تحقيقًا لرسالتها الإنسانية، حرصت الجمعيات الخيرية والمؤسسات العاملة في مدينة الرياض مع مطلع شهر رمضان المبارك, على القيام بمبادرات وأنشطة تسهم في التكاتف الإنساني بين أبناء الوطن الواحد؛ حيث تسابق كلٌ من جمعية البر الخيرية ، و مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز،ومركز الملك سلمان للشباب،ولجنة ” تراحم ” بجازان”،و أمانة “مكة” بالتعاون مع مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة أروقة للأعمال التطوعية، وهيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع جمعية البر بالمزاحمية، والهيئة العامة للغذاء والدواء، تسابقوا جميعًا بمبادرات وأنشطة خيرية لمساعدة المسلمين.
البر.. إعداد مبكر للبرامج الخيرية:
نفذت جمعية البر الخيرية بالرياض مبادرات عديدة للأسر المحتاجة؛ إذ أوضح نهيان السدر؛ المتحدث الرسمي للجمعية, أن فروع جمعية البر- وبتوجيه من الدكتور حمد الخالدي؛ الأمين العام المكلف- أطلقت برنامج تفطير الصائم، ومشروع السلة الغذائية الرمضانية، ومشروع تفطير الأسر الذي يتم من خلاله التعاون مع سلسلة مطاعم خاصة لتجهيز وجبات إفطار الصائم لتوزيعها يوميًا، ومشروع هدية وكسوة العيد، ومشروع زكاة الفطر.
وبحثت الجمعية أوضاع آلاف الأسر وتلمست احتياجاتها الفعلية، لتقدم لهم كافة الخدمات، مستفيدًة من التقنية الحديثة في مجالات عملها والتواصل مع المستفيدين؛ ما أسهم في توصيل المساعدات لمستحقيها في وقتها.
سخاء لا ينقطع:
وعقدت مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي الخيرية، اجتماعها السنوي الـ 17 لمجلس أمناء المؤسسة بمحافظة جدة، برئاسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز؛ رئيس مجلس أمناء المؤسسة, بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز؛ نائب رئيس مجلس الأمناء رئيس اللجنة التنفيذية، وأعضاء مجلس الأمناء؛ حيث استعرض المجلس تقرير أعمال وصية الأميرة العنود – رحمها الله – والبرامج الدعوية والرعوية خلال العام الماضي. قدمت المؤسسة 18 وحدة سكنية ليصبح إجمالي الوحدات السكنية منذ التأسيس 507 وحدات سكنية، وإنشاء محطة تحلية مياه يستفيد منها أكثر من 1600 فرد، كما وزعت -خلال شهر رمضان- في مختلف المدن 4 ملايين و 320 ألف عبوة ماء و 10 آلاف سلة غذائية للأسر المحتاجة بالتعاون مع 50 جمعية خيرية استفاد منها 70 ألف فرد، علاوة على مشروع إفطار الصائمين في جوامع ومساجد الأميرة العنود ؛ حيث بلغ عددها 49.970 وجبة إفطار ، وكفلت المؤسسة خلال هذه الفترة 456 معلمًا ومعلمة لتعليم القرآن الكريم و 50 داعية ، وتعليم 120 يتيمًا، وأهلت 120 داعية في مناطق المملكة، مع طباعة وتوزيع أكثر من مليون مجموعة علمية ومطبوعات دعوية.
وناقش الاجتماع إنجازات مراكز مؤسسة الأميرة العنود في تمكين فئات المجتمع وهي مركز تنمية الشباب (وارف)، ومركز تنمية الطفل والأسرة (شدن)، ومركز الحماية الاجتماعية (حماية)، ومركز تنمية ذوي الإعاقة (قادر)، إضافة إلى مركز العنود الدولي للتدريب (تدريب)؛ حيث استفاد منها خلال العام الماضي 19.616 مستفيدًا وقدمت 9631 ساعة تدريبية، وشارك فيها 1281 متطوعًا بإجمالي 10207 ساعات تطوعية.
وكان أبرز برامج التمكين التي قدمتها المؤسسة، برنامج الزمالة الأوروبية العربية في إدارة المنظمات غير الربحية بالشراكة مع المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا بغرناطة الذي انطلق بنسخته الثالثة بانضمام 46 من قادة العمل الخيري بالمملكة، والذي تضمّن لأول مرة تمكين 19 سيدة تعمل بالقطاع الثالث.
” تفريج كربة” لإطلاق سجناء المطالبات المالية:
دشّن الأمير محمد بن عبدالعزيز؛ نائب أمير المنطقة في شهر رمضان، حملة ” تفريج كربة” لإطلاق سجناء جازان للمطالبات المالية؛ وذلك برعاية الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز؛ أمير منطقة جازان، الرئيس الفخري للجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” بالمنطقة.
