” خلك عقيلي ” عباره يقولها أهل الشام تعني أن تكون كريما وأمينا
رجال العقيلات حققو الأثر الحسن في كل أرض وطئوها باقدامهم
” الأمانه عند العقيلين “
بقلم :عبد اللطيف الوهيبي
باحث في شؤن العقيلات
لرجال العقيلات مئاثر وقصص كثيره ولا حصر لها,ومواقف تشهد على كرم أخلاقهم ومن أمانتهم ماذكر عن العقيلي “عبد الله البراك ” من قصه بقيت تتوارث على مسامع العقيلين وغير العقيلين من اهل بغداد مسلمين ويهود لما في قصته من الأمانة والشرف والشهامة والصدق وجميع الصفات الحميدة:
غرَّب العقيلي الشيخ (عبدالله) من بريدة برعية إبل وباعها في الشام, ثم ذهب إلى العراق ليشتري بضاعة. ونزل بغداد, فاشترى من تاجر يهودي صاحب محل كبير في بغداد بضاعة، وهي عبارة عن طاقات شماغ، وثوب خام. شد الرحال إلى بريدة، وعند وصوله إليها وتنزيل البضاعة في الجردة, اكتشف أن البضاعة عددها زائد عن المتفق عليه (فيها طاقة زيادة). فذهب إلى الشيخ ابن سليم رحمهم الله جميعاً، وسأله: ماذا يجب أن أفعل ؟ فقال الشيخ السليم: بع الزيادة بنفس سعر بضاعتك، واحتفظ بالقيمة حتى تعود إلى بغداد، وتسلم القيمة لصاحبها.
وعندما غرب في السنة الثانية (بالصفري) أي بداية دخول فصل الشتاء, برعية إبل، وباعها في بلاد الشام, ثم اتجه إلى العراق لكي يشتري بضاعة ويرجع قيمة الطاقة. ذهب إلى بغداد، وعندما دخل الشيخ (عبدالله) على اليهودي رحب به، وقال: ماذا تريد من بضاعة يا شيخ (عبدالله)؟ قال الشيخ عبدالله: أريد أن اعطيك قيمة الطاقة الزيادة التي أخذتها في الرحلة السابقة بالخطأ. تعجب التاجر من الصدق والأمانة في رجال العقيلات، وقال اليهودي: أنت مسلم وأنا يهودي، وتعاملني بهذه الأمانة!! فقال الشيخ عبدالله: إننا نغرب قريباً وبعيداً نريد الرزق الحلال, وسألت أحد علماء المسلمين, فقال: بعها بسعر بضاعتك, وأرجع رأس مالها مع المربح للتاجر. فقال اليهودي: يا شيخ (عبدالله)! إن هذا المبلغ لك على هذه الأمانة المنقطعة النظير!
ونقول صدق رجال الشام عندما قالوا لبعضهم البعض في عملية البيع والشراء السيئه: (خلك عقيلي).(أي خلك أمين أمانة عقيل , وهذا أقرب مثال على الصدق والأمانة !!