شئ ما يدفعني مرارًا للتمعن في قراءة نص رؤية 2030؛ ففي كل مرة أكتشف جوانب مضيئة تبعث على الأمل، وتزيد من الحب والثقة في قادة هذا الوطن ــ حفظهم الله ــ وتبشر بمستقبل مزدهر لوطن اصطفاه الله- عز وجل- وجعله مقر بيته الحرام، ومولد نبيه المختار صلى الله عليه وسلم.
ولعل أبرز ما جاء بالرؤية، هو اهتمامها بالشباب؛ مستقبل الأمة، وقوتها، وركيزة نهضتها، ورفعتها، فقد ألتفتت العين البصيرة إلى ما حبانا الله به من ثروة تفوق ثروات الدنيا ؛ فالمجتمع السعودي مجتمع شاب؛ إذ يقل عمر 70% من أفراده عن 30 سنة؛ الأمر الذي يعطيه تفردًا، قلما نجده في كثير من دول العالم، ولا سيما المتقدم منها.
وإذا ربطنا هذا بما نعيشه في عصرنا من تقدم علمي وتكنولوجي من نتاج العقل البشري، الذي صنع ما عُرف باقتصاد المعرفة القائم على تعظيم الاستفادة من العقول الشابة، وما تنتجه من إبداعات وابتكارات يتم ترجمتها إلى ثروات بمليارات الدولارات .
ومن قدر الله، أن تأتي الرؤية نتاج عقلٍ مبدعٍ وطموح متِّقد لأحد رموز شباب المملكة؛ وهو الأمير محمد بن سلمان؛ ولي ولي العهد، الذي يمثل جيل المستقبل، والذي نجح في إيقاظ الهمم، وبعث الروح، وإشعال الطموح؛ ليعمل الجميع معًأ من أجل بناء السعودية الحديثة التي تليق بالمملكة، وريادتها، ومكانتها العريقة بين الأمم.
وإذ تحدثنا بلغة الأرقام، فسنجد أن الشباب بالفعل هم هدف الرؤية وأكبر المستفيدين منها، وهم اللاعب الأساسي في تنفيذ مخططات الرؤية وبرامجها، فبحلول عام 2030 سيتضاعف الناتج المحلي الإجمالي؛ ما ينتج عنه زيادة دخل الأسرة السعودية بنسبة 60%، وتوفير نحو 6 ملايين فرصة وظيفية، بحسب تقديرات معهد ماكينزي؛ الأمر الذي سيقلص نسبة البطالة من 11.6٪ إلى 7٪ ؛ أي بما يقارب النسبة العالمية، وهذا بالطبع من نصيب الشباب السعودي والأجيال القادمة.
ولاشك في أن النصيب الوافر سيكون لرواد الأعمال؛ وهو ما يعكسه اهتمام الرؤية بريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحتل مكانة متقدمة في جدول الأولويات ؛ إذ من المتوقع أن تشهد نموًا متزايدًا، يستهدف زيادة مساهمتها في الناتج المحلي إلى 70٪؛ من خلال حزمة إصلاحات، تتضمن تحسين بيئة الاستثمار في تلك المشاريع، وتسهيل الإجراءات والأنظمة المعمول بها لاستخراج التصاريح اللازمة للعمل، وتسهيل إجراءات التمويل ورفعه لتلك المشاريع من 5٪ إلى 20٪ ، وزيادة مخصصات تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى نحو 600 مليار ريال.
هذا يعني فتح مجالات لاحصر لها من الفرص الواعدة أمام الشباب للاستثمار، وفتح مشاريع جديدة في جميع المجالات، التي هي في حاجة ماسة لإبداعات الشباب، ولم يبق إلا أن يتهيأ الشباب لاقتناص الفرص الواعدة، التي ستحملها رياح التغيير، التي بدأت تهب بالخير على وطننا، وتحمل معها الخير الوفير، والمستقبل الواعد الذي يليق بالشعب الكريم وقيادته الواعية.