خطت المملكة خلال العقود الأخيرة خطوات واسعة في سبيل تحقيق النهضة الاقتصادية كهدف عام يأتي بعد جملة أهداف يأتي في مقدمتها تنمية القدرات للمواطن وتحقيق أكبر قدر من الرفاهية له، بعد الاهتمام بالأساسيات والبني التحتية. إنها مسيرة امتدت منذ تأسيس المملكة، مسيرة حافلة يكسوها المجد، تمثل الوطن في مجده وعظمته؛ حتى صارت مكانة المملكة مميزة بين الدول .
لقد تميزت مسيرة المملكة منذ تأسيسها إلى اليوم بميزات كبيرة، قلَّ أن تتواجد أو تتوافر في مكان غيرها؛ حيث وهب أبناؤها قواهم وأعمارهم لها كمبدأ آمنوا به وعملوا على نصرته؛ وذلك من خلال تحليهم بالأمل، والعزيمة، والقوة، والعطاء، فالأمم لا تنهض إلا بنفسها، والأوطان يبنيها بنوها بجدهم وعرقهم وتضحياتهم، فلا تستطيع دولة النهوض والانطلاق إلا بجهد ومثابرة ومشاركة جميع أفراد المجتمع في مسيرة التنمية؛ وهو ما تمثل في تفاعل فريد بين قادة المملكة وشعبها، تفاعل استمر ولا زال مستمرًا بنفس القوة في سبيل النهوض بالمملكة.
إن الاحتفال باليوم الوطني للمملكة مناسبة مهمة، تستمد قيمتها من قيمة الوطن عند كل فرد لمراجعة ما تم إنجازه والتخطيط لما سيتم تنفيذه، فالأوطان تستحق التفكير والاحتفال كل لحظة؛ لأن خشيتها تملا النفوس ولها هيبة تفيض لها القلوب.
ويمكن أن يكون الاحتفال باليوم الوطني تاريخًا مميزًا لبدء رحلة التطوير والنهوض كل عام، بعد التأكد من تنفيذ ما خطط له في العام السابق، فالاحتفال بهذه المناسبة يجئ هذا العام مختلفًا عما سبقه من أعوام، فقد وضعت قيادة المملكة الرشيدة رؤية واضحة للمستقبل القريب، تمثلت في رؤية 2030م، والتي اصطحبت معها كل المتغيرات المهمة والتوقعات المحتملة للمستقبل.
ووفقًا للرؤية، فإن فالمملكة موعودة بطفرة اقتصادية وبرامج تنمية غير مسبوقة، كما أن المواطن السعودي موعود بالمزيد من الرفاهية، والمزيد من برامج التنمية المستدامة، استنادًا إلى خطط التنمية والتطوير الموضوعة، لكن يبقي الأهم وهو مشاركة جميع أفراد المجتمع في تنفيذ وتطبيق الرؤية؛ عبر مشاركة إيجابية وفاعلة، تسهم في تنفيذ الأهداف الموضوعة بدقة وسرعة.
وتتطلب المرحلة المقبلة من مسيرة المملكة، تضحيات كبيرة وعمل مستمر، فالتحديات أصبحت ماثلة، ورحلة التنمية والتطوير يجب أن ترافقها قناعة بأهمية دور كل فرد مهما صغر أو كبر هذا الدور، كما يجب أن تستمر مجهودات التطوير علي وتيرة أقوى وأسرع إيقاعًا، مع المحافظة على أسلوب الاهتمام بالحفاظ علي الهوية والتراث كقيم ظلت ثابتة لم تطالها يد التغيير ولم تشملها أو تحتويها برامج العولمة أو الاستلاب الثقافي.
ليكن اليوم الوطني مناسبة نستلهم منها الدروس والعبر.
وليكن مناسبة لزيادة اتحاد وقوة الأمة السعودية .
وليكن مناسبة نبدأ منها محاولة تذليل الصعاب، والمضي قدمًا نحو تحقيق الغايات والأهداف المنشودة.
لنواصل السير إلى الأمام بقلوب يملؤها الرجاء في تحقيق الآمال.