بقلم: عبد العزيز العطيشان
إن أخطر ما يهدِّد نجاح أي مشروع هو اليأس والاستسلام للعقبات التي تواجه المشروع.. واليأس مرادف للانتحار، ولهذا يجب ألا ينكسر صاحب المشروع أمام تجارب الفشل وألا يترك مجالًا لليأس للتسلل إلى داخله لقوله تعالى: (إِنَّهُ لَا يَيْأَس مِنْ رَوْح اللَّه إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ)، بل يدرك أنه ما من مشروع إلا وتواجهه مصاعب وعقبات يسعى لتذليلها، وإلا ما رأينا مشروعًا واحدًا ناجحًا. لذلك نجح أديسون أشهر المخترعين في الحصول على لقب أشهر المخترعين؛ إذ زادت مخترعاته على الألف.. وكذلك قضى المخترع “سينجر” عمره في اختراع ماكينة الخياطة منها نحو عشرين عامًا يفكر في اختراع قطعة لهذه المكينة.
ويحثنا النَّبيّ محمد صلى الله عليه وسلم على ترك التَّواكل وعدم اليأس حتى آخر لحظة في عمر المسلم في قوله: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فَسيلة- النَّخلة الصَّغيرة- فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل”. وينبغي على صاحب المشروع الناجح ألا يشتت جهوده بين عدة مشروعات في وقت واحد؛ إذ لا يدرك النجاح في أي منها إلا إذا وضع لكل منها الرجل الحاذق الذي يستطيع إدارتها بنجاح، لذا من الأخطاء التي يقع فيها صاحب المشروع أنه يبدأ في أكثر من مشروع كبير في الوقت نفسه. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن التفكير بإيجابية يساعد رواد الأعمال في إيجاد الحلول الخلاقة للتحديات الشائكة التي تواجههم؛ إذ يمكن لرائد الأعمال أن يتعلم دائمًا كيفية تحقيق النجاح بإيجاد طرق جديدة في إنجاز العمل؛ لأن النظرة الإيجابية تجعل الناس يقبلون على منتجاتك وطلب خدماتك. ثم يقوم هؤلاء في المقابل بترشيحك لآخرين يساهمون في نجاح جهودك. لذا عليك أن تطلق لخيالك العنان لاستكشاف كل الزوايا والحلول ولا تختلق الأعذار أبداً, بل ابحث عن الحلول الممكنة لمشكلاتك مستعينًا بالبساطة عند التفكير في الأمور وهو ما يوقد خيالك.