نجحت في تخريج 10 آلاف متدرب ومتدربة في مجالات مختلفة
لم يقتصر عمله على ريادة الأعمال فحسب، بل إنه كاتب معرفي تنشر مقالاته في شتى وسائل الإعلام، فضلًا عن كونه مدربًا محترفًا تخرَّج من تحت يديه كثيرون، ونال جوائز عديدة؛ أبرزها جائزة الأمير عبد العزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال على مستوى العالم العربي، والميدالية الذهبية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات من المنظمة العالمية للمخترعين والمبتكرين، وهو أيضًا صاحب مبادرة سواعد وأفكار التطوعية لمساعدة رواد الأعمال.. ولمعرفة مسيرة نجاحه، وكيف استطاع أن يجمع كل هذه الأعمال، كان حوارنا مع عبدالله محيي عسيري؛ صاحب مشروع ” اكتشف ميولك ومرِّن عضلات عقلك”..
1. بم تقدم نفسك للقراء؟
إنسان بسيط، مررت بكثير من التجارب، حالفني النجاح في بعضها؛ أما التي فشلت فيها، فقد اتخذت منها خبرات لأحقق بعض النجاحات. لا زال ينقصني الكثير من المعرفة، ولم أحصل خلال سيرتي العلمية إلا على القليل جدًا منها. أعشق المعرفة وأسعى إلى نشرها بين الناس؛ وبهذا شكلت مساري في الحياة؛ كمدرب وكاتب معرفي أنقل لقرائي الكرام مواقف وتجارب ولحظات عشتها، أؤمن بأن لي شيئًا في هذه الحياة، لن أتوقف عن العمل والكفاح سعيًا لتحقيقه. أحب كثيرًا أن أعيش مع أحلامي وطموحاتي، فكل شيء يبدأ بحلم، وفي كل يوم يبهرني عظيم قدرة الله البديع في خلقه لنا كبشر، وأقدِّر كل إنسان قدم للحياة مشروعًا أو إنجازًا، وأرجو أن أكون واحدًا منهم.
جوائز متنوعة
2. حصلت على عدة جوائز تدل على تميزك، فما أبرزها؟
بفضل الله تعالى، حصلت على عدة جوائز في حياتي، أبرزها ما يلي:
جائزة التميز الوظيفي على مستوى السعودية من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
جائزة الأمير عبد العزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال على مستوى العالم العربي.
الميدالية الذهبية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات من المنظمة العالمية للمخترعين والمبتكرين (IFIA) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة؛ حيث صُنف مشروعي ضمن أفضل عشرة مشاريع مقدمة لمعرض ابتكار السعودي، من بين أكثر من 900 ابتكار محلي ودولي.
جاءت فكرتي ضمن أفضل عشرة أفكار على مستوى العالم العربي في أحد مؤتمرات عرب نت.
3. ما سبب حصولك على جائزة الأمير عبد العزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال على مستوى العالم العربي؟
لدى صندوق المئوية، برنامج تطوعي للإرشاد في مجال ريادة الأعمال، قائم على المشاركة التطوعية ممن لديهم كفاءة. يهدف البرنامج إلى إيجاد مرشدين ومستشارين ذوي كفاءة ومقدرة لمساعدة الشباب المبادرين والمُقدمين على عمل تجاري ليتمكنوا من إنجاح أعمالهم، وتوفير مرشد ومستشار ذي خبرة علمية يساعدهم؛ وذلك لتوفير أفضل الظروف لإنجاح مشاريع الشاب.
ولأن لدي اهتمامًا خاصًا بمجال ريادة الأعمال- بما حصلت عليه من دورات، وحصولي على عدة شهادات احترافية وأكاديمية؛ مثل شهادة استشاري ريادة أعمال من رابطة AASBC ، وشهادة PMP ، وميسر إقليمي من من معهد ريادة وغيرها- فقد كنت من أوائل المسجلين في برنامج صندوق المئوية للإرشاد التطوعي منذ عام 2007؛ حيث حضرت عدة دورات تأهيلية؛ للقيام بعملية الإرشاد وفق رؤية الصندوق، ثم أخذت دورة مكثفة في الصندوق تحت عنوان “كيف تبدأ مشروع تجاري؟” تهدف إلى منح الشباب المعرفة اللازمة بمجال ريادة الأعمال.