شرح علي بن موسى زعلة؛ رئيس لجنة ” تراحم ” بجازان، أهداف الحملة في تقديم الدعم المادي للمساهمة في الإفراج عن عدد كبير من النزلاء الغارمين، ولَمِّ شملهم بأسرهم في هذا الشهر المبارك، من خلال تقديم الدعم المادي للمتعثرين في سداد المطالبات المالية بموجب قرارات شرعية نهائية لتسهيل إجراءات الإفراج عنهم.
ودعا رجال الأعمال وفاعلي الخير من داخل المنطقة وخارجها للتفاعل مع الحملة، والمساهمة في تفريج كُرَب المساجين، ولَمِّ شملهم بأسرهم بالتزامن مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد .
عقب ذلك دشّن سمو نائب أمير منطقة جازان الحملة بتبرع سخي من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بمبلغ مليوني ريال, وتبرع شخصي من سمو نائب أمير جازان بمبلغ مماثل ، وتبرع عن أبناء سموه بمبلغ 300 ألف ريال .
وتوالت التبرعات من رجال الأعمال والميسورين من أهل الخير بمنطقة جازان؛ حيث وصل إجمالي التبرعات لحملة ” تفريج كربة ” 6,563,200 ريال ، لإطلاق 85 سجينًا بجازان.
تمكين المسؤولية الاجتماعية:
وأقام مركز الملك سلمان للشباب،خلال شهر رمضان، جلسة شبابية حوارية بعنوان “تمكين المسؤولية الاجتماعية ودورها في تحقيق رؤية 2030” ، استضافت نماذج رائدة في المسؤولية الاجتماعية؛ بهدف إثراء المحتوى المقدم بأمثلة واقعية عن بعض التجارب المتميزة في المسؤولية الاجتماعية بالقطاعين الربحي وغير الربحي، وشارك فيها الدكتور سالم الديني؛ وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية، وهمام الجريد؛ المدير العام التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام (إخاء).
دارت الجلسة حول أربعة محاور رئيسة شملت، دعم نمو القطاع غير الربحي، وتمكين المنظمات غير الربحية من تحقيق التأثير الأكبر، وتشجيع العمل التطوعي، وتعزيز قيام الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية، كما تطرقت إلى عدة محاور تسهم في تحقيق أهداف “رؤية المملكة 2030” حول تمكين المسؤولية الاجتماعية من خلال تشجيع العمل التطوعي، وتحفيز المواطنين على المشاركة بالأنشطة التطوعية؛ ما يؤدي إلى خلق مزيد من فرص العمل.
فرق تطوعية لفتيات “مكة”:
وشكلت أمانة “مكة” خمسة فرق تطوعية للفتيات- بالتعاون مع مؤسسة الملك خالد الخيرية ومؤسسة أروقة للأعمال التطوعية- لتعزيز وتطوير العمل التطوعيّ في مختلف المجالات وفق رؤية المملكة 2030.
وبيّن المهندس رائد بن عبدالله سمرقندي؛ مدير عام السلامة والخدمات الاجتماعية والثقافية بالأمانة، أن مشاركات الفرق التطوعية شملت إرشاد الزوار والمعتمرين التائهين في ساحات المسجد الحرام وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين في أنحاء مختلفة بمكة المكرمة وتوعية الزوار والمعتمرين بالثقافات والعادات والتقاليد التي اشتهرت بها المنطقة وإبراز الهوية المكية.
وأفاد أنه تم تشكيل فرق “غراس، مثمرة، أواصر، ميثاق، ملهمون” كل فريق يتألف من ٣٠ عضوًا بالإضافة إلى قائدة الفريق، ونفذت الفعاليات في مواقع مختلفة منها متحف العمودي في الشميسي، وفندق أنجم بجبل الكعبة ومصنع كسوة الكعبة ومتحف الحرمين الشريفين وجامع الراجحي بالنسيم ومنطقة ساحات الحرم المكي الشريف.
خدمة المسافرين والعابرين:
من ناحيتها، تولت هيئة الهلال الأحمر بمنطقة الرياض- بالتعاون مع جمعية البر بالمزاحمية – مشروع إفطار الصائمين بعنوان “تفطير مسافر” لتوزيع وجبات على المسافرين والعابرين على مداخل ومخارج مدينة الرياض.
