حبه للرياضة وحرصه على الطعام الصحي، قاده مع شريكه لتأسيس العلامة التجارية ” لين ميلز” كأول مطعم للوجبات الصحية للرياضيين بالمملكة. وحرصًا على التميز، دعم دراسته للهندسة الصناعية بدبلوم متخصص في التغذية الرياضية؛ ما ساعده على تحقيق نجاح مميز في أقل من عامين..
من خلال هذا اللقاء نتعرف على تجربة رائد الأعمال فهد الشدي؛ الرئيس التنفيذي؛ الشريك المؤسس لمجموعة “لين ميلز”…
حاوره حسين الناظر
ــ كيف كانت بدايتك مع ريادة الأعمال ؟
أي عمل تجاري مميز يرتبط دائمًا بحل مشكلة موجودة، أو فكرة جديدة ينتج عنها ابتكار يغير مجرى السوق. بالنسبة لنا -كمهتمين في عالم الرياضة والتغذية الصحية- كانت المشكلة في إهدار الوقت والجهد في تجهيز الوجبات الصحية في المنزل، وعدم وجود بدائل بالسوق، فكانت البداية بفكرة مطعم وجبات صحية سريعة التحضير، توفر الوقت وذات قيمة غذائية عالية ومحسوبة السعرات الحرارية، بحيث تحقق هدف أي رياضي مهتم بالغذاء الصحي، وخاصة الغني بالبروتين والعناصر الغذائية الأساسية.
علاقة مباشرة
ــ ما العلاقة بين دراستك وريادة الأعمال ؟
بالطبع، الدراسة مفيدة جدًا، فقد ساعدتني “الهندسة الصناعية” في عملي كثيرًا، فالعلاقة بينهما علاقة مباشرة؛ إذ تهتم بالإنتاج في أسرع وقت وأقل جهد ، علاوة على الجودة والإنتاجية، وتقليل التكاليف التي تعد من أهم النجاح في مجال صناعة الغذاء.
شدة المنافسة
ــ لمَ اتجهت لصناعة المطاعم تحديدًا ؟
المطاعم من المجالات الصعبة شديدة المنافسة، ولكن لم يكن هناك مطاعم توفر غذاءً صحيًا موزونًا و محسوب السعرات الحرارية؛ لذلك اتجهنا لهذا المجال.
ــ وكيف وفرت التمويل اللازم للمشروع؟
التمويل كان شخصيًا من خلال أعمال تجارية سابقة.
بدأنا من الصفر
ــ وماذا عن التحديات الأخرى ؟
كثيرة جدًا، أهمها أنه لم يكن لدينا خبرة في مجال تشغيل المطاعم بشكل عام، فبدأنا من الصفر بهذا المجال، علاوة على تحديات التأسيس وإصدار الرخص، وتوفير العمالة التي استغرقت منا وقتًا وجهدًا كبيرين، بلغت قرابة عامين لبدء المشروع.
– وكيف تعددت الفروع ؟
بتوفيق الله أولًا، ثم إقبال العملاء، وسرعة انتشار المطعم؛ ما ساهم بشكل كبير في زيادة الدخل؛ وبالتالي تعددت الفروع و الخدمات.
أول مطعم متخصص
ــ التميز في ظل المنافسة أمر صعب للغاية، فكيف واجهتم ذلك؟
تميزنا كان بالأسبقية؛ كون “لين ميلز” أول مطعم متخصص في هذا المجال، علاوة على اهتمامنا بكافة التفاصيل، وتوفير العوامل التي تساعد الشخص على توفير نمط حياة صحي من خلال توضيح السعرات الحرارية بالوجبات، وتوفير ميزان للعميل لاختيار العناصر الغذائية بما يناسب احتياجه، والاهتمام بالإنتاج والخدمات والجودة.
رخص الفرنشايز
ــ هل بدأتم في المنح بنظام الفرنشايز؟
وصلنا طلبات كثيرة جدًا للحصول على الفرنشايز من جميع مدن المملكة، لكن لم نبدأ حتى الآن، بل ليس هناك نية لذلك على الأقل في الوقت الحالي؛ لقناعتنا بأنه يجب قبل ذلك تأسيس قواعد أساسية صلبة للعلامة التجارية، وتوفير شروط تضمن لأي عميل نفس الجودة والخدمة الحالية؛ إذ نتبع في “لين ميلز” دائمًا سياسة السرعة وليس التسرع.
-هل توفرون خدمة التوصيل للمنازل ؟
نعم يوجد نظام إلكتروني متكامل للاشتراكات، يختار فيه العميل وجباته وعددها ونوعها بالتفصيل، و يتم توصيلها لمكانه يوميًا.
ــ ولماذا اتجهتم للاستثمار في المطاعم الصحية والرياضية ؟
حبنا وشغفنا وخبرتنا في هذا المجال. والأهم من ذلك، حل المشاكل التي تواجه الرياضيين والمهتمين بالصحة.
ــ وكيف ترى مستقبل هذا القطاع الواعد؟
تهدف رؤية 2030 إلى زيادة عدد ممارسي الرياضة من 13% إلى 40% ؛ ما يعني اهتمام القيادة العليا في الدولة بهذا المجال، وزيادة الوعي لدى الفرد من خلال انتشار النوادي الرياضية، واهتمامه بالتغذية الصحية؛ مايدل على مستقبل واعد لهذا القطاع الحيوي.