وبعدها قدمت هذه الدورة وبصورة دورية خلال الأعوام السبعة الماضية للشباب المتقدمين للصندوق من مختلف مناطق المملكة، بعدها اختارني الصندوق- شرفيًا – كعميد للمرشدين المتطوعين منذ عام 2011.
كذلك، أُسند لي مهمة الإرشاد لعدد من شباب الأعمال، وقدمت لهم ما أستطيع من خبرة علمية. وبفضل الله، نجح عدد منهم في مشاريعهم التجارية، وشقوا طريقهم كرواد أعمال جدد.
لما طرح الصندوق جائزة سمو الأمير عبد العزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال- وكان أحد فروعها جائزة أفضل مرشد- فتقدمت لنيلها، فحصلت عليها بلقب أفضل مرشد لعام 2013 على مستوى العالم العربي.
4. وماذا عن جائزة التميز الوظيفي على مستوى المملكة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني؟
من الأمور الرائعة التي نفذتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أنها تكرم المدربين الأكثر تميزًا في عملهم التدريبي؛ بمنحهم مكافأة تميز، يختلف مقدارها باختلاف معايير التميز التي يحققونها؛ وذلك لتحقيق هدف سامٍ؛ وهو الرقي بالعمل التدريبي وتحسين جودة التدريب.
إنني أعشق التدريب والتأثير في الناس؛ لذا أبني عملي التدريبي على معايير مهنية واضحة، تتطابق مع معايير هذه المكافأة، والتي تشمل جودة التدريب، والعمل التطوعي، وحجم الإنجازات والتحديات.
ومن فضل الله، كان عندي تميز وعطاء ومشاركات عديدة في كل جانب من جوانب التقييم التي تخص هذه الجائزة، فكن أبرز الفائزين بها.
نيوتن الفصل
5. كيف دخلت مجال ريادة الأعمال؟
ريادة الأعمال من وجهة نظري، مطلب وطموح لكل إنسان سوي يتطلع لإضافة شيء لهذه الحياة، ولولا ريادة الأعمال لما تقدمت الأمم، ولما بُنيت الحضارات، ولما تميز المتميزون.
ريادة الأعمال هي نبض الحياة الذي يسري في جسد الشعوب والأمم فيحولها إلى نماء وخير وفلاح، فمن الخذلان أن يعيش الإنسان على هامش الحياة من غير علم أو مشروع أو فكر أو إنجاز أو تميز، ولا سبيل لكل ما سبق إلا عبر ريادة الأعمال.
وريادة الأعمال كما أعرفها لطلابي وفي كتاباتي؛ هي التفكير في مشروع رائد؛ أي متميز واستثنائي يتضمن جوانب جديدة، مع السعي لنقله من مجرد فكرة إلى واقع بطرق إبداعية.
كان أول عمل مميز قدمته إبَّان الدراسة الإبتدائية، صناعة جهاز يشبه المدفأة الكهربائية. حينها ناداني معلمي- بارك الله فيه- وقال لي: “أنت نيوتن الفصل”، فكان لها أثر قوي لم يفارق مخيلتي. بعدها كان لي أعمال ومشاركات مختلفة؛ حتى صممت في المرحلة الجامعية -بحكم تخصصي في برمجة الحاسب- برنامجًا حاسوبيًا بلغة “باسكال”؛ لإدراة إحدى المكتبات، بعته بمبلغ 10 آلاف ريال، كان بحق أجمل مبلغ جنيته في حياتي.
