كنت أحلم بتحقيق النجاح من منظور كل شخص يعتقد أنه يحصل بجني كثير من المال، والسفر للخارج لزيارة الأماكن الساحرة ، وحضور المؤتمرات. كان حلمًا أعيشه ؛ حتى جاء يوم وتوقفت فيه عن ذلك الحلم.
بالرغم من نجاحي المزعوم، فكانت الأشهر التسعة التي عملت فيها كمندوب مبيعات لشركة تأمين عندما كان عمري 21 سنة من أكثر الفترات تعاسة في حياتي المهنية؛ إذ كانت تدور جميعها حول تحقيق مبيعات وكسب المال، وليس حول مساعدة الناس كما كنت أعتقد في السابق. بالفعل، لم أشعر بالسعادة في تلك الفترة.
بعد ذلك، عملت لثلاث سنوات مدرّسًا للرياضيات في مدرسة في كل من بروكلين وكوينز، ونيويورك. كنت أعشق إلهام العقول الشابة، ومساعدة طلابي في تعليمهم كيفية حل المسائل، وبناء الثقافة بينهم. لم أكن أحب بناء السياسة، أو البيرواقراطية في المدراس. ورغم حبي لطلبتي، توقفت عن رغبتي في الذهاب للعمل كل يوم؛ لذا تركت التدريس ولم أعد بعدها ألتفت ورائي.
قد تتساءل: فيما تشترك هاتان التجربتان اللتان لا تبدوان مرتبطتين ببعضهما البعض؟ ففي كل تجربة، كنت أغادر في نهاية المطاف؛ لأنني لم أكن مناسبًا لثقافة المؤسسة، ولم أشارك بالقيم الأساسية ذاتها.
إذًا، أهم عامل في نجاحك المهني هو إيجاد ( أو البدء بـ) مؤسسة تتناسب مع قيمك الأساسية وثقافتك.
وبالعودة لعملي في المؤسستين المذكورتين، تبين أنهما لم تكونا متناسبتين مع قيمي الأساسية وثقافتي؛ لذلك أطلقت مؤسسة إعلامية باسم: Likeable Media. وبمرور الوقت، كونّا فريقًا، وبنينا ثقافة، وقيمًا أساسية تتناسب مع بعضها، كما يلي:
- ندير لنتجاوز توقعات عملائنا.
- نبث العاطفة في كل تفاعل.
- نبني علاقات عبر الشفافية.
- نكون مسؤولين عن تسليم ما وعدنا به.
- نبتكر لنخرج بنتائج إيجابية.
لم تكن تلك القيم والثقافة هما دومًا المعايير والقيم الأساسية في موقع Likeable Media ، بل اعتدنا على التمسك بفكرة القيادة والقدرة على التكيف، فيما كان فريق العمل يرى ضرورة التمسك بقيم المساءلة والابتكار.
إن القيم والثقافة هما الشيء الحي الذي يتغير بتغير المؤسسة، وينمو بنموها، أو على الأقل يجب أن يكون كذلك، فهناك شركات تنشر قيمها الأساسية على مواقعها، ولكنها لاتعمل بها، وهناك شركات تركز على جني الفوائد أكثر من تركيزها على بناء الثقافة.
من فرط حبي للقيم الأساسية والثقافة، تركت عملي التأميني والتدريسي لافتقادهما تلك القيم، ثم حصلت على فرصة لتشكيلهما في مؤسسة جديدة؛ فمكان العمل يجب أن يكون مفعمًا برغبتك في الذهاب إليه كل يوم، وإلاّ كان غير جدير باهتمامك.
حادثت زوجتي فوافقتني على أن أخطو خطوة في مشروعي وأديره، فتشاركت مع صديقي القديم هوغمور غنبيسر للبدء في إدارة موقع Likeable Local.
نجحنا في تشكيل فريق عمل جديد، وإنتاج منتج جديد، وبمرور الوقت، وضعنا قيمًا أساسية وثقافة جديدة.
في موقع Likeable Local ، كانت قيمنا الجوهرية :
- متحمسون بشأن الشركات الصغيرة.
- نجاح عميلنا من نجاحنا.
- العمل دومًا على تحسين أنفسنا.
- الإبقاء على عملنا ممتعًا.
اليوم، أنا الذي أدير الموقع ، وأنا من أعيّن الموظفين على أساس مدى ملاءمتهم لقيمنا الأساسية، وثقافتنا بالمؤسسة، فوجدنا بمرور الوقت أن الموظفين الأكثر نجاحًا ، هم من آمنوا بقيمنا الأساسية وثقافتنا.
وسؤالي الآن لكم : هل أنتم سعداء مع القيم الأساسية والثقافة التابعة للمؤسسة التي تعملون فيها؟ وهل تعرفون ماذا تعني القيم الأساسية؟ وإذا كنتم أمضيتم كثيرًا من حياتكم اليقظة في عملكم أكثر مما تقضونه مع عائلتكم، فأليس من الأفضل أن تملكوها بأنفسكم لتقضوا ذلك الوقت في مؤسستكم مع القيم الأساسية والثقافة التي يتردد صداها معكم؟ هل تشعرون وأنتم في العمل وكأنكم في المنزل ؟