وأوضح عبدالله المريبض؛ المتحدث الرسمي بمنطقة الرياض، أن تلك المبادرة تأتي انطلاقًا من المسؤوليات الاجتماعية، والدور التطوعي للهيئة، لتعزيز انتماء ومشاركة المتطوعين في مجتمعهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتوفير الفرص ليؤدوا الخدمات بأنفسهم، مع تعزيز قيم تأصيل حب الوطن، وإبراز الدور التربوي للهيئة ، وتنمية روح العمل التطوعي لدى الشباب بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 ؛ حيث كان يتم توزيع نحو ألف وجبة يوميًا.
“غد” للعمل التطوعي:
وفي إطار الهيئة العامة للغذاء والدواء، دشن الدكتور هشام بن سعد الجضعي؛ الرئيس التنفيذي للهيئة، بالرياض، البرنامج الإلكتروني للعمل التطوعي “غد” لتفعيل منظومة العمل التطوعي التخصصي في البرامج والحملات التوعوية الموجهة للمستهلك.
وأوضح الصيدلي عادل الناصر؛ مدير إدارة توعية المستهلك بالهيئة العامة للغذاء والدواء، أن برنامج “غد” التطوعي سيكون منصة إلكترونية تهدف لتسجيل الراغبين في العمل التطوعي، فيما يختص بمجالات عمل الهيئة في جميع مناطق المملكة.
وأكد الناصر، أنه قبل انطلاق البرامج التوعوية يتم اختيار المتطوعين المناسبين من حيث التخصص والموقع الجغرافي، للمشاركة في أنشطة البرامج التوعوية، التي تعود بالفائدة على المجتمع والمتطوع والهيئة.
ويأتي إطلاق برنامج “غد” تفعيلاً لمحور “وطن طموح، مواطن مسؤول”، ضمن رؤية المملكة 2030 في تعزيز دور الشباب، وجعله شريكًا للنهوض بمكانة المجتمعات وتنميتها، كما يهدف لتسهيل مشاركة الطلاب والمهتمين في البرامج التوعوية، واحتساب ساعات التطوع وإصدار الشهادات، بالإضافة لخدمات المساندة الأخرى.
فعاليات الأندية الموسمية بالشرقية:
كذلك، شرعت الأندية الموسمية في ممارسة عطائها في المنطقة الشرقية بدفع عجلة القيادة والتنمية الفكرية والمهنية في مسارات متعددة؛ منها المسار التقني والتطوعي والسياحي والفني والاجتماعي لطالبات مراحل التعليم بالشراكة المجتمعية مع الأسرة .
وتألق نادي البيلسان الموسمي غرب الدمام بفعاليات متعددة ؛ حيث بلغ عدد الطالبات المشاركات في مسارات النادي أكثر من 200 طالبة, إلى جانب رغبة الكثير من منسوبات التعليم بالعمل التطوعي مع منسوبات النادي, كما تم تأسيس فصل للأطفال من سن 5 سنوات وحتى 8 سنوات يشتمل على برنامج متكامل تحت إشراف إدارة النادي. وقد بدأت الفعاليات بتأسيس شعار نادي البيلسان في الثانوية الـ 27 .
اشتملت فعاليات الأندية الموسمية على عدة مبادرات نوعية لدى مشرفات المسارات في النادي؛ ما كان له أثر واضح في إقبال عدد كبير من مرتادي النادي, كما تم تخصيص يوم لتفعيل جميع أنشطة النادي وتوظيف جميع المسارات مع تثقيف الحي بما يحتويه كل مسار من أنشطة فكرية ومهنية وتقنية وسياحية واجتماعية وإعطاء الأهمية الكبرى في تفعيل برامج تنمية الذات وتصحيح الفكر كبرامج “فطن” و”حصانة” و”المسؤولية الاجتماعية”.
الكشافة تقدم خدماتها للمعتمرين:
وفي الهيئة الملكية بينبع، حققت “الكشافة” درعي التميز المستوى الذهبي في معسكرات الخدمة العامة للحج والمشروع الكشفي الوطني البيئي للعام 1437هـ، ودرع القادة الذهبي للمتميزين بمعسكرات الخدمة العامة بالحج.
جاء ذلك خلال حفل أقيم بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، لتكريم الفرق المتميزة وشركاء النجاح من القطاعات الكشفية المختلفة، بحضور الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد؛ نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية.
ويأتي تحقيق هذا الإنجاز امتدادًا للإنجازات التعليمية في المجالات والأنشطة المختلفة بالهيئة الملكية بينبع، والذي يعكس مدى الاهتمام والدعم غير المحدود من مسؤولي الهيئة الملكية بينبع للتعليم والأنشطة الطلابية عمومًا والكشفية خصوصًا ،والتي أخذت على عاتقها تقديم عطاءات متميزة في العمل التطوعي والريادة في برامج المسؤولية الاجتماعية بما يحقق رؤية المملكة 2030.
إعداد: سميح جمال