وقد علمني هذا العمل معنى المكافأة التي يمكن أن تحصل عليها نتيجة إبداعك. وهكذا، لم أتوقف في أي مرحلة من مراحل حياتي، دون طرح أفكار ومبادرات وإنتاج أعمال أو المشاركة بمشاريع، نعم لم ينجح القسم الأكبر منها، ولكن استفدت التجربة والخبرة وبعدها منَّ الله علي بعدد قليل من تلك الأعمال نجحت فيها.
اكتشف ميولك الشخصية
6. ماهو مشروعك المصنف ضمن أفضل عشرة مشاريع قدمت لمعرض ابتكار السعودي؟ وكيف أطلقته؟
المشروع كان عبارة عن برنامج حاسوبي عنوانه ” اكتشف ميولك ومرِّن عضلات عقلك”؛ وهو نظام إلكتروني لمساعدة الأشخاص والمنظمات في اكتشاف ميولهم الشخصية والأعمال التي يمكن أن ينفذوها ببراعة؛ إذ يتم الكشف عن الميول، بطريقة محببة إلى الجميع وهي ممارسة بعض الألعاب الذهنية الحاسوبية؛ إذ تم تطوير عدد من الألعاب الحاسوبية وبرمجتها بالكامل، ثم تصنيفها لتستخدم وفق منهجية محددة واعتمادًا على عدد من النظريات في قياس الميول والتفضيلات الشخصية.
ويأتي هذا البرنامج امتدادًا وتطويرًا لبحث التخرج الذي قدمته لنيل شهادة الماجستير في هندسة برمجيات الحاسب لجامعة برادفورد البريطانية، تقدمت به في معرض ابتكار ففاز بالميدالية الذهبية وصنِّف كواحد من بين أفضل عشرة مشاريع تقدمت للمعرض من بين أكثر من 900 مشروع من أكثر من 30 بلدًا حول العالم.
مطلوب تشريع لبراءات الاختراع
7. وما التحديات التي واجهتك قبل إطلاقه؟
كأي مشروع أو عمل مهما كان، لابد من وجود تحديات وصعاب في البدايات، من بينها عدم وجود التمويل الكافي، وعدم وجود الخبير الذي يمكنه دعم بعض الجوانب الفنية للمشروع، وعدم وجود تشريع يتيح لي الحصول على براءة اختراع عن برنامج حاسوبي.
مبادرة دعم رواد الأعمال
8. مبادرة سواعد وأفكار، كيف كانت فكرتها، وما المشاريع التي ساهمت في تنفيذها؟
“سواعد وأفكار” كانت مبادرة شخصية مني، تهدف إلى إنشاء حاضنة أعمال تطوعية أو تعاونية في منطقتي؛ لمساعدة رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى مشروعات.
وجاءت فكرة المبادرة بعد عدة تجارب شاركت فيها خلال معرض عرب نت الرياض، مع مجموعتي عقال، وQualcomm، وكانت جميعها بيئات محفزة وداعمة لرواد الأعمال لتقديم ما لديهم من أفكار، وتحفيزهم على تنفيذها على أرض الواقع.
وقد بدأت بالمبادرة عبر تقديم عدة ندوات لشرح فكرتها للمجتمع واستقطاب المهتمين بها. وبفضل الله تعالى، وصل عدد المهتمين بها إلى نحو ألف عضو، آملين تحويلها إلى حاضنة أعمال قريبًا؛ لتحقيق الأهداف التالية:
صناعة بيئة مفتوحة لتبادل الأفكار بدون قيود، وتمكين الجميع من الاستفادة منها.
صناعة بيئة قادرة على تمحيص الأفكار واختيار أفضلها، وإيجاد أسلوب منطقي ومرن، يمكننا من تنفيذ الأفكار التي تم الإجماع عليها.
صناعة بيئة قابلة للتعلم والتطوير الذاتي والمشاركة من أجل الاطلاع على كل جديد.
صناعة كيان للمجموعة قادر على المشاركة في الفاعليات واللقاءات ذات الصلة.
