انتشر مصطلح المدن الذكية في جميع إنحاء العالم بشكل لافت للانتباه؛ حتى بدأت الدول العربية تتحول إلى هذا المفهوم في إطار ما يطلق عليه الثورة الصناعية الرابعة .
وتعتمد الثورة الصناعية على التقليل من عدد الأيدي العاملة فيها، بحيث يقتصر الدور البشري في الصناعة على المراقبة والتدقيق، وشرط الوصول إلى ذلك وجود قدرات علمية توظف في امتلاك بنية تقنية ورقمية متطورة.
والمدن الذكية هي تلك التي تعتمد بشكل أساسي على استخدام التكنولوجيا الخاصة بإنترنت الأشياء، وربط المكونات المختلفة ضمنها من خلال شبكة، بحيث يكون كل مكون ضمن هذه الشبكة مسؤولًا عن استشعار وتجميع مجموعة محددة من البيانات.
إيجابيات المدن الذكية
ومن إيجابيات المدن الذكية أنها توفر فرصًا هائلة للمجتمعات البشرية؛ كي تحقق معدلات عالية من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ، فضلًا عن اختصارها الوقت في عملية التطور، وتعميم منجزاتها على العالم ، وفرضها تحديات غير مسبوقة على المجتمعات البشرية.
ومع تحول المملكة للتوسع في استخدام التكنولوجيا ومفهوم ريادة الأعمال تحقيقًا لرؤية 2030، فإنه يتحتم عليها دعم وتحقيق المبادرات التي تساهم في التحول إلى مدن ذكية بالشراكة مع القطاع الخاص، مع مواجهة التحديات التي تعيق التحول لمفهوم المدن الذكية، والتي أبرزها إعادة الهيكلة الاقتصادية لتتواءم مع مضمون الثورة الصناعية الرابعة بما تفرضه من تنمية شاملة ومستدامة، وإجراء تغييرات جذرية في ملامح المجتمع بأسره.
تسونامي التكنولوجيا
وتعد المملكة ضمن الدول التي بدأت تتجه إلى الثورة الصناعية الرابعة بقوة؛ حيث خصصت بابًا كاملًا في رؤية 2030 للتكنولوجيا تضمن زيادة نسبة التغطية للإنترنت عالي السرعة في المدن وخارجها، وتحسين جودة الاتصال؛ حيث تسعى إلى تغطية 90% من المنازل في المدن ذات الكثافة السكانية العالية و 66% في المناطق الأخرى، بالإضافة إلى قيادة العالم في مجال التعاملات الإلكترونية؛ وذلك من خلال توسيع نطاقها لتشمل مجالات جديدة من أجل التخفيف من التأخير في تنفيذ الأعمال، مع الاعتماد على الاتصال عن بعد من أجل تدريب 500 ألف موظف حكومي وتأهيلهم لتطبيق مبادئ إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية .
وحاليًا،لا توجد مدينة ذكية بشكل كامل، ولكن بدأت بعض المدن استخدام بعض التطبيقات الذكية؛ مثل لندن وطوكيو وسنغافورة وباريس ولوس أنجلوس ودبي.
المدن الذكية ورواد الأعمال
لا شك أن ٍرواد الأعمال يعدون نواة لهذه المدن الذكية سواء في المملكة أو الشرق الأوسط، خاصة وأن أحدث إحصائية عالمية صادرة عن بنك HSBC للخدمات المصرفية الخاصة شملت أكثر من 2.800 شخص من رواد الأعمال الفاعلين، كشفت عن أن منطقة الشرق الأوسط تُعد موطنًا لأعلى نسبة من رواد الأعمال من جيل الشباب عالميًا.
وتسعى المملكة حاليًا إلى تعظيم فكرة ريادة الأعمال التكنولوجية بين الشباب؛ وذلك بإطلاقها حاضنات ومسرعات أعمال تكنولوجية، فضلًا عن إطلاق هيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تكون مسؤولة عن دفع عجلة المشاريع الابتكارية، بما يسرع من وتيرة التحول للثورة الصناعية الرابعة.