منشآت” بداية لثورة جديدة في عالم ريادة الأعمال
“حسين النمر” رائد أعمال بدرجة فنان، لم تكن المشاريع التقليدية المكررة هدفه؛ فعشقه للفن جعله يتطلع إلى المشاريع الفنية الإبداعية؛ ليصير بذلك مؤسسًا للعديد من الأعمال المتميزة، فضلًا عن عضويته في عدة مشاريع، حققت جميعها النجاح والتميز.
وللاستفادة من خبرة رائد الأعمال “الفنان”، والولوج معه إلى عالم المشاريع الإبداعية؛ كان لنا معه هذا الحوار..
بدايةً، بمَ تحب أن تعرِّفنا بنفسك؟
أنا من بيت بسيط، يتمتع جميع أفراده بحاسة التذوق الفني؛ لذا أحببتُ التصميمات الفنية.
ما أبرز مشاريعك في مجال ريادة الأعمال؟
أسست شركة “ميلانو” للمطابخ والأثاث، بالإضافة إلى عضويتي في شركة “نسمات النمر” للذهب والمجوهرات، وأحد أعضاء مبادرة “ديزاين هب” التابعة لشركه “ميلانو” للمصممات والمصممين السعوديين.
من أين جاءت فكرة شركة “ميلانو” للمطابخ والأثاث؟
بدأت وأنا في عمر الـ٢١ عامًا؛ حيث كنت جالسًا في مقهى مع عمي، وكنت أبني مسكنًا لي، ففتحنا نقاشًا عن البناء والتصميم. من هنا وُلدت فكرة “ميلانو للمطابخ والأثاث”، وبدأت بخطوات فعلية بجمع المعلومات عن هذا القطاع الغامض بالنسبة إليَّ في البداية، ثم درست السوق والمنتج قرابة ٩ شهور.
وهل عملت من قبل في هذا المجال؟
كنت أعمل في مجال تصميم المجوهرات والذهب.
تمويل ذاتي
وكيف تم تمويل المشروع؟
اعتمدت -آنئذٍ- على التمويل الذاتي لمشروعي؛ إذ مولته بنفسي، بجانب المساعدة من الأهل.
تحديات التأسيس
وما التحديات التي واجهتها في بداية التأسيس؟ وكيف تغلبت عليها؟
أكبر التحديات هو تعلُّم صنعة، أو مهنة جديدة، فكان ذلك أشبَه بالمغامرة الشرسة، في ظل سوق قوية كسوق مواد البناء، ووجود منافسين، لديهم خبرة عريضة. ومن هنا بدأت رحلة التعلم، وبناء الاستراتيجية المختلفة للسوق.
وتغلبت عليها بالمعرفة؛ من خلال الرجوع إلى المصدر الأساسي لكل شيء، وزيارة المعارض العالمية.
منح “فرنشايز”
هل تفكر في منح “فرنشايز” أم لا ترى الوقت مناسبًا؟
“الفرنشايز” هو مستقبل التوسع في رأيي؛ لما فيه من سهولة وسرعة في عالم التجارة والاستعدادات لرؤية المملكة “٢٠٣٠”، ونحن بصدد التجهيز، والبحث عن شركاء مميزين؛ للاستثمار معنا.
هل هناك مشروعات مستقبلية؟
قد يكون للترفيه نصيب من الخطط القادمة.
المشاريع الإبداعية
كيف ترى الفارق بين المشاريع الإبداعية والتقليدية؟
المشاريع التقليدية دائمًا ما تتسم أفكارها ومنتجاتها، أو خدماتها بالتكرار، وتمتلئ بها الأسواق، أما المشاريع الإبداعية فتتميز بلمسات خاصة من التجديد، والأفكار المواكبة للأسواق العالمية، لكن مع شيء من الابتكار والتطوير، بما يتناسب مع العميل المستهدف، والأسواق المفتوحة؛ ومن ثم فهي تتمتع، غالبًا، بالحظوة والسبق في الاستحواذ على الأسواق والعملاء.
كيف ترى مستقبل العمل في “مستلزمات المنازل” في ظل “نزول العقار”؟
أرى أنه خلق لنا عميلًا يحسن الاختيار، بالمواصفات العالية والجودة.
كيف ترى دخول المرأة مجال عملك؟
يقولون إن “المطبخ مملكة المرأة”، لكني أرى أن دور المرأة لا يقل عن الرجل في مجال التصميم والإبداع.
بعض رواد الأعمال يلجأ إلى عدة مستشارين، لكل منهم وجهة نظر مختلفة، فكيف يتخذ القرار؟
رجل الأعمال الناجح يجب أن يتخذ قراراته بعد استشارة الخبراء، بناءً على المعطيات والنتائج الخاصة به وبطبيعة مشروعه، فلكل قطاع أو منشأة وضع مختلف.
التحول الرقمي
يشهد العالم ولاسيما المملكة تحولًا رقميًّا في عدة مجالات.. كيف ترى ذلك في قطاع عملك؟
القطاع الرقمي أسهم في تسهيل الكثير لنا؛ ومن ثم أتاحَ فرصة كبيرة للتوسع والإبداع.
ما التحديات التي يواجهها رواد الأعمال؟
أولًا، الدراسة الأولية للمنتج والأسواق، ثم تحديد النشاط، ثم المنافسة، ومحاولة الوصول للجودة العالية. وأكبر تحدٍّ هو الكمال في التخصص لرائد الأعمال.
عندما ينفذ رائد الأعمال دراسة جدوى لَطالما يجد صعوبة في الإحصائيات، كيف يتغلب عليها؟
بأن ينزل ويكتشف الأسواق بنفسه، ثم ينفذ الإحصائية التي تخدم دراسته الفنية.
كيف ترى دور الجهات الداعمة لرواد الأعمال؟
حتى الآن، يواجه رواد الأعمال كثيرًا من العقبات في مجال الدعم، مع وجود ضعف في الخدمات المقدمة، وتدني مستوى التسويق من الجهات الداعمة.
دور “منشآت”
وهل تقوم “منشآت” بدورها أم أن هناك متطلبات أخرى؟
“منشآت” جهة مفيدة لكل رائد أعمال؛ فهي تسعى لمساندة ودعم كثير من رواد الأعمال. وأعتقد أنها ستكون بداية لثورة جديدة في عالم ريادة الأعمال.
بمَ تنصح رواد الأعمال الجدد؟
أنصحهم بعدم التردد في أثناء البداية الفعلية لدخول الأسواق، والاستفادة من تجارب الشركات الأخرى، بالإضافة إلى التعلُّم، فهو أساس النجاح لأي منشأة، خصوصًا أننا في عصر استخدام التقنيات الرقمية، التي سهلت الأعمال؛ ما يؤدي إلى سرعة التقدم.
حوار- عبدالله القطان