الريادة هي تقدم الصفوف والصدارة، وهي القمة للمتميزين، وأدوات التميز في ريادة الأعمال تتراوح ما بين الإبداع eneativity أو الابتكار Innovation أو الاختراع Invention.
فما معنى المصطلحات وثيقة الصلة بريادة الأعمال، ولنبدأ بالقمة:–
الاختراع هو “صنع” شيء لم يكن يصنع من قبل، والفرق بين الاختراع والاكتشاف أن الأخير (الاكتشاف) هو “معرفة” شيء لم نكن نعرفه، وبذلك لا يتضمن الاكتشاف عملية الصنع أو الإنتاج.
أما الابتكار Innovation فيرتبط بالتطوير من خلال حلول Solution أو طرق أو تقنية لظهور مشاريع أو عمليات أو خدمات جديدة أي أن الابتكار يتضمن أفكارا جديدة New Idea لإنتاج أعمال جديدة New Business، وعادة ما يكون الابتكار هو تطوير القائم، بينما الاختراع ما بين الاختراع والابتكار، وأوضحت أن من بين نحو مليون براءة اختراع تسجل سنوياً دوليا هناك 34% منها فقط اختراعات جديدة تماما و66% عبارة عن ابتكارات بالتطوير أو الإضافة على اختراعات سابقة.
أما الإبداع فيعني التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة ويتضمن عادة الجدة والأصالة وإثارة الدهشة، كما يرتبط عادة بالأداء مثل فن التمثيل أو الغناء أو الفنون التشكيلية أو العزف أو الرياضة وكلها أنشطة مألوفة، وممارستها بالجدة والأصالة وإثارة الدهشة بطريقة غير مألوفة هو ما يسمى “الإبداع”.
وحتى لا تخضع الاختراعات والاكتشافات والابتكارات والإبداعات للصدفة مثلما “اكتشف” نيوتن قوانين الحركة والديناميكا من “تفاحة” سقطت من الشجرة بالصدفة، أو مثلما اكتشف” أرسميدس” قوانين الطفو بالصدفة أثناء جلوسه في حوض الاستحمام، وحتى لا يكون الاختراع والابتكار قصراً على الموهوبين تطورت العلوم لتصبح معارف (المعارف علوم نزلت من الكتاب والكراسة تمشي بين الناس تراها وتجربها وتتأكد من صحتها)، وجاء عصر ما بعد الصناعة (لم ولن ينتهي عصر الصناعة) وهو عصر ثورة المعلومات، وانتشرت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ITC وتضاعف حصيلة المعرفة العالمية، بحيث أصبح إنتاج العالم في السنة الواحدة من المعرفة يساوي إنتاج عشر سنوات من نهايات القرن العشرين.
وبزيادة حجم المعارف (أي حصيلة إنتاج العالم من البيانات والمعلومات والعلوم التي تم تجربتها واختبارها والاختراعات والابتكارات السنوية) تضخمت الثروة المعرفية العالمية، فظهر علم إدارة المعرفة ليتمعن الباحثين والدارسين من الوصول إلى المعارف المطلوبة بسهولة.. ومن بين المعارف المتراكمة جاءت معارف قادرة على تحقيق قيمة مضافة أي توليد ابتكار أو ابتكار أو اختراع وبذلك أصبحت “المعرفة” مصدراً آخر للاختراع والابتكار والإبداع إلى جانب المصدر البشرى من الموهوبين المخترعين والمبتكرين والمبدعين.
لقد أهدى علم “إدارة المعرفة” البشرية، فرصة توليد اكتشافات واختراعات وابتكارات وإبداعات من المعرفة، وسمي هذا النوع من المعرفة القادر على تحقيق “قيمة مضافة” باقتصاد المعرفة.. وهو الاقتصاد وأين نحن منه، ربما يحتاج الأمر إلى حديث آخر، وموعد جديد نلتقي فيه.