يكثر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية الحديث عن دور المرأة في تنمية المجتمع وأنها تمثل نصف المجتمع ..وهو أمر لاأحب الخوض فيه من باب بيان دورها الحقيقي في هذا الإطار ، بل من باب التذكير بأن الشريعة الإسلامية كفلت هذا الحق ولم تفرق فيه بين الرجل والمرأة، فكلاهما سواء في هذا الحق إذا خرجت المرأة بالضوابط الشرعية التي تحافظ على كيانها وانوثتها وطبيعتها التي تختلف عن طبيعة الرجل. وليس خافيا على أحد قول النبي صلى الله عليه وسلم” النساء شقائق الرجال” وان أم المؤمنين زينب بنت جحش كانت امرأة صناع اليدين ، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله وهي في بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ويزداد دور المرأة في التنمية في الدول العربية يوما بعد يوم خاصة بعدما بدأت تتخلص نوعا ما من كثير من الضغوط المؤسسية الإجتماعية التى كانت تعوق مشاركتها فى صنع القرار، وبدأت الحكومات تطور مشاركة المرأة، وتنمى قدرتها ووعيها ومعرفتها ما يعنى تحقيق ذاتها فى شتى المجالات المادية والنفسية والاجتماعية والسياسية، ويتيح لها كافة القدرات والامكانيات، التى تمكنها من التحكم فى ظروفها ، وبالتالى الإسهام الحر والواعى فى بناء مجتمعها .
وبعد أن كان مجال الأعمال قاصر على الرجل فحسب أصبح طبيعيا أن تسمع عن مصطلح سيدة الأعمال، بل انتشرت في الدول العربية جمعيات سيدات الأعمال، وأصبحت المرأة تعمل فى كل الميادين وكل المجالات .. عاملة في مصنع، ومهندسة وطبيبة ومعلمة ومهندسة وغير ذلك من المهن كما باتت تتبوأ مناصب ومواقع عمل كثيرة في مؤسسات الدولة، ماجعلها صاحبة قرار فى بعض المؤسسات فى بعض دول العربية .
ورغم وجود سيدات أعمال بارزات على رأس مؤسسات أعمال ضخمة، لكن هذا لم يجعل ثقة المجتمع كاملة فى قدرة المرأة على صنع القرار في مؤسسات الدولة، فأكثر الصعوبات التي تواجه المرأة كصاحبة قرار يكمن فى تعاملها مع الأفراد الذين لهم مصالح مادية مع المؤسسة ، أما فى مجالات الدراسات والتخطيط والتنفيذ، فللمرأة القدرة على أداء تلك الأعمال كالرجل.
وليس شرطا حتى تشارك المرأة في تنمية مجتمعها أن يكون عملها خارج المنزل بل من لاتستطيع العمل خارج المنزل كالأم المنشغلة بأطفالها يمكنها تاسيس عمل يساهم في تنمية المجتمع من خلال مشروع تديره عبر الإنترنت مثل بعض المشروعات التي نتناولها في مجلتكم ” رواد الأعمال”.
وأحب ان أشير إلى أمر أسعدنى كثيرا وهو ابتكار طالبتين سعوديتين في المرحلة الثانوية وهما إيثار عبدالرحمن وشروق عبد الله جهازا لإنقاذ من يتعرض للغرق في البحر، أو السيول، أو المسابح، حيث يقوم بإرسال أصوات وأضواء تدل على وجود شخص يحتاج إلى مساعدة، مع تنبيهه في حال وجود حاجز أمامه، وقد قدمتا عرضاً نظرياً، وشرحاً وافياً لتصميم وعمل الجهاز أمام لجنة التحكيم في مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي المكونة من أساتذة جامعيين متخصصين. وقد تم تقديم الجهاز إلى كلية الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للحصول على شهادة براءة اختراع، كما تم تسجيله للترشيح لمعرض جنيف الدولي 2012 تحت عنوان “منبه الغرق”