إذا ما كنت تمتلك قلبًا طفوليًا وروحًا ريادية، فلديك جميع المتطلبات التي تؤهلك لبدء أحد المشروعات الخمسة الرائعة الموجهة للأطفال.
هل تتذكر ألعابك المفضلة أثناء الطفولة؟ هل تجد آراء الأطفال مثيرة للاهتمام، ومضحكة في أغلب الأحيان؟ هل تشعر برغبة ملحة في الانضمام إلى الأطفال الأكبر سنًا عندما تشاهدهم يصخبون أثناء اللعب؟.
إذا ما أجبت بنعم، فهذا يعني أنك تستمتع بالأطفال وبطريقة لعبهم، وتستمتع بمشاركتهم. يمكنك تحقيق ذلك بتأسيس مشروع يتعلق بالأطفال؛ فذلك هو التوقيت الملائم.
ومع ذلك، عليك ترتيب الأولويات، فمهما كانت خلفيتك، أو مهاراتك أو اهتماماتك، فيجب أولًا أن تفهم المشروعات المتعلقة بالأطفال، قبل أن تقرر دخول هذا المجال.
نظرة عامة
لا يعاني هذا المجال نقصًا في العملاء المحتملين له، فطبقًا لما أوردته ندوة الهيئات الاتحادية لإحصاءات الأسرة والطفل Federal Interagency Forum on Child and Family Statistics، فإن أكثر من 73 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يعيشون بأمريكا، بل ويتزايد عددهم كل عام. فمعدلات المواليد سجلت أعلى مستوياتها منذ نهاية جيل الطفرة الشهيرة للمواليد في عام 1964. وبحلول عام 2020، يُتوقع بلوغ عدد الأطفال نح 80 مليونًا؛ ما يمثل 24% تقريبًا من إجمالي تعداد سكان الولايات المتحدة.
وينفق الآباء والأجداد مزيدًا من الأموال على الأطفال أكثر من ذي قبل، لكن المثير للانتباه هو الطفرة في القوة الشرائية للأطفال.
ونتيجة لتغير الأدوار الاجتماعية والأسرية للأطفال، شهدت العقود الأخيرة ارتفاعات حادة، ليس في حجم الإنفاق المباشر للأطفال فحسب، بل أيضًا في تأثيرهم في إنفاق أسرهم. ففي الستينيات، كان تأثير الأطفال يقدر بخمسة مليارات دولار من حجم مشتريات آبائهم، أما الآن فيؤثر الأطفال في أكثر من 500 مليار دولار من حجم الإنفاق الأسري، بما في ذلك الطعام، وأدوات النظافة، ومجموعة كبيرة من الأشياء الأخرى خارج النطاق المعتاد لمنتجات الأطفال.
فكم هو حجم إنفاق الأطفال على المنتجات المتعلقة باستخداماتهم الشخصية؟
طبقًا لبحث أجرته المجلة الأمريكية للإحصاء السكاني American Demographics، فإن الأطفال من سن الرابعة إلى الثانية عشرة ينفقون ما يزيد على 40 مليار دولار، بينما ينفق المراهقون من سن 12 إلى 19عامًا 155 مليار دولار من أموالهم الخاصة.
وما من شك في أن الأموال الخاصة الأطفال زادت عن ذي قبل؛ لذا يمثلون أهداف حملات تسويقية مكثفة هائلة، ليس على شاشات التلفاز فحسب، بل أيضًا بالمدارس.
وطبقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، تنفق منطقة ماديسون أفنيو التجارية Madison Avenue ما يزيد على 12 مليار دولار سنويًا على التسويق للأطفال. ووفقًا لتقديرات الخبراء، فإن الطفل العادي يشاهد 40 ألف إعلان تجاري كل عام، كما أن الطفل العادي البالغ من العمر ثلاث سنوات يمكنه تمييز 100 رمز لعلامات تجارية.
وهذا يعني أن الأطفال أصبحوا مستهلكين وأكثر وعيًا من ذي قبل؛ لأنهم يعلمون ما هي المنتجات والألعاب المعروضة بالأسواق. ولكي تضمن أن بروز مشروعك التجاري بقوة في تلك السوق، قدم مايحتاجه الأطفال؛ ما يعنى قيامك بالبحث المكثف لتصل إلى مرادك.
تنظيم حفلات للأطفال
يتسم هذا المجال بالازدهار؛ إذ أصبحت حفلات الوصول لمرحلة البلوغ ذات شعبية متزايدة. فبالإضافة إلى حفلات أعياد الميلاد والتخرج التقليدية، أصبحت احتفالات البلوغ للذكور والإناث، وحفلات بلوغ الفتيات سن السادسة عشرة علامة على الاتجاه المتزايد نحو الاحتفال بالمعالم المهمة في حياة الأطفال.
وعلى الرغم من عدم توافر إحصاءات متعلقة بهذا السوق، إلا أن الخبراء يتوقعون استمرار هذا القطاع في النمو؛ لأن الآباء لا يقيمون لأبنائهم أعدادًا أكبر من الحفلات فحسب، بل أيضًا أكثر تكلفة.
الهدايا ومنتجات الاستحمام للأطفال
إن الاتساع المطلق لهذه الفئة، التي تتضمن كل شيء من الكتب إلى العطور، يجعل منها سوقًا واعدة.