ــ كيف نجحتم في فرض اسم علامتكم التجارية في السوق؟
بناء استراتيجية لمدة 10 سنوات قادمة مقسمة على مراحل مكتوبة، وتحديد أهداف واضحة، والتركيز على التسويق بشكل مباشر وغير مباشر، سواءً من خلال الفروع أو التجمعات والمهرجانات الصحية و الرياضية.
ــ ما التحديات التي واجهتكم في تنفيذ المشروع ؟
كثرة الطلب بالبداية سببت لنا مشاكل في الإنتاج والتشغيل، فكانت ساعتين إلى ثلاثة كفيلة لإغلاق المحل في البداية لكثرة الطلب.
ــ وكيف تغلبتم عليها ؟
بالتفرغ التام للمشروع، والاستثمار بالموظفين من خلال الحوافز، وتوفير مطبخ مركزي متكامل ومنفصل لزيادة الانتاج.
ــ كيف نجحتم في بناء قاعدة من العملاء المخلصين؟
التركيز على المهمة الرئيسة؛ وهي توفير الوجبات التي تساعد العميل على توفير نمط حياة صحي، و الاهتمام بخدمة العملاء والتواصل المباشر معهم، وجعلهم عنصرًا أساسيًا في اتخاذ قرارات التطوير.
ــ لكن كسب رضا العملاء صعب للغاية!
العملاء هم أساس هذا النجاح، ورضاهم غاية وواجب علينا تحقيقه، فضلًا عن أن التواصل المباشر معهم ساهم بشكل كبير في ذلك. والأهم؛ الإنصات لمطالبهم وتنفيذ اقتراحاتهم، وسرعة الاستجابة لشكواهم وملاحظاتهم.
مطبخ مركزي متكامل
ــ وكيف تصف النجاح الذي تحقق حتى الآن؟
نملك حاليًا فرعين، وجاري العمل على الفرع الثالث، كما تم إنشاء مطبخ مركزي كبير متكامل للتوزيع للمشتركين، و”فود ترك” لخدمة بعض المناطق التي لا يوجد فيها فروع، و10 نقاط بيع بالرياض وجاري العمل قريبًا جدًا لزيادتها إلى 20 نقطة بيع بنهاية 2018 بإذن الله.
ــ وما سر هذا النجاح برأيك ؟
أهم أسباب النجاح؛ التعاون بيني وبين شريكي الدكتور أحمد ناظر؛ كوننا في المجال نفسه ، ولدينا الاهتمامات نفسها.ولا يوجد سر واحد لنجاح “لين ميلز”، بل أسرار كثيرة؛ أهمها خدمة العميل، والتواصل معه مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاهتمام بالجودة والتشغيل، وتغيير مفهوم الأكل الصحي من ناحية الاهتمام بالطعم، وإنشاء مطبخ مركزي لتوزيع الوجبات، والاهتمام بنظافتها من خلال التعاون مع شركات السلامة الغذائية ، والاشراف المباشر على العمل والتفرغ له.
نجاحات متواصلة
ــ وهل راضون عما تحقق من نجاحات ؟
الحمدلله، ففي أقل من عامين، ارتفع عدد الموظفين من 4 الى 120 موظفًا و 4 إدارات أساسية، ومن فرع صغير إلى فرع آخر أكبر بـ 4 أضعاف، ومطبخ مركزي بحجم الفرع الأول 3 مرات، ومستودع مستقل، ومكتب وإدارة مستقلة خاصة بخدمة الاشتراكات، و 10 نقاط بيع متوزع بمدينة الرياض، وفود ترك خاص للمناسبات والمناطق الي لم نصلها بعد، وتوقيع شراكات استراتيجية مع عدة جهات، وأخيرًا التعاون مع كثير من الشركات لتوفير الوجبات و توصليها.
ــ كيف يمكن تأسيس علامات تجارية وطنية تنافس محليًا ودوليًا؟
الإيمان والثقة والعمل، ركائز أساسية لتأسيس أية علامة تجارية طموحة تنافس محليًا ودوليًا. والسوق مليء بالكوادر الوطنية القادرة على ذلك، ولا ينقصها شيء سوى الإيمان بقدراتها.
ــ بمن تأثرت، ومن قدوتك في عالم الأعمال؟
التأثير مفهوم نسبي، وكون الشخص يسمع وينصت لأي شخص ناجح في مجاله؛ سيؤثر عليه بشكل إيجابي في التعلم والاطلاع وزيادة الخبرة، ولا يوجد شخص بعينه ولكن بالتأكيد قرأت كثيرًا عن قصص نجاح محلية وعالمية استفدت منها.
نصيحتي للشباب
ــ بم تنصح للشباب؟
التركيز على الهدف وكتابته، وتسخير كل الطاقات له من علم وعمل، وفوق ذلك الصبر، ولا يوجد تعب دون مقابل، ولا إنجاز بدون تضحية.
ــ ماذا عن خططك المستقبلية ؟
نأمل أن نكون روادًا في صناعة الأغذية الصحية، والتوسع بشكل عام، وزيادة عدد الفروع ونقاط البيع، والتوسع في الخدمات و خاصة الإلكترونية منها؛ مثل خدمة التوصيل للعملاء، وتحديد الباقات والوجبات بالتفصيل حسب طلب العميل. ودائمًا ما نتبع منهجية السرعة وليس التسرع، خاصة في مجال شديد الخطورة كالمطاعم.