة؛ حيث تعرفت على “سارة العايد” وهي سيدة أعمال سعودية مميزة، تم اختيارها سفيرة لرائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي التي رشحتني لأن أكون سفيرة لرائدات الأعمال في مصر.
أحاسيس مميزة
ــ ما أثر هذا عليك ؟ وما المسؤوليات التي يضعها أمامك ؟
بالطبع أحاسيس مميزة ، فأن تكون سفيرًا لشبكة مميزة وكبيرة حول العالم مدعاة للفخر والاعتزاز. وفي الوقت نفسه، يزيد الإحساس بالمسؤولية عن ذي قبل. و بالطبع، زاد من واجباتي تجاه المجتمع، وبالأخص وجوب مساعدة الفتاة والمرأة المصرية لدخول مجال ريادة الأعمال؛ لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
ــ أين تقف المرأة المصرية في عالم الأعمال ؟ وما التطور الذي حدث لها في الآونة الأخيرة ؟
هناك تطور ملموس في هذا المجال؛ إذ تحظى المرأة المصرية الآن بمكانة مميزة في المجتمع بصفة عامة، وليس في عالم الأعمال فقط. وأعتقد أن المرأة استفادت من التقدم الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات ، خاصة بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ساعدت على التعلم واكتساب المهارات. وقد وصل عدد كبير من السيدات لمناصب مرموقة في الفترة الأخيرة ، ولدينا أسماء كثيرة من رائدات أعمال حققن نجاحات كبيرة في عالم الأعمال .
الثقافة المجتمعية
ــ ما التحديات التي تواجهها المرأة المصرية والعربية في عالم الأعمال ؟ وكيف نتغلب عليها ؟
أعتقد أنها نفس التحديات التي تواجه الرجل أيضًا، إلى جانب تحديات متعلقة بالثقافة المجتمعية؛ فأغلبية الرجال يفضلون الاشتغال مع مدير رجل. ومن خلال تجربتي مع ” نولة “، واجهنا نفس المشكلة؛ لأن غالبية العاملين في مجال المخبوزات رجال. ولله الحمد، كنت محظوظة لتواجد شقيقي عادل معي؛ إذ يقوم بالإدارة والتعامل مع الموظفين، بينما ينحصر دوري في التطوير.
قدرات هائلة
ــ تمتلك المرأة المصرية والعربية قدرات هائلة غير مستغلة لصالح المجتمع .. فكيف ترين حل هذه الإشكالية ؟
يجب على الجميع الإيمان بقدرات المرأة ، وتغيير الثقافة السائدة لدى المجتمع، و إتاحة الفرصة أمام المرأة للعمل فيما تحب، مع منحها الفرصة للإبداع والابتكار، وحينها ستجد إبداعًا ونجاحًا هائلين.
ــ لوحظ اقتصار نشاط رائدات وسيدات الأعمال على أنشطة معينة كالاستثمار العقاري والنشاط التجاري وبعض الأنشطة الخدمية ، كيف يمكن التغلب على ذلك ؟
ربما كان ذلك في الماضي بدافع الخوف من المغامرة ، ولعدم وجود خبرات في المجالات الأخرى. لكن الصورة الآن اختلفت كثيرًا، فمن أهم صفات المرأة، المغامرة الزائدة بدليل دخولي فى نشاط جديد بمنتج جديد غير موجود فى السوق، كانت نسبة نجاحه ضئيلة.
تعرفت من خلال عضوية لجنة المرأة بالغرفة التجارية المصرية على مجموعة مميزة من سيدات الأعمال مثل د. سحر منير وشيرين عبدالباقي و زينب سمير وحنان خليل ونورا فارس وغيرهن، يعملن في مجالات متنوعة وحققن كثيرًا من النجاحات .
جائزة وزارة البيئة
ــ حصلت على جائزة ” وزارة البيئة ” في مجال المسؤولية المجتمعية .. كيف تحقق هذا ؟ وما أثره عليكم ؟
حصلت على جائزة من وزير البيئة كأفضل شركة مكتب التزام بيئي لجهودنا في مجال التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية ومشاركتنا في مسابقة أعمال رائدة لتحقيق التنمية المستدامة .
كل ” الكيكز” المتبقية آخر النهار، نرسلها يوميًا إلى جمعية رسالة؛ لتوصيلها لدور الأيتام – هذه الفئة الغالية علينا جميعًا- ما يعني وصوله طازجًا. كذلك، نهتم بطلاب المدارس من سن 13 – 18 سنة، ونستقبلهم في فترة الإجازة الصيفية، وإتاحة فرص لتدريبهم وتوفير فرص عمل بالشركة.
ــ كيف يمكن الارتقاء بريادة الأعمال محليًا وعربيًا من وجهة نظرك ؟
من خلال الاتحاد ومساعدة بعضنا للآخر، واكتساب معلومات جديدة. والأهم؛ هو التشبيك من خلال التعرف على شخصيات جديدة، وإقامة جسور تواصل مفتوحة معهم.