لعب تعليم ريادة الأعمال دورًا هامًا في تشجيع رواد الأعمال لتأسيس أعمالهم؛ وذلك من خلال تلقي النواحي النظرية التي ساعدت على ممارسة الأعمال على أسس صحيحة. وقد شهد تعليم ريادة الأعمال نموًا ملحوظًا في العالم المتقدم، وخاصة في الولايات المتحدة التي بدأت جامعاتها في تعليم ريادة الأعمال المتخصص؛ ما أسهم في بعث جيل جديد من رواد الأعمال، مكتسبًا مهارات ومعارف لازمة لإطلاق وتطوير الأعمال التجارية الجديدة.
ويُعد التعليم وسيلة هامة لتحفيز روح المبادرة؛ لأنه يُشعِر الفرد بالاستقلال والثقة بالنفس ويهيئه لخيارات بديلة للمهنة، علاوة على توسيع آفاق الطلاب ليطوروا فرص أعمال جديدة.
إن التركيز على برامج تعليمية مصممة لتحفيز القدرات الريادية للطلاب، وإكسابهم المهارات المختلفة المطلوبة في أصحاب المشاريع؛ مثل الإبداع والمرونة والتفكير الإيجابي والقيادة التحويلية، إلى جانب مهارات التواصل والاتصال والعمل الجماعي، وتعلم كيفية التعلم ورؤية التغيير، باعتباره فرصة مهمة جدًا لبدء وإدارة أعمال ناجحة تساعد على تعزيز التنمية الشخصية لرائد الأعمال.
ويواجه العالم العربي تحديات اقتصادية وتنموية، مكن حلها بتعليم ريادة الأعمال في سن مبكرة ؛ مايساهم في بعث جيل جديد من المبدعين، يعطي ديناميكية لاقتصاديات البلدان، ويساعدها على التحول من اقتصاد الاستهلاك إلى اقتصاد الخلق والإبداع والابتكار، وتطوير ثقافة العمل الحر الذي يساعد على الحد من البطالة والمشاكل الاجتماعية.
ومن الأهمية بمكان، معالجة تعليم ريادة الأعمال في البلدان العربية، وتطوير المناهج المناسبة، وخلق بيئة مناسبة للشباب؛ لتعلُّم واكتساب مهارات ريادة الأعمال (Entrepreneurship Ecosystem) كما هو موجود في البلدان المتقدمة. ومن ذلك، وجود حاضنات أعمال (Business Incubators) ومراكز بحوث ومراكز لدعم براءات الاختراع.
تشهد العديد من البلدان، إصلاحات في أنظمة التعليم؛ لتكون موائمة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية، وما يشهده العالم من تقدم سريع في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وغيرها. وتيقنت هذه البلدان من أن روح المبادرة هي المحرك الأساسي لاقتصادها، وأن تعزيز ثقافة الريادة يحقق قدرًا كبيرًا من النجاح الاقتصادي والاجتماعي الفردي والجماعي؛ ما يشكل ثروة هامة تساعد على خلق فرص العمل من خلال المشاريع الصغيرة التي تبدأ بأفراد يتمتعون بعقلية رجال الأعمال، فيما يتجه كثيرٌ منهم إلى تأسيس شركات كبيرة.
إن تعليم ريادة الأعمال هو عملية تعلم مدى الحياة بدءًا من المدرسة الابتدائية وتدريجيًا حتى جميع مستويات التعليم. ولذلك، يجب وضع معايير ومؤشرات أداء لتحقيق الهدف المناسب، ومن ذلك تدريب المعلمين، وتمكينهم من الانفتاح على التجارب الناجحة، وكسب مهارات تتيح لهم مساعدة الجيل الجديد (جيل Z) لبدء أعمالهم الحرة، خاصة وأنه يتمتع بقدر عالٍ من الذكاء، وحب الحكم الذاتي، وشغف في استعمال أحدث التقنيات؛ الأمر الذي يحدث فجوة بين الجيلين، فإن لم يكن المعلم متشبعًا بالتجارب الناجحة لرواد أعمال محليين أو عالميين، فلا يمكنه غرس روح الريادة في طلابه.
ولنا في بعض الجامعات العالمية نماذج لنجاح تعليم ريادة الأعمال، ففي Babson College يُمنح الطلاب كل فريق عمل مبلغ 3000 دولار لبدء مشروع، على أن يكون الفريق مسؤولًا عن التفكير في الفرصة الريادية، وكتابة خطة العمل، مع مراعاة كيف يمكن للفكرة أن تحل مشكلة اجتماعية؛ ما جعل الجامعة تتصدر قائمة أحسن برامج لتعليم ريادة الأعمال في العالم لعدة سنوات.
يعتبر كثيرٌ من الباحثين أن تعليم ريادة الأعمال هو مزيج من العلم والفن؛ حيث يتعلق الجزء العلمي بتدريس المهارات الوظيفية اللازمة لبدء النشاط التجاري، بينما يتعلق الجزء الفني باكتساب الجوانب الإبداعية لريادة الأعمال. وينبغي النظر إلى تعليم ريادة الأعمال كعملية إبداعية، وليست آلية؛ لذلك تكون صعبة، وتتطلب أساليب تدريس جديدة ونشطة تخرج عن مجرد التركيز على المحتوى، بل تقدم تعليمًا قائمًا على حل المشكلات، إلى جانب المشاريع الجماعية، وكتابة خطط العمل، مع توفير الخبرة العملية في إنتاج وبيع المنتجات والخدمات، والتعلم من الأخطاء.
تعليق واحد
ريادة الأعمال فرصة أيجابية للشباب للسعي وراء تحويل فكرة أقتصادية الى شيء ملموس تساهم في تحقيق أنجازات عالية من خلال تلبية متطلباتهم اليومية بوسائل مبتكرة سواء كانت المتطلبات خدمية او انتاجية.
ريادة الأعمال لها مساهمات أيجابية ، فحياة البشر تتطلب التغيير والتطوير بشكل مستمر والأنسان يسعى جاهدا الى تطوير حياته الأقتصادية من خلال المساهمة بتقديم افكار تكون لها نتائج ايجابية في المستقبل.