وحتى الآن، أخرجت المبادرة عدة مشاريع تطوعية وتجارية؛ منها مكتب مقاولات ومبادرة مشي تطوعي، ومكتب استديو للإنتاج السمعي والمرئي، ومبادرة مجموعة قراءة.
مئات المقالات
9. لك كتابات كثيرة ومتنوعة في مجال ريادة الأعمال، فما أبرزها، وما الذي دفعك لأن تكتب في هذا المجال؟
بدأت الكتابة المعرفية من أكثر من 13عامًا، وكانت جل كتاباتي في مجال ريادة الأعمال وقصص النجاح، وبعض تجاربي وخبراتي في الحياة.
كتبت مئات المقالات في مجالات شتى، لا زلت أتذكر رسالة تلقيتها من قارئ، كتب فيها عن تأثره بمقالتي:” أكبر مكافأة يمكن الحصول عليها في هذه الحياة “، وكيف أنه لم يتمالك نفسه من البكاء، وكيف بدأ بعدها يفكر بطريقة مختلفة، فكان ذلك دافعًا لأن أكتب كثيرًا، لعلي أساهم في تغيير قناعات خاطئة، أو في إيقاظ همم ذابلة، أو مواساة مكلوم.
وكتاباتي في مجال ريادة الأعمال وقصص النجاح لقناعتي، لمدى تأثري بسير ومواقف من أكتب عنهم، فالكتابة روح، وشغف، وحياة قبل أن تكون مجرد إمساك بقلم وكتابة كلمات لا روح فيها.
10 آلاف متدرب
10. تعمل مدربًا أول لتأهيل شباب رواد الأعمال، فما مدى مساهمتك في هذا المجال؟
أعشق التدريب وأستمتع به؛ كونه يبث الأمل والحياة في النفوس، فعندما أقف أمام طلابي- في الكلية أو على خشبة المسرح بالغرفة التجارية الصناعية، أو في قاعة تدريبية لـ”منشآت” أو في ورشة عمل في معهد ريادة- فإن أكثر ما يثير حماسي هو نظرات الحاضرين وتفاعلهم معي عبر النقاش المفتوح؛ فذلك يبعث في نفسي قوة دافعة لبذل المزيد، فالمعرفة قوة، والمهارة سلاح، والعلم نور يضيء الأفئدة. وقد دربت خلال مسيرتي نحو 10 آلاف متدرب ومتدربة، عبر مئات الدورات والندوات.
11. ما نصيحتك لرواد الأعمال؟
أكثر ما أنصح به رواد الأعمال:
أن يحلموا أحلامًا كبيرة، فكل شيء في الوجود بدأ بحلم.
أن ينتقوا ما يمكن تنفيذه من تلك الأحلام.
ألا يبادروا إلى التنفيذ دون إبطاء.
أن يؤمنوا بأن لهم شيئًا في هذه الحياة يجب البحث عنه وتنفيذه.
أنصحهم بما نصحت به هليري كلير من قبل بأن “الحياة مغامرة جريئة أو لا شيء على الإطلاق”.
12. وكيف ترى مجلة رواد الأعمال؟
شهادتي في مجلة رواد الأعمال مجروحة فأنا من مدمني قراءتها، وأراها مجلة رائعة تصل للقلوب مباشرة وبدون استئذان. أحببت كل ما يُطرح فيها من أفكار، ومقالات، وقصص نجاح، وأخبار عن ريادة الأعمال؛ حتى أصبحت بحق “مجلة متألقة”، لاغنى عنها لكل رائد أو رائدة أعمال؛ إذ تجمع لك كل ما فاتك، وكل ما تفرَّق حول ريادة الأعمال وبخاصة في السعودية. ويمكن اعتبارها مرجعًا مهمًا، فبها من الفائدة والنفع والمعرفة الكثير، وفق الله القائمين عليها، وزادهم تألقًا، ونجاحًا، وفلاحًا.