يسعى كثيرون للحصول على مشروع فرنشايز، نظرًا لما يقرأونه حول مميزات اقتناء علامة تجارية سجلت نجاحًا عالميًا أو محليًا؛ ما يجعل منها أداة استثمار مضمونة، لكن لماذا لاتكون مانحًا للفرنشايز بدلًا من أن تسعى لأن تكون ممنوحًا، فهناك من يرى أن الفرنشايز لايعدو أن يكون استنساخًا لأفكار الآخرين، ويحمل بين طياته اعترافًا ضمنيًا بالفشل في تأسيس مشروع يقوم على فكرة صاحبه، علاوة على السلبية، وعدم الثقة بقدرات الذات.
التفرد والاستقلالية
لماذا دائمًا نستهدف التقليد دون التفرد والاستقلالية، فيكون الثمن تحمل أعباء مالية طائلة، فضلًا عن الاستثمار الضخم المطلوب للانتهاء من تجهيزات أماكن البيع والعرض وتدريب وتعيين الموظفين، ثم الحصول على حق التوكيل؟.
عقول مبدعة
هل تساءلنا يومًا عن ماهية تلك الأفكار التي أصبحت علامات تجارية شهيرة بفضل عقول مبدعة ؟
في الواقع، لم تكن العلامات التجارية العالمية شيئَا يُذكر، بل كانت مجرد فكرة ظلت تراود أصحابها؛ حتى بدأوا يسعون لإخراجها إلى الواقع، فسلكوا طريق البداية، ليفشلوا تارة وينجحوا أخرى، حتى حققوا أهدافهم من الشهرة والمال؛ ليصبحوا أصحاب الحق الأول في منح علاماتهم التجارية بأغلى الأثمان.
تلك هي ضريبة التميز التي يحصدها مانحو الفرنشايز ممن يتصفون بالسلبية في وضع أفكار يؤسسون عليها مشروعات غير مسبوقة، بل يعتمدون على اقتراض أفكار الآخرين، دون محاولة لوضع بصمتهم الخاصة في عالم لا يعترف إلا بالمبدعين.
اعرف قدراتك
ألم يُخبرك أحد معارفك بأنك تتمتع بميزة في مجال ما، تؤهلك لامتلاك مشروع خاص بك؟، أو لم يلهمك عشقك للقهوة أن تضيف إليها مذاقات فريدة تميزك عن الآخرين؟
ألا تمتلك إبداعًا في عالم الألوان والديكور، يتيح لك تحويل قطع الأثاث المتهالكة التي أنهكتها عوامل الزمن إلى قطع جديدة ؟ ألا تعشق مجال التقنية فتصمم برنامجًا تتسابق عليه الشركت العالمية لجعله تطبيقًا على الهواتف المحمولة؟ ، ألا تبرع في تفصيل الملابس؟، أليس لديك مهارة التقاط صور رائعة ومميزة تضعك في مصاف المصورين العالميين؟.
كوستا وأرماني
لا تستهن بإمكاناتك مهما كانت، فقد تكون محدودة بالنسبة لك، لكن غيرك يتمناها، فلم يكُن اسم “كوستا” التابع لأكبر سلسلة مقاهي في المملكة المتحدة، وثاني أكبر سلسلة مقاهي في العالم إلا نتاج فكرة بسيطة نفذها الأخوان الإيطاليان سيرجيو كوستا وبرونو كوستا؛ لإيمانهما بقدرتهما على إحداث فارق حقيقي في عالم القهوة.
ولم يكن “جورجو أرماني” يفقه شيئًا في عالم الأزياء؛ حتى عمل بمتجر أزياء رجالي؛ ليكتسب منه خبرة واسعة، أكسبته ذوقًا فريدًا في تصميم الملابس لصالح الشركات والمصانع؛ حتى أقنعه أحد زملائه بتأسيس متجر في ميلانو، ساقه فيما بعد إلى تعاون واسع مع بيوت الأزياء العالمية، وبات الذوق الرفيع لأرماني حديث وسائل الإعلام التي أدركت أهمية تصميماته؛ حتى أطلق علامته التجارية الشهيرة “جورجو أرماني”.
قنوات الإبداع
لن نتطرق هنا إلى قنوات الدعم وآليات تنفيذ المشروعات من قوانين تجارية دقيقة، وخطوات محاسبية بحتة، بل ندعوك إلى وقفة مع نفسك؛ لتسلط الضوء على إمكاناتها ، ومنحها اهتمامًا لتنميتها وإمدادها بقنوات الإبداع والتميز؛ حيث السبيل الأمثل لخلق الفرص، وتأسيس المشروعات التي ربما تجعلك يومًا مانحًا للفرنشايز ولست ممنوحًا.
سلمى ياسين