لنأخذ فقط فئة جزئية واحدة صغيرة من هذه السوق كمثال؛ إذ ينفق الآباء ما يزيد على 80 مليون دولار سنويًا على صابون الأطفال من خلال المتاجر التي تبيع الأغذية، والأدوية، وتلك التي تقدم خصومات، وذلك طبقًا لما توصلت إليه شركة Information Resources المتخصصة في أبحاث السوق.
ادرس أيضًا قطاعًا آخر صغيرًا من السوق، وهو هدايا المواليد، فطبقًا لدائرة الإحصاء السكاني بالولايات المتحدة U.S. Census Bureau، فإن أعداد المواليد في أمريكا ثابتة عند 4 ملايين مولود تقريبًا سنويًا، فإذا قمنا بضرب 4 ملايين في عدد الهدايا الممنوحة لكل طفل، حصلنا على حجم مبشر لقطاع هدايا المواليد وحده.
وبما أن الإنفاق على الأطفال وبواسطتهم يتزايد كل عام، فمن المفترض أن تصبح هدايا الأطفال ومنتجات الاستحمام سوقًا قوية في المستقبل القريب.
الدمي والألعاب التعليمية
تقدر جمعية تصنيع الدمي Toy Industry Association حجم المبيعات السنوية لصناعة الدمي التقليدية (التي لا تتضمن الإلكترونيات؛ مثل ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية المحمولة يدويًا)، بقيمة 22 مليار دولار؛ إذ تتحقق نصف تلك المبيعات تقريبًا خلال موسم الأعياد، والألعاب التعليمية. ويعتقد مراقبو هذه الصناعة أن الجاذبية الجماهيرية لتلك الألعاب التعليمية ستستمر في الازدياد؛ إذ يستمر الآباء في بحثهم عن نشاطات إثرائية ذات مغزى لأطفالهم.
المقاسات الكبيرة للملابس
أصبحت البدانة لدى الأطفال قضية مهمة خلال العقد الماضي. وطبقًا لما أوضحته لجنة الفحص والاستقصاء للصحة والتغذية الوطنية National Health and Nutrition Examination Survey ، فإن ثلث الأطفال والمراهقين بالولايات المتحدة؛ إما يعانون من البدانة، أو على وشك أن يصبحوا بدنا، كما أصبح المواليد أيضًا أكبر وزنًا من ذي قبل؛ لذا فالاهتمام بالملابس والمعدات الموجهة للمواليد والأطفال الأكبر وزنًا سيستمر في الازدياد.
وطبقًا لدراسة حديثة أجراها قسم Packaged Facts Division من موقع Marketresearchcom، تبلغ قيمة مبيعات الملابس من المقاسات الكبيرة للسيدات والفتيات 47 مليار دولار؛ أي نحو 27% من قيمة مبيعات جميع أنواع الملابس، ونحو 40% من قيمة مبيعات ملابس السيدات والفتيات. وتبلغ قيمة مبيعات المقاسات الخاصة للرجال والفتيان البدناء وطويلي القامة 29 مليار دولار؛ أي بنسبة تزيد على 16% من قيمة مبيعات جميع أنواع الملابس، و50% من مبيعات جميع ملابس الرجال والفتيان. وليست هناك مؤشرات أن هذا السوق سيتقلص حجمه في أي وقت قريبًا.
وتقدر مجموعة NPD Group أنه بالفئة العمرية من 9 إلى 12 عامًا تكبر أحجام 31% من الفتيان و38% من الفتيات، ويرتدون مقاسات الرجال أو المراهقين أو السيدات.
وقد أشارت شركة Global Purchasing Co المتخصصة في التدريب والتخطيط الاستراتيجي لكيانات البيع بالتجزئة، إلى أن توافر ملابس جذابة وأنيقة ذات مقاسات كبيرة للأطفال أمر نادر، وأن كلًا من الأمهات والأطفال على حد سواء غير راضين عن الخيارات والأذواق المتاحة.
تعليم الطهي
يرغب الآباء في أن يصبح أبناؤهم ذوي دراية شاملة وأداء مرتفع عندما يبلغون، إلا أن كثيرين؛ إما أنهم لا يمتلكون الوقت، وإما لا يشعرون بأنهم مؤهلون لتعليم أبنائهم مهارات تقليدية.
لذا تزايد الاهتمام بالصفوف التي تعلم الطهي، والحياكة، والنجارة وحتى السلوكيات الاجتماعية السليمة؛ حتى أصبح لصفوف ومنتجات الطهي المخصصة للأطفال شعبية خاصة.
وقد أدى أيضًا الانتشار السريع لبرامج الطهي على شاشات التلفاز والتركيز مؤخرًا في المؤسسات التعليمية على الصحة والطهي- كرد فعل على تفشي البدانة بين الأطفال- إلى زيادة أعداد الأطفال الذين يهتمون بتجربة عالم المطبخ. وطبقًا لشبكة Food Network التلفزيونية، فإن الطهاة الذين يظهرون على شاشة التلفاز؛ مثل “ريتشل راي” غالبًا ما يجتذبون عددًا من المعجبين من الأطفال في سن ما قبل المراهقة أكبر ممن تُراوح أعمارهم بين 35 و45 عامًا وذلك في المحافل العامة.