جرت عادتنا على إجراء حوار مع رائدات أعمال ناجحات، نقدم تجاربهن الناجحة لتقتدي بهن من يردن دخول مجال ريادة الأعمال، لكن في هذا العدد حاورنا رنا الدبيان؛ مديرة شئون سيدات الأعمال بغرفة القصيم؛ فسألناها عن حجم المشاريع النسائية ونوعيتها، ومدى تأثير تكرارها، وسبب انحصارها في مجالات محددة، و دور الغرفة في مساعدة رائدات الأعمال ، وما تواجهه رائدات الأعمال من تحديات…
حوار: محمد فتحي
من هي رنا الدبيان في سطور؟
رنا بنت عبدالله الدبيان: مديرة شئون سيدات الأعمال بغرفة القصيم منذ عام 2008 م، وعضو مجلس كلية التقنية للبنات عام 1435هـ ، وعضو الجمعية السعودية للإدارة عام 1427هـ، وعضو الجمعية السعودية للتمويل والاستثمار بالقصيم 1435هـ، ومقرر مالي للجنة مقابلات معهد ريادة الأعمال الوطني 1432 هـ. حاصلة على بكالوريوس مال واستثمار، ودبلوم تربية عامة، ومدربة محلية ودولية، وأحمل كثيرًا من شهادات التدريب والتطوير. متزوجة، وبارعة في استخدام الحاسب الآلي وصيانة الجوال.
المشاريع النسائية
ما حجم المشاريع النسائية ونوعيتها بالقصيم؟
تندرج نوعية و حجم المشاريع النسائية في المنطقة تحت إطار المشاريع الصغيرة؛ حيث يمثل النشاط الخدمي- كالمشاغل النسائية والمطاعم والكوفي شوب- النصيب الأكبر في الاستثمار، يليها قطاع المقاولات والعقارات، والمراكز التجارية والحرف اليدوية ومدارس ومعاهد التعليم .
إلى أي مدى ترين تطور المشاريع الصغيرة والمتوسطة لرائدات الأعمال؟
بعد افتتاح فروع نسائية لصناديق الدعم الحكومية التي تقدم الدعم المادي و التمويلي للمشاريع، زادت نسبة الإقبال على مشاريع دراسة الجدوى وبرامج تطوير المنتج و غيرها؛ حتى أصبح هناك جيل نسائي واعٍ، يشارك في التنمية، ويقترح الحلول اللازمة للارتقاء بقطاع الأعمال، وزيادة حجم المستثمرات في هذا القطاع.
هناك تكرار للمشروعات النسائية، مع انحصارها في مجالات محددة؛ ما حال دون تميزها، فما تعليقك ؟
أتفق معك إلى حدَ ما في الشق الأول من السؤال بوجود التكرار، لكن مع تميز وتغيير نوعي ملحوظ يشهد عليه سوق العمل، خاصة بعد أن أصبح هناك دورات تدريبية لرفع القدرات وتطوير المهارات.
حكومة إلكترونية
هل ضعف حضور المرأة في سوق العمل يرجع للقوانين والبيروقراطية، أم إلى العادات والتقاليد ؟
غير صحيح أن ضعف حضور المرأة في سوق العمل مرجعه القوانين و التشريعات، فالدولة تتجه بشكل قوي إلى تأسيس حكومة إلكترونية؛ لتسهيل و تبسيط التعاملات. وبالنسبة لمنطقة القصيم، فصحيح هناك قطاعات وجهات لا يوجد فيها فروع أو مكاتب للخدمات النسائية، لكن مع ذلك فقد وضعت بوابات خاصة لخدمة المراجعات وسيدات الأعمال بشكل يحفظ خصوصيتها, علاوة على أن أكثر الإجراءات الحكومية اليوم باتت إلكترونية لا تحتاج إلى مراجعة الدوائر والمصالح الحكومية؛ ومنها خدمة “أبشر”، و”التأمينات أون لاين”, وإصدار السجل التجاري إلكترونيًا وغيرها.
