يمثل الفرنشايز أو الامتياز التجاري المدخل الذي أثبت نجاحًا في تنمية ريادة الأعمال؛ لذا تتأكد قوة العلاقة بين الطرفين، لكن ثمة سؤال يطرحه البعض: هل الفرنشايز هو الذي يصنع رائد الأعمال، أم العكس؟
نتطرق في البداية إلى تعريف الفرنشايز، والذي ليس له تعريف يتفق عليه الجميع، سوى أنه عقد بين طرفين بهدف تحقيق مصلحة مشتركة بينهما، يطلق على صاحب المشروع “مانح الامتياز”، وعلى طالب الفرنشايز”ممنوح له الامتياز”.
يتضمن العقد موافقة مانح الامتياز للممنوح، على حق أو أكثر من حقوق استغلال واستخدام العلامة التجارية والملكية الفكرية والصناعية لإنتاج سلعة أو توزيعها؛ وذلك تحت إشراف وتعليمات مانح الامتياز حصريًا لمدة معينة في منطقة جغرافية محددة نظير مقابل مادي يتم الاتفاق عليه.
كذلك، تنوعت تعريفات الخبراء لرائد الأعمال،لكن في المجمل هو من يؤسس عملًا حرًا (مشروعًا) بفكرة مبتكرة تتسم بالإبداع والقدرة على دخول حلبة المنافسة بالسوق ، مع وجود نسبة مخاطرة برأس المال.
وطبقًا لتعريف هاوارد ستيفنسون؛ خبير ريادة الأعمال ، فإن ريادة الأعمال عملية يسعى بها الأفراد إلى خلق فرص عمل بغض النظر عن الموارد التي بين أيديهم.
ومن هذا المنطلق، فإن رائد الأعمال هو من يصنع الفرنشايز وليس العكس، فرائد الأعمال يستفيد في بداية عمله من الفرنشايز الخاص بالغير بكفية طريقة إدارة المشروع، وطبيعة اختياره، ثم يبتكر؛ ليصبح فرنشايز لنفسه.
ولاشك في أن المجالين يكمل كل منهما الآخر، فقد لايستطيع رائد الأعمال دفع المقابل الضخم لشراء الفرنشايز، ولكن يمكنه الاستفادة من النجاح الذي يحققه الفرنشايز، ثم يبتكر هو فيؤسس مشروعًا مبتكرًا من إبداعه؛ فيصبح هو صاحب فرنشايز يستطيع منحه للآخرين.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، سلسلة كوستا كوفي التي أسسها الأخوان فسيرجيو وبرونو كوستا الإيطاليين في لندن عام 1971، وارتفعت فروعها إلى ما يربو على 1700 متجر في 28 دولة على مستوى العالم؛ ليصبح فرنشايز يتم منحه للآخرين.
هناك كثيرون من رواد الأعمال، أسسوا مشروعات مبتكرة، أصبحت لاحقًا مشروعات فرنشايز عالمية؛ الأمر الذي يدل على أن ريادة الأعمال تمثل أساس الفرنشايز إذا قامت على أسس علمية صحيحة.
يحي محمود عبدالرازق