يهتم بعض المستثمرين في هذه الأيام، بالشركات التي يقع اختيارهم عليها لاستثمار أموالهم فيها. ومع ازدياد عدد المستثمرين، لم يعد الاستثمار يعني مجرد تحقيق الهدف بمبيعات أعلى، بل ظهرت فئة من المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار فقط في الشركات التي تهتم بالبيئة و المجتمع ككل. وهذا يعني أنّهم يتجنبون الاستثمار في أسهم التبغ، وشركات الدفاع، ومنتجى البترول، وصنّاع السلاح على سبيل المثال لا الحصر.
يتهافت المستثمرون -أصحاب الوعي الاجتماعي- على الشركات التي تؤمن بالبيئة، لكونها عاملًا مهمًا في لعب دور فعّال في دعم المجتمع. وصحيح أنّ الاستثمار كمسؤولية اجتماعية يهتم بدعم المجتمع ، لكنه قد لا يحقق مردودًا ماليًا كبيرًا.
ويرى مؤيدو الاستثمار- كمسؤولية اجتماعية- أنّه إذا كانت الشركة تهتم بالمجتمع أو البيئة؛ فمع مرور الوقت سوف تكلل جهودها بالحصول على سعر متزايد للسهم، فبقيامها بإعادة التوزيع أو الرجوع إلى مجتمعها يتم دعم سعر السهم المعيب؛ وبالتالي يزداد حجم المبيعات والأرباح.
صناديق المسؤولية الاجتماعية ليست أرخص من غيرها
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فهذا يعني توقع كثير من الرسوم، ولا سيما فيما يتعلق بصناديق المسؤولية الاجتماعية SRI . لذلك تأكد من عدم التعرض للمنتجين الكبار للنفط أو الأسلحة، فإذا كنت تدفع كثيرًا لتجنب تلك الصناعات؛ فإن هامش أرباحك سيقل.
الاستثمار الاجتماعي قد أن يحرمك من مكاسب السوق
الاستثمار يعني كسب المال؛ لذا تجد رجال الأعمال الذين يستثمرون أموالهم في شركات ذات مسؤولية اجتماعية، ينتهي بهم الأمر إلى تشغيل صناعات أخرى يتم من خلالها جني الأموال ليتبرعوا منها بجزء لصالح المجتمع.
أهمية المسؤولية الاجتماعية في التسويق
تعتبر المسؤولية الاجتماعية مهمة في التسويق؛ لأن الممارسة تنطوي على تركيز الجهود على جذب المستهلكين الذين يصنعون فارقًا إيجابيًا بمشترياتهم؛ مثل التغليف القابل للتدوي، وعروض الترويج التي تنشر الوعي الاجتماعي، وتخصيص نسبة من الأرباح للمجموعات الخيرية.
وقد اعتمد العديد من الشركات، استراتجيات المسؤولية الاجتماعية قي التسويق كأدوات لمساعدة المجتمع أو إنتاج خدمات ومنتجات تدعم المجتمع. فعلى سبيل المثال، قد يطلق قسم التسويق حملة تشجع المستهلكين على شراء حزمة جوارب مقابل زوج واحد، ثم تتبرع الشركة بدورها بحزمة من الجوارب لأفراد الجيش بالخارج أو لملاجئ المشردين. وكنتيجة لهذه التبرعات، تروج الشركة نفسها كشركة مسؤولة اجتماعيًا وأخلاقيًا، والتي تجذب إلى حد كبير الزبائن المشاركين في التزامات المسؤولية الاجتماعية، والذين يريدون دعم رفاهية المجتمع.
وتسير مسؤولية الشركة جنبًا إلى جنب مع ممارسات المسؤولية الاجتماعية، فيجب أن يتمتع المدراء، والمدراء التنفيذيون، والمساهمون، وأصحاب المصالح بسلوكيات أخلاقية، وأن ينضموا إلى المجتمع في تعزيز جهود التسويق المسؤول، وألا يحتالوا بممارسات ترويج خادعة لممارسات أو منتجات صديقة البيئة إلى الزبائن؛ الأمر الذي يضر بالعلامة التجارية للشركة؛ لأن المستهلكين يستطيعون معرفة تلك الحيل.
الخلاصة
إن للاستثمار -كمسؤولية اجتماعية – مكانًا في حقائب المستثمرين، بالرغم من أنه قد يكلفهم أموالًا طائلة.وكذلك، تعد المسؤولية الاجتماعية للشركة أمرًا صعبًا للقيام به، وتزداد صعوبة إذا كان استثمارك في صندوق SRI ؛ إذ قد يحمّلك دفع أجور زائدة. ومن المهم جدًا، أنْ تدرك أنَّ التركيز على السلوكيات الاجتماعية للشركات، قد يحرمك من المكاسب المتأتية من صناعات أخرى.