ملتقى شابات الأعمال
ماذا عن ملتقى “شابات الأعمال الثاني” الأخير، وما دوره في الارتقاء بهذا القطاع، وما دور المعارض النسائية في زيادة الحراك السياحي ؟
ملتقى شابات الأعمال الثاني امتداد لملتقى ومعرض المستثمرة الذكية الأول, هدفه جمع شابات الأعمال تحت سقف واحد لتبادل الخبرات، ونشر التجارب الناجحة، وتطوير الأفكار، وتجاوز العقبات التي تواجهها في سوق العمل؛ حيث تضمَّن برنامج فعاليات ملتقى هذا العام إنشاء عيادة المشاريع ومشاركة مستشارة في الشئون القانونية، بالإضافة إلى جلب رائدات أعمال من خارج المنطقة يقدمن أفكارًا جديدة ومناسبة لشابات المنطقة وبيئتها الاجتماعية. وقد شارك هذا العام شخصيات اقتصادية لها باع في العمل التجاري من الكويت و الإمارات والبحرين .
تأهيل جيل جديد
وما هدف الملتقى شابات الأعمال ؟
ملتقى شابات الأعمال أحد مشاريع و برامج غرفة القصيم المسندة إلى مركز سيدات الأعمال التابع لغرفة؛ حيث يهدف إلى تأهيل جيل جديد من شابات الأعمال السعوديات؛ لتمكينهن من العمل لحسابهن الخاص. ويكتسب أهميته من خلال نشر ثقافة العمل الحر وتشجيع الشابات للاعتماد على أنفسهن، وإقامة مشاريعهن الخاصة. و يركز الملتقى على مجموعة محاور مثل: دعم ريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة, والابتكار من منظور ريادة الأعمال، ومجالات استثمار المرأة، والعمل من المنزل.
برامج تدريب متقدمة
بالتأكيد، هناك برامج تدريب وتأهيل ودعم لسيدات الأعمال اللاتي كن في الملتقى، فماذا عنها ؟
نفذ الملتقى عددًا من الدورات التأهيلية، وورش العمل التدريبية ومنها “حددي عثرة مشروعك”، و”كيف تحولين فكرتك لمشروع”، و”الاحترافية في كتابة السيرة الذاتية”، و”مهارات إدارة المشروع”، و”دراسة جدوى المشاريع الناشئة والصغيرة”، و”المهارات الشخصية للمستثمرة الذكية”، و”لقاءات لعرض تجارب ناجحة من خارج منطقة القصيم”.
ماذايعيق عمل مشروعات رائدات الأعمال؟
أكثر ما تعانيه سيدات الأعمال هو عدم وجود فروع نسائية في الجهات الحكومية وبخاصة في فروع وزارات: الشئون البلدية والقروية, والتجارة والاستثمار, والخارجية.
مركز سيدات الأعمال
ماذا قدمت غرفة القصيم في هذاالجانب؟
يأتي تأسيس مركز سيدات الأعمال انطلاقًا من رؤية غرفة القصيم ودورها في تنمية وتطويرالمنطقة من خلال قيادة وتنظيم أنشطة القطاع الخاص، وهي رؤية تدرك أهمية انتماء سيدات الأعمال إلى القطاع الخاص، وتؤمن بقدرة المرأة السعودية بشكل عام وسيدات الأعمال بشكل خاص على المساهمة الإيجابية في بناء الوطن والمشاركة الفاعلة في عملية التنمية، ورفع حجم الناتج المحلي الإجمالي وزيادة معدلات النمو.
وتنظم الغرفة بين حين وآخر لقاءات مع المسؤولين وصناع القرار للتباحث حو المشكلات التي تواجهها سيدات الأعمال و الاستماع إلى رؤيتهن ومقترحاتهم لمعالجتها والتخفيف من آثارها على سير أنشطتهن التجارية.
ماذا عن خطة مركز سيدات الأعمال المستقبلية للارتقاء بهذا القطاع؟
نطمح إلى تطوير ” بيئة الأعمال ” النسائية بمنطقة القصيم من خلال زيادة نسبة نمو قطاع سيدات الأعمال؛ الأمر الذي يسهم في استثمار هذا النمو وتوجيهه لصالح عملية التنمية النوعية بالمعنى العام، وتطوير اقتصاديات المنطقة على نحو خاص.