يسود العالم اليوم، قلق متزايد من احتمالات وشيكة لنفاد واختفاء مصادر الطاقة التقليدية. ويزداد هذا القلق، بعد أن أثبتت الدراسات والبحوث أن مصادر الطاقة المستخدمة حاليًا، تقود العالم إلى كوارث كبيرة بدأت آثارها ونتائجها تتوالى.
وأهم هذه الانعكاسات ما يُسمَّي بتأثير الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتناقص الأوزون في طبقة الجو الوسطى؛ ما يؤدي إلى زيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية الساقطة على الأرض، وتفشي الأمراض.
أضف إلى ما سبق، حدوث تغيرات في طبقة الجو السفلى الملامسة لسطح الأرض وما يصاحبها من ظواهر؛ مثل كثافة الضباب الناتج عن التفاعلات الكيميائية الضوئية والأمطار الحمضية، والملوثات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري والخشب والفحم بكميات أكبر من الملوثات الغازية؛ ما يضر بالإنسان والبيئة، ويؤثر على جميع أشكال الحياة على الأرض.
وكنتيجة طبيعية لهذه الإشكالات، بدأ العلماء يفكرون في توفير مصادر طاقة متجددة ونظيفة وآمنة؛ فاتجهوا إلى الطبيعة عبر استخدام طاقة متجددة مستمدة من موارد طبيعية لا ينشأ عنها مخلفات ضارة بالإنسان وبيئته، كما لا ينتج عنها أي تلوث.
أهم هذه المصادر، الطاقة الشمسية التي تُعد الطاقة الرئيسة في تكوّن مصادر الطاقة، وطاقة الرياح، وطاقة المد والجزر والأمواج، والطاقة الحرارية الجوفية، وطاقة المساقط المائية، وطاقة البناء الضوئي، والطاقة المائية للبحار والمحيطات.
إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى تسخير كل الجهود لدعم وتطوير مصادر الطاقة المتجددة واستغلالها؛ لتكون مصدرًا للدخل؛ عبر التّرويج لها ودفع الحكومات والشركات الكبرى لاستغلال تلك المصادر، على الرّغم من الصعوبات التي تواجه كيفيّة استغلالها، أبرزها التكلفة العالية، وعدم توفّر الآليات والتّقنيات اللازمة، لكن مميزات وخصائص مصادر الطاقة المتجددة تؤهلها كبديل مهم لمصادر الطاقة التقليدية المستخدمة اليوم؛ إذ تتوافر في كافّة أنحاء العالم، كما أنها صديقةً للبيئة، و قابلةً للتجدّد،ويسهل استخدامها بالاعتماد على تقنيات وآليات بسيطة، كما أنّها اقتصاديّة جدًا، وعامل مهم في كافّة المجالات، وتساعد على خلق فرص عمل جديدة.
لقد أثبتت التجارب -من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي نفذت في العديد من دول العالم- نجاحًا هائلًا في القضاء على المشكلات التي تصاحب عمليات استخدام الطاقة غير المتجددة؛ حتى إنَّ هناك اتجاهات للتوسع في مشاريع وبرامج الطاقة المتجددة من أجل عالم نظيف وصحي؛ حيث آن الأوان لتعميم مشاريعها؛ ما يقلل من التوتر الناتج عن الحديث عن احتمالات حدوث أزمة طاقة مستقبلًا.
وإذا كان هناك أكثر من 60 دولة تخطط للاستثمار في هذا المجال، فإن مصادر الطاقة المتجددة في المملكة تتوافر بشكل مشجع؛ حيث بدأ القطاع الخاص السعودي يهتم بالاستثمار في هذا المجال؛ وهو ما يتطلب جهودًا أكبر من جميع القطاعات لضمان الريادة في منطقة الشرق الأوسط؛ لضمان توافر مصادر طاقة متجددة تحوِّل أسلوب حياتنا وطريقة معيشتنا إلى عالم خالٍ من التلوث.